الجزائر - العرب اليوم
لا ترغب الجزائر في أي وساطة عربية أو غربية للمصالحة مع المغرب بعد قرارها قطع العلاقات الدبلوماسية الشهر الماضي، وآخر قرار من هذا النوع هو رفضها تضمين جدول أعمال وزراء الخارجية العرب أي مبادرة للمصالحة.وكانت الجزائر قد قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب خلال الشهر الماضي، وبررت قرارها لاسباب منها السماح لوزير الخارجية الإسرائيلي تهديد الجزائر من الرباط، والسماح للإسرائيليين التجسس على الجزائر انطلاقا من الحدود المغربية. وبررت القرار باستعمال المغرب برنامج للتجسس اسمه “بيغاسوس” للتجسس على المسؤولين الجزائريين ثم تشجيع حركة الانفصال في منطقة القبايل وتحميلها مسؤولية الحرائق التي شهدتها هذه المنطقة مؤخرا.
وحاولت دول أوروبية مثل فرنسا القيام بمبادرة للمصالحة في سرية تامة، الا ان الجزائر لم توافق في حين رحب المغرب بالمبادرات وقال أنه لا يعرف الأسباب الحقيقية للقرار الجزائري ويرى في الأدلة التي استدلت بها غير جديرة بالاهتمام.
وحاولت دول خليجية ومنها السعودية رأب الصدع بين البلدين، بعد ان نجحت في وساطة إبان الثمانينات في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لكن هذه المرة لم تتوفق.
وتفيد الصحافة الجزائرية، الجمعة أن وزير الخارجية رمطان لعمامرة على هامش اشغال اجتماع وزراء الخارجية العرب وخلال لقاءاته التشاورية التي سبقت اجتماع وزراء خارجية العرب يوم أمس شدد "على أن موضوع قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب لا ولن يندرج ضمن جدول اعمال الاجتماع الوزاري، و أن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية ليس قابلا للنقاش أو التداول باعتباره قرارا سياديا ونهائيا مؤسسا لا رجعة فيه".
وأضاف وزير الخارجية لعمامرة "على أن القرار السيادي والصارم للجزائر، جاء بالنظر إلى الانتهاكات الخطيرة والمستمرة من جانب المغرب للالتزامات الجوهرية التي تنظم العلاقات بين البلدين، وعلى خلفية الاعتداءات العديدة و المتكررة والموثقة للمغرب الذي تسبب في دخول العلاقات الثنائية في نفق مسدود لاسيما من خلال محاولة ضرب الوحدة الوطنية علاوة على السماح للعدو التاريخي بإطلاق تصريحات عدائية ضد الجزائر، على مقربة من التراب الوطني، هذا في العلن و ماذا يتم تحضيره في الخفاء".
وتحرص دول المنطقة ومنها الأوروبية في احتواء النزاع الدبلوماسي حتى لا ينتقل الى نزاع عسكري قد يسجل تبادل النار بين الحين والآخر. ودفع البلدان بقوات عسكرية كبيرة الى الحدود المشتركة بينهما. ومما يزيد من تأزيم الأوضاع هو استمرار صحافة الجزائر والمغرب في تأجيج الوضع وتبادل الاتهامات.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك