القاهرة - محمد الشناوي
قرّرت نيابة استئناف الإسكندرية شمال مصر، السبت، حبس الراهب المشلوح أشعياء المقاري، 4 أيام على ذمة التحقيقات في واقعة مقتل الأنبا أبيفانيوس رئيس وأسقف دير أبو مقار في وادي النطرون. وكان المتهم وائل سعد ترهب بدير القديس مكاريوس بوادي النطرون سنة 2010 باسم الراهب أشعياء المقاري، وتم تجريده من الرهبانية من قبل الكنيسة يوم الأحد 5 أغسطس/آب، بسبب سلوكياته التي شكلت تجاوزات خطيرة لقوانين الرهبنة والدير.
ووجهت النيابة العامة لوائل سعد تهم قتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبومقار في وادي النطرون. واعترف المتهم أمام فريق البحث الجنائي، وأرشد عن أداة الجريمة، وهو قضيب حديدي تم العثور عليه بمخزن للخردة بالدير، وتم استخدامه في عملية قتل الأسقف بضربة واحدة فوق الرأس.
وواصلت النيابة استكمال التحقيقات وسماع الشهود بعد تفريغ الكاميرات واستدعاء السائق الذي يعمل معه للاستماع لشهادته. وبفريق تحقيق مكون من 60 شخصا من جهات مختلفة من مباحث البحيرة وضباط الأمن العام والأمن الوطني والنيابة العامة، وتم رفع الأدلة الجنائية وتحريز كاميرات المراقبة وتمشيط الدير ومحيطه للبحث عن أي أثر يصل للقاتل، وتفتيش بعض قلالي الرهبان، وتم غلق الدير ومنع دخول أو خروج أي شخص.
والمباحث الجنائية بدأت تحرياتها داخل الدير، وأكدت التحريات أن القاتل كان على دراية كاملة بمكان قلاية الأسقف وتوقيت خروجه والطريق الذي يسلكه إلى الكنيسة لحضور التسبحة. واستمعت النيابة العامة لشهادات الرهبان وعمال الدير، والراهب أشعياء، والذي سبق وحاول الأسقف تجريده عدة مرات لارتكابه مخالفات ضد قانون الرهبنة، وكان دائم الإثارة للمشاكل، ومتمردا على حياته الرهبنية، وسبق أن صدر قرار له بالفعل في فبراير الماضي لإبعاده عن الدير، ولكن تدخل الرهبان، وقدموا التماساً لرئيس الدير والبابا، مع التماس الراهب وبكائه للأسقف، كل ذلك ساهم في إعطائه فرصة أخرى، ولكن دون جدوى، حيث اعتاد الراهب الخروج من الدير دون إذن الأسقف.
وبدت أقوال الراهب أشعياء متناقضة، ولاسيما عن توقيت وجوده بالدير أثناء القتل، ورصدته كاميرا البوابة الرئيسية للدير مع راهب آخر وعلماني في توقيت مخالف لما قاله في أقواله، وبالتحفظ على هاتفه المحمول وتفريغ ما به وخاصة المكالمات القديمة، بدأت الخيوط تتضح بشكل أكبر، وتم التحقيق مع الراهب في مخالفات أخرى، ولكن أخلي سبيله ليعود إلى الدير، بعدها حاول الراهب الانتحار عن طريق شرب مبيد حشري، فأسرع الأمن به لمستشفى دمنهور، وتم إنقاذه، وتم التحقيق معه في محاولة الانتحار، ليعود للدير في وقت متأخر.
وصدر قرار لجنة شؤون الأديرة والرهبنة بتجريده، لارتكابه تجاوزات تخالف قوانين الرهبنة، وفي نفس اليوم 5 أغسطس/آب، وبعد تجريد الراهب، تم اقتياده من قبل الأمن إلى مقر أمني بدمنهور لتبدأ عمليات تحقيق موسعة ومواجهته بالأدلة، وأقوال الشهود، فلم يستطع الصمود في كذبه طويلا حتى اعترف بشكل صريح بجريمته، وأرشد على أداة الجريمة، وبالفعل تم العثور على الأداة بناء على اعترافه، وهي قضيب حديد مستطيل في مخزن الخردة بالدير.
في اليوم التالي حاول الراهب فلتاؤوس، وهو من بين من تم التحقيق معه، الانتحار بقطع شرايين يده وإلقاء نفسه من الطابق الرابع بالدير، وتم نقله لمستشفى الأنجلو أمريكان، حيث أصيب بكسور في الحوض والساق وبعض الفقرات، وانتقل فريق من نيابة وادي النطرون، وتم الاستماع لأقوال الراهب بعد أن سمحت حالته الصحية بذلك، ولم تكشف النيابة عن طبيعة أقواله، والراهب فلتاؤوس يبلغ من العمر 33 سنة وأصبح راهبا بالدير سنة 2010.
أرسل تعليقك