طرابلس ـ فاطمة السعداوي
كشف تنظيم "داعش" عن هوية قائده السابق في ليبيا المدعو "أبو نبيل الأنباري"، الذي قتل في غارة أميركية استهدفت مقراً كان يتواجد به في درنة قبل أشهر. وقالت صحيفة "النبأ" التابعة للتنظيم في عددها الأسبوعي، اليوم الجمعة، إن أمير ليبيا القتيل المدعو وسام زيد هو ذاته المدعو "أبومغيرة القحطاني"، الذي أطلق التنظيم اسمه على عملية الهجوم التي استهدفت الحقول في الهلال النفطي مطلع العام الجاري.
وأوضحت الصحيفة أن زيد التقى في بغداد بواليها المكلف من قبل تنظيم داعش المدعو مناف الراوي رفقة والي الفلوجة المدعو عباس الجواري، وذلك بعد خروجه من السجن لينسق من أجل العودة للتنظيم والعمل معهم، وهو ما تحقق بالفعل بعودته إلي مدينة الفلوجة ليعيّن نائباً لواليها المكلف من “داعش”، ثم والياً لها حتى اعتقل في واحدة من أكبر الضربات الأمنية التي تعرض لها داعش.
واعتقلت القوات الأميركية القحطاني وسلمته الى السلطات العراقية التي أودعته بدورها سجن “التاجي”، ثم سجن “أبوغريب”، حيث أصبح أميراً للسجن تحت كنية “أبوحامد”، قبل أن يفر من السجن ويعين والياً للتنظيم علي محافظة صلاح الدين، حيث شارك في العديد من المجازر الوحشية ضد العراقيين.
وأوردت الصحيفة معلومات حول بداية انتشار تنظيم داعش في ليبيا وما أعقبه مما وصفته بـ”بمبايعة أمير المؤمنين” أبوبكر البغدادي، الذي حظي ببيعة عناصر التنظيم في ليبيا، فأرسل ما وصفته صحيفة التنظيم بـ “سيف البغدادي المجرب” أبا نبيل ليكون أميراً على ليبيا تحت مسمى “أبو مغيرة القحطاني”، فوضع اللبنات الأولى لتنظيم “داعش” وكانت بدايته من مدينة درنة، قبل أن تغدر به صحوات تنظيم “القاعدة” محاولين اغتياله.
ورحل القحطاني إلي مدينة سرت التي سقطت في يد التنظيم بعد وصوله إليها، قبل أن يقتل بعد أشهر في غارة أمريكية استهدفت مقراً كان يختبئ فيه في مدينة درنة عقب عودته إليها قادمًا من سرت في مهمة سرية.
وكشفت الصحيفة عن الصراع السلطوي بين تنظيمي “القاعدة” و”داعش” فى ليبيا قائلاً: “عندما وصل أبا نبيل إلى الولايات الليبيية وجد أن كثيراً من الناس هناك أثر فيهم المنهج الفاسد لتنظيم “القاعدة” في معاملة المرتدين، فبدأ يحرضهم على قتال المرتدين واستئصالهم. وذكرت الصحيفة تفاصيل سقوط مدينة “هراوة” بيد تنظيم داعش، بعد تفاوض “أبي نبيل” عبر أحد الوسطاء مع قيادات عسكرية من المنطقة، عقب اشتباكات دارت بين التنظيم وقوات موالية لفجر ليبيا في آذار/مارس 2015، وانتهت بسيطرة “داعش” على المدينة، بل وتحصل التنظيم على مبالغ مالية ضخمة من هذه القيادات، كتعويض عن الأضرار التي لحقت بالتنظيم وعناصره في الاشتباكات، مقابل العفو عن أهالي هراوة، الذين تحولوا إلي رهائن في يد “داعش”.
أرسل تعليقك