وسط دعم أميركي وبريطاني، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، الفاعلين الليبيين الرئيسيين إلى المشاركة في مبادرة مبعوثه الخاص ورئيس بعثة المنظمة الدولية، عبد الله باتيلي، بـ«حسن نية، وبروح التسوية لكسر الجمود السياسي الحالي، وتمهيد الطريق لإجراء انتخابات شاملة وذات مصداقية وشفافة في ليبيا»، وفقاً لما نقله عنه المتحدث باسم الأمم المتحدة.
في غضون ذلك، طالب التجمع الوطني للأحزاب السياسية في ليبيا من غوتيريش دعوة البعثة الأممية لتجاوز النقاط الخلافية، التي توافقت عليها لجنة (6+6) المشتركة لمجلس النواب و«المجلس الأعلى للدولة»، لافتاً إلى أن تقارير المبعوث الأممي ادعت أن «مجلس الدولة رفض القوانين الانتخابية، وهو ما لم يحدث، لأنها صادرة عن لجنة (6+6)، ولا يحق للمجلسين مناقشتها». ورأى التجمع، في بيان، الأربعاء، أن إصرار باتيلي على إعادة مناقشة القوانين الانتخابية «يهدد بشكل خطير التوافق المحقق».من جهته، أكد رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أن الانتخابات هي «الحل الوحيد لإنهاء النزاع على السلطة والشرعية في البلاد». وقال في تصريحات تلفزيونية، مساء الثلاثاء، إن «صندوق الاقتراع هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة الليبية»، موضحاً أن الحكومة التي تتشكل بالاتفاق بين مجلس النواب والمجلس الأعلى الدولة، «هي الحكومة الشرعية التي يجب أن تدير المشهد نحو الانتخابات العامة في البلاد».
ودافع صالح عن زيارته الأخيرة لتركيا، بالقول إنها «كانت ناجحة بشكل كبير»، لافتاً إلى تفهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وجهة نظره بـ«ضرورة وجود حكومة موحدة في البلاد».
إلى ذلك، أكد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، «تمسكه بضرورة انتهاء كل المراحل الانتقالية، عبر انتخابات عادلة ونزيهة بمشاركة كل الليبيين»، معرباً، خلال اجتماعه مساء الثلاثاء بالعاصمة طرابلس مع سفير المملكة المتحدة مارتن لونغ، عن تقديره لدور بريطانيا الداعم للمجلس الرئاسي وللاستقرار في ليبيا.ونقل المنفي عن مارتن إشادته بما وصفه بـ«الدور المحوري، الذي يقوم به لجمع الأفرقاء السياسيين، والدفع بالعملية السياسية، بما يحقق رغبة وتطلعات كل الليبيين»، مؤكداً «دعم بلاده مبادرة باتيلي التي تهدف لنجاح العملية الانتخابية، وتحقيق الاستقرار في أنحاء ليبيا كافة».
كما قال المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند إنه التقى، الأربعاء، في طرابلس، رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا عماد السايح، رفقة القائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا جيريمي برنت، لمناقشة التحضيرات الجارية لانتخابات المجالس البلدية، التي تقوم بها المفوضية، مشيراً إلى مناقشة «ما يلزم من أجل وضع خريطة طريق ذات مصداقية نحو انتخابات برلمانية ورئاسية».
وكان نورلاند قد بحث مع قائد الجيش الوطني خليفة حفتر، في بنغازي، الأربعاء، ما وصفه بـ«أفضل السبل لتعزيز العمل الحيوي، الذي يقوم به باتيلي لجمع الأطراف المؤسسية في ليبيا لحل المسائل السياسية، التي تقف عائقاً أمام الانتخابات وحكومة وطنية موحدة»، موضحاً أن اللقاء شدد على «أهمية توحيد الجيش الليبي، والحفاظ على سيادة ليبيا، والحرص على صرف الأموال لإعادة إعمار درنة والمناطق الأخرى المتضررة من الفيضانات بشكل شفاف، وبقيادة خبراء وبدعم فني عتيد من المؤسسات الدولية».وقال حفتر إن اللقاء ناقش مبادرة باتيلي «لإجراء جولة جديدة للحوار بين الأطراف السياسية، وأهمية أن يكون الحوار متوازناً، بما ينسجم مع تطلعات الشعب الليبي لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة».
كما استعرض نورلاند مع عضوي المجلس الرئاسي موسى الكوني وعبد الله اللافي، مساء الثلاثاء في طرابلس، تفاصيل اجتماع باتيلي، بالإضافة إلى ملف المصالحة الوطنية، وإعادة إعمار مدينة درنة، والأوضاع في مدن الجنوب وحماية الحدود، إضافة إلى قضايا محلية ودولية أخرى. وأكد النائبان بالمقابل «أهمية تضافر الجهود لإنجاح العملية السياسية، تمهيداً لإنجاز الاستحقاقات الانتخابية، التي يتطلع إليها الشعب الليبي».
ونقل بيان للمجلس الرئاسي عن نورلاند إشادته بـ«دعم جهوده المبذولة لمعالجة الانسداد السياسي، وملف المصالحة الوطنية، المدعوم من الاتحاد الأفريقي»، مبدياً «دعم بلاده الكامل لإنجاح المصالحة».
كما أشاد الكوني خلال لقائه، الأربعاء، محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق عمر الكبير، بالجهود المبذولة للمساهمة في تحقيق الاستقرار المالي والنقدي للدولة، والأوضاع المالية للعام الحالي، وكذا الآليات المتخذة لإعداد موازنة العام المقبل بالتعاون بين الجهات ذات العلاقة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
غوتيريش يؤكد أن الوضع الراهن يمنع إجراء عمليات إنسانية ذات معنى في غزة
غوتيريش يؤكد أننا نواجه انهيارًا الإنسانية ويرى أن مجلس الأمن أصيب بـ"الشلل"
أرسل تعليقك