طهران - مهدي موسوي
اعترف آية الله علي خامنئي الذي يصفه الإعلام العربي بـ"المرشد الأعلى للنظام" للمرة الأولى منذ توليه منصب ولي الفقيه، بما اعتبره خطأه في السماح إلى انضمام إيران إلى المفاوضات النووية قبل بضع سنين والتي أفضت إلى الاتفاق النووي وإلغاء العقوبات الدولية.
ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية، الأثنين كلمة لخامنئي تطرق فيها إلى مختلف الشؤون الداخلية والخارجية وقال بخصوص الاتفاق النووي " التفاوض حول الاتفاق النووي كان خطأ، وأنا شخصيًا قد أخطأت في مجال المفاوضات، ونتيجة لإصرار السادة "مسؤولين في النظام"، كنت سمحت بخوض هذه التجربة، إلّا أنَّهم المفاوضون تجاوزوا الخطوط الحمراء، واعترف لي رئيس الجمهورية قائل" لو لا القيود التي وضعتها أنت، لقدمنا المزيد من التنازلات".
وحذفت وسائل الإعلام الإيرانية سريعًا ما جاء في خطاب خامنئي بخصوص تقبله مسؤولية "خطئه في السماح لبدء المفاوضات النووية"، دون تقديم أي إيضاحات بهذا الخصوص.
الحد من الضغوط
ويرى مراقبون أنَّ خامنئي تحمل مسؤولية المفاوضات لكي يحد من الضغوط التي تمارس في الداخل ضد الرئيس الإيراني حسن روحاني والتي تحمله مسؤولية إعادة العقوبات على إيران، ولكن تم حذف هذا الجزء من الخطاب حتى لا يفهم منه وكأنّه إعطاء ضوء أخضر للانسحاب من الاتفاق النووي في الوقت الذي تحاول طهران الاحتماء بالاتحاد الأوروبي للحد من تداعيات إعادة العقوبات على إيران.
وكانت القوى العظمى أبرمت مع إيران في فيينا في عام 2015 وبعد 22 شهرا من المفاوضات المكثفة، اتفاقًا حول البرنامج النووي الإيراني بهدف ضمان طبيعته السلمية، مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران بشكل تدريجي وقبل بدء المفاوضات بدأت اتصالات سرية وتبادل رسائل بين طهران وإدارة أوباما، وعلى إثرها تم إعطاء علي خامنئي الضوء الأخضر للتفاوض مع دول (5+1) بما فيها الولايات المتحدة الأميركية ووصف المرشد موافقته على التفاوض بـ"المرونة الشجاعة".
دونالد ترمب
ودخل الرئيس الأميركي دونالد ترمب البيت الأبيض، أكد مرارًا نيته الانسحاب من الاتفاق النووي وفي الثامن من آيار / مايو نفذ وعده فانسحبت أميركا من الاتفاق النووي الإيراني وحينها وصف الرئيس الأميركي الاتفاق بـ"الكارثي".
وقال دونالد في كلمة متلفزة ألقاها في البيت الأبيض "أعلن اليوم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني" الذي وقع مع القوى الكبرى العام 2015.
لا أحد يستطيع فعل شيء
ويشار إلى أنّ خامنئي قال في أحد خطاباته في الأسابيع الماضية، تم نشره لاحقًا بالتزامن مع سريان العقوبات " لا تقلقوا على الإطلاق فيما يتعلق بوضعنا. لا أحد يستطيع فعل شيء".
وبالمقابل دفعت العقوبات، التي فرضتها واشنطن، البنوك والكثير من الشركات حول العالم إلى خفض تعاملاتها مع إيران بالفعل، وتعهد الرئيس الأميركي اليوم الثلاثاء، بمنع الشركات التي لها معاملات تجارية مع إيران من التعامل مع الولايات المتحدة.
وأكّد الرئيس دونالد في تغريدة له، أنَّ العقوبات الجديدة، التي كانت قد رفعت بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015 "هي العقوبات الأشد صرامة على الإطلاق".
ونددت إيران بإعادة فرض العقوبات تماشيًا مع قرارالرئيس ترمب بالانسحاب من الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي.
أرسل تعليقك