اتهم وزير الإعلام والثقافة اليمني، معمر الإرياني، اليوم الأحد، جماعة "أنصار الله" بعرقلة جهود التهدئة في اليمن، وعدم تنفيذ التزاماتها في اتفاق هدنة الأمم المتحدة السارية لمدة شهرين إضافيين في البلد العربي الذي يمزقه الصراع منذ أكثر من 7 أعوام.
وقال الإرياني عبر "تويتر": "كشفت الهدنة الأممية ومفاوضات الأردن من جديد للداخل والخارج حقيقة مليشيا الحوثي الإرهابية، وأنها من تقف حجر عثرة أمام جهود التهدئة وإحلال السلام، وتحاصر المدنيين، وتنهب الإيرادات لصالحها بدل توجيهها لدفع مرتبات الموظفين، وتتخذ من الملف الإنساني مادة للتضليل والابتزاز والمساومة".
وأضاف: "شرعت الحكومة منذ اللحظة الأولى لإعلان سريان الهدنة الأممية بتنفيذ كافة التزاماتها الواردة في إعلان الهدنة، فأوقفت إطلاق النار بمختلف الجبهات، وسهلت وصول سفن المشتقات النفطية لميناء الحديدة، وأعادت تشغيل مطار صنعاء لوجهتين (الاردن، مصر) وقدمت الكثير من التنازلات في سبيل تحقيق ذلك".
وتابع: "في المقابل لم ينفذ الحوثيون أيا من التزاماتهم الواردة في إعلان الهدنة، وواصلوا خروقاتهم في مختلف الجبهات، وتنصلوا من التزام فتح المعابر وتسهيل تنقل المواطنين وحركة البضائع بين المحافظات، وعرقلوا كل المبادرات والحلول لفتح طريق لا يتجاوز نصف كيلو متر في المدخل الرئيسي لمحافظة تعز".
وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي بـ "إعادة النظر في طريقة تعاطيهم مع الحوثيين، وممارسة ضغوط حقيقية عليهم للانخراط بحسن نية في جهود التهدئة وإحلال السلام، والحيلولة دون استغلالهم للهدنة فرصة لترتيب الأوراق والتحضير لدورة جديدة من التصعيد"، على حد قوله.
ويوم الخميس الماضي، غادر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، العاصمة صنعاء، بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام، ناقش خلالها مع قيادة "أنصار الله" مقترحاً أممياً لفتح 5 طرق في محافظة تعز ومحافظات أخرى تغلقها الجماعة، دون الإعلان عن نتائجها، وذلك بعد موافقة الحكومة اليمنية على المقترح مشترطةً تزمين فتح طرق أخرى في المحافظة ذات الكثافة السكانية الأعلى في اليمن.
ويتضمن المقترح الأممي المعلن، يوم الاثنين الماضي، "إعادة فتح الطرق تدريجياً بما في ذلك آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين، بهدف رفع المعاناة عن المدنيين وتسهيل وصول السلع".
وتأتي تحركات الأمم المتحدة بالتزامن مع إعلان رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من "أنصار الله" في صنعاء، مهدي المشاط، يوم الأحد الماضي، أن الجماعة ستطلق مبادرة أحادية الجانب لفتح ثلاث طرق في محافظة تعز، وهو ما اعتبرته الحكومة اليمنية التفافاً على مطالب فتح الطرق الرئيسية في تعز عبر فتح طرق فرعية لا تخفف المعاناة الناجمة عن القيود المفروضة على تنقل المدنيين في محافظة تعز.
وترتبط مدينة تعز بأربع طرق رئيسية (المنفذ الشرقي والشمالي والشمال الشرقي والغربي) مؤدية إلى محافظات إب وذمار والحديدة ولحج، إلا أنها مغلقة حالياً من قوات جماعة "أنصار الله"، ما دفع المدنيين إلى استخدام طرق بديلة وعرة تطيل مدة الوصول إلى المدينة لساعات بدلاً عن دقائق.
وفي الثاني من يونيو/حزيران الجاري، أعلن غروندبرغ موافقة الأطراف في اليمن، على مقترح أممي بتمديد الهدنة السارية في اليمن منذ الثاني من أبريل الماضي، لمدة شهرين إضافيين تنتهي مطلع أغسطس القادم.
وتضمنت الهدنة الأممية المعلنة في الثاني من أبريل/نيسان الماضي، إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غربي اليمن.
كما تضمنت الهدنة السماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة أكثر من 377 ألف شخص، 40 % منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك