في تطور لافت عقب السماح بتعديل المادة 16من القانون الأساسي لحزب العدالة والتنمية المغربي، التي تسمح لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، بقيادة الحزب لولاية الحزب ثالثة، تصاعدت تصريحات في ظلّ تسرب خبر غضب بن كيران من الوزيرعزيز الرباح واتهامه بوصفه بـ"الصنم"، حيث تساءل الأمين العام للحزب قائلا" هل تحولت إلى صنم، بمجرد أني أردت الترشح لولاية ثالثة".
والبرلمانية آمنة ماء العينين، ردت على الأخبار المتداولة، قائلة "يجب وقف حملات شيطنة الأمين العام وتصويره وكأنه يستهدف زملاءه من قيادات الحزب ثم المزايدة عليه بذلك، وأكثر من كان مقدرا ووفيا لإخوته هو بنكيران نفسه،وبذلك لا مجال للنفخ في شقاق وهمي".
وقالت برلمانية حزب"المصباح"، "يوم اعترضوا على الرميد لدخول حكومة ٢٠١١ بدعوى "الصدامية" تشبث به بن كيران وزيرا وتوقفت المفاوضات لذلك السبب إلى أن أقتنع الجميع أن صفة الصدامية ليست إلا وهما بناه البعض بالكثير من التأويل والتهويل، وظل بن كيران يدعمه في المسار الصعب الذي عرفه إصلاح منظومة العدالة وفي الموضوع كثير من التفاصيل".
وكشفت المسؤولة المذكورة، بعضًا من كواليس المجلس الوطني، "يوم بكى الرباح في مجلس وطني، (لست هنا أفشي سرا لأن الرباح نفسه اختار أن يتحدث عن مداخلاته بتفصيل)، مشتكيا من اتهامه بالعمالة لجهات أخرى، كان أول من صعد للمنصة نافيا في حزم كل ذلك مخاطبا الرباح: أنت لست في موقع اتهام وطيرتيها لي لأنك قلت ذلك،كما دافع أمامنا جميعا عنه، دفاعا ليس أقل من ذلك الذي منحه الغطاء السياسي الكافي يوم تكالب عليه الجميع غداة نشر لوائح الكريمات"، على حد قولها.
وتابعت المتحدثة نفسها توضيحها، "أصر بن كيران على إلحاق الحمداوي بالأمانة العامة واقترحه للترشح في العرائش مفاجئا الجميع وخصص له من برنامجه مهرجانا خطابيا كان حاشدا مثل غيره في وقت كان جميع المرشحين يتسابقون لحجز موعد على أجندة الأمين العام دون أن يظفروا به جميعا، وهو ما خلف غضب الكثيرين حيث كان الأمين العام في حرج شديد من شدة الطلب عليه من طرف كل الدوائر".
وأكدت المتحدثة ذاتها، على أنه بالنسبة للوزير محمد ليتيم، "لن تكفيني السطور لسرد ما يثبت وفاء الزعيم له مهما كانت الظروف والنتائج. وبالتأكيد يسري نفس الأمر على كل القيادات بدون استثناء والشواهد في ذلك كثيرة ومتعددة يعرفها الجميع"، مجددة تأكيدها على "موضوع وفاء بن كيران لإخوته موضوع انتهى فيه الكلام فليبحثوا عن إسطوانة أخرى،ولنتوقف عن التشكي من مقال هنا أو هناك فالوقائع وشواهد التاريخ أقوى وأدل. ومن يثق بنفسه لا تزعزعه مقالات هنا أو وشايات هناك"، حسب تعبيرها.
وكان زعيم حزب"المصباح" بن كيران، قد حسم المعركة لصالحه، عقب تصويت لجنة المساطر والأنظمة التابعة للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية المغربي، بالأغلبية، على اقتراح تعديل المادة 16 من النظام الأساسي للحزب التي تحصر ولاية الأمين العام في ولايتين، وانتهت بتأييد التعديل بمجموع أصوات بلغ22 صوتا مقابل 10 أصوات رفضت تعديله، وسط نقاش حاد في صفوف صقور الحزب وبعض الوزراء الذي رفضوا مشروع تعديل القانون.
وبعد تعديل المادة 16 من القانون الأساسي، استطاع اليوم رئيس الحكومة السابق خلال اجتماع في الرباط، ضرب عصفورين بحجر واحدة داخل لجنة المساطر، إلى جانب تعديلات قامت بها اللجنة المذكورة حيث أصبح ممنوعا وفقا للمادة 37 منه، وصول وزراء الحزب إلى الأمانة العامة للحزب عن طريق "الصفة"، التي تضعف تأثير الوزراء على مواقف الحزب.
وانتصر عبد الإله بن كيران قبل انعقاد مؤتمر حزب من تعديل المادة 16 من القانون الأساسي التي تسمح له بقيادة الحزب لولاية ثالثة، ومهدت له الطريق للشرح للأمانة العامة للحزب وسط تأييد واسع من طرف شباب الحزب الذي ظلوا يطالبون بتعديل القانون.
ويُواصل رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران المعفى بقرار ملكي، بين الفينة والأخرى إثارة النقاش في المشهد السياسي المغربي، بتصريحاته الإعلامية المثيرة، حيث سبق له أن أكد مرحلته انتهت من الناحية القانونية، إلا إذا وقع شيء لا نعرفه من خلال مطالب الناس أو مصلحتهم أو يتضح أن أمورًا غير عادية، مؤكدا أنه قد يعود مُضطرا تحت رغبة مناضلي حزبه ، قبل أن يستدرك كلامه، قائلا"إذا لم يضطر له الإخوان، أما أنا لا أطلب من أي أحد في الكرة الأرضية، أو أي أخ أو أخت أي شيء باستثناء الرحمة والاستغفار من الله".
وحول الأصوات المتعالية لتمديد لعبد الإله بنكيران، لولاية ثالثة و المطالبة بحذف المادة 16 من النظام الأساسي، التي تمنع تولي قيادة الحزب لأكثر من ولايتين متتاليتين، شدد بنكيران" في جميع الأحوال لن أدخل في هذا الموضوع، أما من الناحية القانونية، ونحن حزب يحترم القانون، فإن المرحلة انتهت بالنسبة لي، "إذا لم يضطر له الإخوان ".
وأعلنت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي، عن موعد لعقد المؤتمر الوطني العادي للحزب في كانون الأول/ديسمبر المقبل، حيث لم يستبعد بن كيران من خلال تصريحه عودته لقيادة حزب "المصباح"، عقب لقاء للأمانة العامة للحزب، وكان المكتب الوطني لشبيبة حزب العدالة والتنمية، قد دعا بنكيران إلى "الاستمرار في ممارسة أدواره الوطنية حالاً ومستقبلاً باعتباره أملا لفئات واسعة من الشعب المغربي"، ووصف شبيبة حزب"المصباح"، مواقف رئيس الحكومة السابق بن كيران بـ"الصامدة في مواجهة إرادات التحكم بمختلف تعبيراته الحزبية والسياسية، وتشبثه بالمبادئ والمواقف الثابتة للحزب المذكور التي لا تلين بين يدي المواقع والمناصب".
وسبق لرئيس الحكومة المغربية السابق بنكيران، أن كسر جدار الصمت حول قرار إعفائه من تشكيل الحكومة الحالية بقرار ملكي، قائلا" إعفائي من رئاسة الحكومة ضربة قاسية"، وعاد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، بعد ابتعاده عن اللقاءات الإعلامية والتزام الصمت تجاه المشهد السياسي، إلى الحديث عن كواليس واقعة إعفائه من رئاسة الحكومة، حيث أكد أنه تقبل قرار الإعفاء لكن المغاربة لم يتقبلوا قرار إعقائه " على حد قوله، خلال لقاء مع هيئة مستشاري حزب العدالة والتنمية.
وشدّد بن كيران على أن انتخابات الأخيرة في مدينة الجديدة، أظهرت أن الحزب تلقى ضربة قاسية بكل صراحة، مستدلا بمثال أحد مكاتب التصويت التي حصل فيها حزب"المصباح" على 1600 صوت في الانتخابات العادية لم يحصل فيها سوى على 25 صوتًا"، مؤكدًا أن المواطن المغربي لم يرفعه يد بعد من العدالة والتنمية رغم ما حدث، بل إنه لن يسحب ثقته منكم إذا لا حظ والصراحة وقول الحق، والوقوف في وجه الفساد".
وكشف رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، أن المغرب مهدد بالزوال في حال عدم مواصلة الإصلاحات والفشل في الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية، مؤكدًا أنه لا يهمه فشل حزبه "العدالة والتنمية"، قبل أن يستدرك حديثه قائلا خلال لقاء مع هيئة مستشاري حزبه : "أخاف على الوطن إذا لم نصلح شؤونه"، ووجه الأمين العام لحزب "المصباح" رسائل سياسية إلى خصومة ومن رفع في وجههم شعار محاربة الفساد، فقال: "الاستعمار دخل إلى المغرب حيث كان الفساد".
وشدّد على أن الفساد مستشرٍ في جميع القطاعات، قبل أن يكشف أن الفساد هو الذي أدى إلى اندلاع احتجاجات أحداث مدينة الحسيمة، شمال المغرب، مجددا تأكيده على ضرورة تنفيذ إصلاحات، تشمل قطاعات التعليم والصحة، وباقي المؤسسات العمومية التي يرى بن كيران أن انتشار الفساد فيها يهدد المغرب، على حد قوله، بالمقابل اعترف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بمرور حزبه في فترة صعبة مقارنة بالمواقف الشديدة التي عرفها تاريخ الحزب، قائلاً: "لم أمر بفترة أصعب من هذه في حياتي"، في إشارة للتنازلات التي قدمها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني خلال مشاورات تشكيل الحكومة الحالية.
وقال بن كيران "نحن في ورطة حقيقية"، موجهًا رسائل إلى بعض قيادي حزبه، "هناك من يشعر بالفرحة لهذا الوضع وكان ينتظر ذلك"، مؤكدًا أن إلحاح المواطنين على بقائه في المشهد السياسي المغربي، دفعه إلى عدم التخلي عنهم"، ويعدّ خروج رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران الأقوى بعد إعفائه بقرار ملكي، عقب دخوله في مواجهات مع بعض زعماء الأحزاب السياسية ورفضه انضمام حزب الاتحاد الاشتراكي لتحالفه الحكومي.
وسبق لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، أن أكد أن حزبه سيظل وفيّ للمواطنين المغاربة، قائلاً "سنبقى مع هذا الشعب ولا يمكن التخلي عنه، وسنواصل العمل معه إلى النهاية"، وكان بن كيران قد وجه رسائل سياسية إلى خصومه، ومن وصفهم بالمتآمرين على حزبه، مردفًا" سنواصل المعركة ضد المفسدين وإصلاحات الحكومة السابقة، يعترف بها القريب والبعيد".
أرسل تعليقك