دخل السودان في شهره الرابع من الاشتباكات ما بين الجيش السوداني وميلشيا الدعم السريع وذلك منذ 15 أبريل 2023، حيث أدى هذا الصراع إلى نزوح ما يقارب 3 ملايين شخص، منهم أكثر من 700 ألف فروا إلى البلدان المجاورة.
استئناف المحادثات
أفادت مصادر بالحكومة السودانية، بأن ممثلين عن الحكومة وصلوا إلى السعودية لاستئناف المحادثات مع قوات الدعم السريع، وفقا لوكالة "فرانس برس"، وذلك بعد شهر ونصف من توقفها، فقد أتت هذه التطورات بالتزامن مع البيان السعودي أميركي، والذي تعهد فيه البلدان بالتزامهما المشترك بإنهاء الصراع في السودان.
تلقى رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان اتصالا هاتفيا من الرئيس الكيني وليم روتو، بعد أيام من اعتراض الخرطوم على رئاسة نيروبي للجنة الرباعية المكلفة من قبل "الإيجاد" لمعالجة الأزمة في السودان، فقد وضع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، شروطا للتهدئة، قائلا إن الحكومة السودانية مستعدة لوقف إطلاق النار متى ما استجابت قوات الدعم السريع لمطالب إخلاء مساكن المواطنين ومراكز خدمات المياه والكهرباء والطاقة والمستشفيات والأعيان المدنية والمقرات الحكومية من عناصرها،
ونقل البرهان للرئيس الكيني أسباب تحفظ حكومة السودان على رئاسة كينيا للجنة، ورفضه مخرجات القمة التي كانت قد عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مؤخرا، مؤكداً سيادة السودان على أراضيه حيث لا يمكن إدخال قوات شرق إفريقيا (إيساف) دون موافقة حكومة السودان.
وحول مفاوضات جدة، أكد رئيس مجلس السيادة أهمية منبر جدة، شاكرا الحكومة السعودية والأميركية لتسهيل عملية التفاوض.
عقد مشاورات
أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، مساء السبت، تشكيل لجنة اتصال مع القوى السياسية وحركات مسلحة "للتوصل إلى حل سياسي شامل" للأزمة في البلاد، في بيان نشره عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأكد حميدتي في بيانه، تشكيل لجنة اتصال مع القوى السياسية والمجتمعية وحركات الكفاح المسلح برئاسة يوسف عزت المستشار السياسي للدعم السريع، وعضوية لنا مهدي، وبلة محمد، وفاطمة علي.
وبحسب حميدتي، فإن قراره يأتي التزاما بمبدأ الحوار كضرورة أساسية للتوصل لحل سياسي شامل، ونظرا إلى التطورات التي تشهدها البلاد بسبب الحرب والتي يقتضي إنهاؤها إجراء مشاورات واسعة النطاق لمعالجة جذور الأزمة الوطنية المتراكمة، وفق قوله.
وحول مهام اللجنة، قال البيان، إنها ستمارس مهام عقد مشاورات واسعة بشأن الأزمة السودانية المستمرة والحرب الراهنة، والسبيل الأمثل للوصول لحل شامل يعالج الأزمة من جذورها بمشاركة جميع القوى السياسية والشبابية والمجتمعية، على أن تستعين بما تراه مناسبًا.
كانت قد استضافت مصر يوم الخميس، مؤتمر قمة دول جوار السودان، وذلك في ظل الأزمة التي يمر بها السودان منذ منتصف أبريل 2023، وتوافق المشاركون على الإعراب عن القلق العميق إزاء استمرار العمليات العسكرية والتدهور الحاد للوضع الأمني والإنساني في السودان، ومناشدة الأطراف المتحاربة على وقف التصعيد والالتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب، وتجنب إزهاق أرواح المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوداني وإتلاف الممتلكات.
أما الآلية الرباعية (الإيجاد) فكانت قررت قبل أيام أن تطلب من قمة القوة الاحتياطية لشرق إفريقيا الانعقاد من أجل النظر في إمكانية نشر القوة الاحتياطية لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان، في خطوة رفضها الجيش السوداني.
هل ستتأثر المفاوضات؟
في هذا الصدد قال السماني عوض الله الكاتب الصحفي ورئيس تحرير موقع الحاكم نيوزالسوداني إن وصول وفد من الحكومة السودانية الي جدة يشير الي جديتها في الوصول الي وقف دائم لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في كل أنحاء البلاد.
وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أنه يعتقد أن قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان قد أشار الي ذلك بوضوح خلال اتصاله بالرئيس الكيني حرصه على وقف إطلاق النار اذا استجابت قوات الدعم السريع بالانسحاب من المنازل والمرافق والمؤسسات المدنية التي لا تزال تتواجد بداخلها.
وأستكمل : لا أعتقد أن التطورات الأخيرة بين الطرفين ستترك أثراً سلبياً على المفاوضات، وتمنع تثبيت هدنة جديدة في البلاد بل أري أن التطورات الأخيرة هي نتاج طبيعي لحالة الحرب بين الجيش والدعم السريع، وأنه لولا تلك التطورات لما قدمت الدعوة لهما للجلوس على طاولة المحادثات بغية الوصول الي اتفاق من شأنه يقود لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية ومن ثم الدخول في العملية السياسية التي من شأنها تنهي جذور الأزمة.
أما فيما يخص إتصال الرئيس الكيني بقائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان فقال السماني عوض الله أن الزيارة التي يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الي نيروبي حملت في طياتها عدة جوانب مهمة في إطار العلاقة بين القاهرة ونيروبي من جهة وبين البرهان والرئيس الكيني وليام روتو من جهة أخري، واذا وقفنا على النقطة الأخيرة يبدو أن الرئيس السيسي وضمن محادثاته مع الرئيس الكيني تطرقا وبشكل عميق الأزمة السودانية بشكل عام والقطيعة بين البرهان وروتو بشكل اخص بعد ما أعلن السودان موقفه الواضح من رئاسة كينيا للجنة الرباعية المكونة من قمة إيقاد التي كلفت كينيا والرئيس روتو برئاسة تلك اللجنة.
وأردف: الرئيس السيسي واستكمالا لمخرجات قمة دول الجوار السوداني بالقاهرة الناجحة وحرصا منه على نجاح تلك الجهود يبدو أن السيسي سعي لتحييد موقف الرئيس روتو وقد بدا ذلك جليا من خلال الاتصال الذي اجراه بالبرهان والذي يبدو أن السيسي لعب فيه دورا مهما استطاع إذابة جبل الجليد بين البرهان وروتو، مشيراً إلى أن البرهان الذي أكد خلال هذا الاتصال استعداد القوات المسلحة السودانية بوقف إطلاق النار في حالة إخلاء قوات الدعم السريع لمنازل المواطنين والمرافق الخدمية ومؤسسات الدولة حيث أن هذا التأكيد يتفق تماما مع مخرجات قمة دول الجوار السوداني بالقاهرة والتي اقترحت ثلاثة مسارات لحل الأزمة السودانية تشمل المسار العسكري والمسار الإنساني والمسار السياسي.
وأكد : الاتصال الذي تم بين البرهان وروتو يصب في إطار المسار الأول المتعلق بالعمل العسكري ووقف إطلاق النار وتلك التأكيد آت التي أطلقها البرهان وأشار إليها نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول شمس الدين كباشي دليل واضح على أن المسار الأول يمضي في الاتجاه الصحيح وقد تقوم الآلية التي توافقت عليها قمة القاهرة بوضح اللمسات النهائية لنجاح هذا المسار.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
البرهان يرفض مخرجات قمة الإيجاد
البرهان يرفض رئاسة كينيا للجنة الرباعية بشأن معالجة الأزمة في السودان
أرسل تعليقك