قضت محكمة أمن الدولة الأردنية،، بسجن المتهم، النرويجي من أصل عراقي، خالد كاظم الربيعي، 15 عامًا مع الأشغال الشاقة في قضية "ثغرة عصفور في جرش". وأكدت المحكمة في قرارها القابل للنقض ثبوت تهمة نقل المواد المتفجرة التي تزن 44 كيلوغرامًا، قائلة إنه نقلها بقصد القيام بأعمال "إرهابية".
وجاء في القرار إضافة إلى الحكم عليه، إرغام الربيعي على دفع رسوم المحاكمة كافة، وضبط جميع المواد المتفجرة. فيما برّأت المحكمة، الربيعي (49 عاما) في قرارها من تهمة "القيام بأعمال من شأنها الإخلال بالنظام العام، وتعريض أمن وسلامة المملكة للخطر، إضافة إلى تبرئته من الانضمام إلى (فيلق القدس) التابع للحرس الثوري الإيراني".
وكانت الأجهزة الأمنية قد كشفت عن اعتقال الربيعي في الثالث من أبريل (نيسان) العام الماضي، وأحيل إلى محكمة أمن الدولة، بعد أن أسندت إليه النيابة العامة لدى المحكمة 3 تهم، هي الحيازة والتعامل بمادة مفرقعة بقصد استخدامها للقيام بأعمال إرهابية، والقيام بأعمال من شأنها الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، والانتساب إلى جمعية غير مشروعة (فيلق القدس) بقصد ارتكاب أعمال إرهابية.
وتفاصيل القضية تتلخص وفق لائحة الاتهام بأن المتهم يحمل الجنسيتين النرويجية والعراقية، وقد تم تجنيده من قبل المخابرات الإيرانية، حيث عمل كموظف استعلامات في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، كما انضم إلى الوحدات العسكرية التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بهدف القتال ضد القوات العراقية، كما عمل أيضًا في محطات التنصت التابعة للحرس الثوري الإيراني بهدف التنصت على الوحدات العسكرية العراقية، كون المتهم كان يجيد اللغتين العربية والفارسية.
وعمل المتهم أيضًا في قسم مقاومة الطائرات، وقد تلقى كثيرا من الدورات الأمنية في إيران، منها دورة في اللياقة البدنية والرماية وعلى مختلف صنوف الأسلحة، وفتح الأبواب، وعمليات المراقبة، وعملية اختيار البيوت الآمنة والكتابة بالحبر السري.
وأشارت لائحة الاتهام إلى أن المتهم كلف بالعمل في قسم العمليات الخارجية في المخابرات الإيرانية، وقد سبق أن تم تكليفه من قبل المخابرات الإيرانية بتقديم الدعم اللوجيستي وتهريب العناصر المقاتلة التي شاركت في عملية اغتيال رئيس وزراء إيران الأسبق (شاهبور) في فرنسا إلى سويسرا، وشارك المتهم في عملية نقل جهاز قفل مركزي، وقد تم استخدامه في عملية اغتيال عن بعد لامرأة في مدينة إسطنبول.
وأضافت لائحة الاتهام أنه تم تكليف المتهم بالتوجه إلى المملكة الأردنية الهاشمية بهدف الزيارة لمعرفة كيفية إجراءات التنقل بين المحافظات، وتحديد مواقع الأحراش والغابات، وبالفعل فقد تمكن المتهم من الحضور إلى الأردن، وأقام فيها لمدة تزيد عن الشهر، زار خلالها مختلف المناطق في الأردن، مستخدما السيارات السياحية وباصات الأجرة.
وبعدها انتقل المتهم للإقامة في لبنان، وهناك التقى بشخص يدعى أبو سعيد، الذي يعمل مسؤولا لمحور بلاد الشام لدى المخابرات الإيرانية، وقد كلف المدعو أبو سعيد المتهم بأن يتوجه إلى الأردن، وأبلغه بوجود نقطة غير معروفة، بداخلها مواد متفجرة في منطقة غابة الشهيد وصفي التل، التي تقع على الطريق الواصل ما بين عمان وجرش، وقد تم تكليف المتهم بالبحث عنها ونقلها إلى منطقة آمنة أخرى.
وبالفعل حضر المتهم إلى الأردن، وتوجه إلى غابة الشهيد وصفي التل، وتمكن من الوصول إلى النقطة المطلوبة، وكانت عبارة عن عبوتين بلاستيكيتين تحتويان على كمية من المواد المتفجرة، حيث قام المتهم بنقل العبوتين إلى منطقة ثغرة عصفور كثيفة الأشجار الحرجية، وهناك قام بدفن العبوتين اللتين تحتويان على المواد المتفجرة، وبعدها غادر الأردن إلى لبنان، وأبلغ المدعو أبو سعيد بأنه قد عثر على النقطة الميتة، وقام بنقلها إلى منطقة ثغرة عصفور، ودفنها هناك بعد أن رسم مخططا تنظيميا للموقع الجديد للنقطة الميتة.
وخلال عام 2014، وفي أثناء وجوده في إيران، التقى بضابط مخابرات اسمه سيد عباس، ودار بينهما حديث، وبعد فترة زاره ضابط المخابرات وكان برفقته شخص يدعى سجاد، وطلب من المتهم التوجه إلى الأردن، وتفقد المواد المتفجرة التي قام بدفنها سابقا في منطقة ثغرة عصفور، وطلب منه أيضًا معاينة الحدود الأردنية الإسرائيلية، ومعرفة طرق التنقل في تلك المنطقة الحدودية وحركة الآليات تمهيدا لاستخدامها في تنفيذ عمليات إرهابية، حيث وافق المتهم على السفر إلى الأردن، وبعدها غادر إلى النرويج، ثم عاد إلى إيران، والتقى مرة أخرى بالمدعو سجاد، وقام الأخير بتزويد المتهم ببعض التعليمات الأمنية حول معاينة الحدود ومعاينة المادة المتفجرة المدفونة في منطقة ثغرة عصفور، وزود المدعو سجاد المتهم بملغ 5 آلاف دولار، بعدها توجه المتهم إلى العراق وأقام هناك فترة.
وخلال عام 2015، حضر المتهم إلى الأردن، وأقام في منطقة الجبيهة، واستأجر سيارة سياحية، وتوجه إلى منطقة ثغرة عصفور لتفقد النقطة الميتة التي تحتوي على المواد المتفجرة، ولدى وصوله إلى منطقة ثغرة عصفور، ونظرا لتغير التضاريس هناك ولوجود تقطيع للأشجار، لم يتمكن المتهم من العثور على المواد المتفجرة، بعدها غادر منطقة ثغرة عصفور وعاد في اليوم التالي وتابع عملية البحث، إلا أنه لم يعثر على المادة المتفجرة المدفونة. ثم غادر المتهم الأردن إلى العراق، ومنها إلى إيران، والتقى هناك مع المدعو سجاد وأخبره بأنه لم يعثر على النقطة الميتة للتغير الذي حدث على التضاريس، إلا أن المدعو سجاد أكد له أن المادة المتفجرة ما زالت موجودة في مكانها، واتفقا على أن يعود المتهم مرة أخرى برفقة زوجته وأولاده إلى الأردن بداعي السياحة كتغطية أمنية بهدف البحث مرة أخرى عن المادة المتفجرة، وقد زود المدعو سجاد المتهم بملبغ ألفي دولار، وتوجه المتهم وعائلته إلى النرويج.
وفي نهاية مارس (آذار) الماضي، تمكن المتهم من الوصول إلى الأردن، وفي اليوم التالي (الأول من نيسان) قام باستئجار مركبة سياحية، واشترى فأسا لاستخدامه في عملية الحفر، وتوجه وعائلته إلى منطقة ثغرة عصفور للتنزه، في حين توجه المتهم إلى موقع النقطة الميتة، ونظرا لتغير التضاريس وتقطيع الأشجار الحرجية لم يتمكن من العثور على العبوتين البلاستيكيتين، وعاد بعدها إلى عمان.
وفي الثالث من أبريل، ألقي القبض على المتهم، وجرى التحقيق معه. وبعدها، تم اصطحابه من قبل المدعي العام لإجراء كشف على منطقة ثغرة عصفور، وبدلالة المتهم فقد تم البحث في الموقع، وتم ضبط عبوتين بلاستيكيتين، وبفتحهما تبين احتواؤهما على كمية 44.853 كيلوغرام من مادة الـ(RDX) المتفجرة، وهي عبارة عن متفجرات عسكرية ذات أثر تدميري عالٍ على الممتلكات، وذات أثر قاتل على الأشخاص، وأن تصرفات المتهم من شأنها الإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، إثر ذلك جرت الملاحقة والتوقيف
أرسل تعليقك