الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
عاد الهدوء الخميس الى مدينة الخرطوم بعد ان شهدت مناطق واسعة منها أمس الاربعاء، تظاهرات عنيفة ادت الي وقوع قتلى وجرحى بعد قام المحتجون باشعال النيران في عدد كبير من محطات الوقود في مناطق العاصمة.
وتحدثت تقارير عن سقوط ضحايا في مناطق متفرقة من الولاية عقب مواجهات بين الشرطة ومحتجين في الثورة وامبدة . وقال وزير الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية الدكتور احمد بلال عثمان في تصريحات مساء الاربعاء ان "هناك ضحايا لكنه لم يكشف عن ارقام"، وافادت التقارير عن استقبال المراكز الصحية الطرفية في الولاية لعدد من الجرحى نتيجة لتلك المواجهات .
ودعت السفارة الأميركية في الخرطوم كل الأطراف إلى عدم استخدام العنف، مشيرة إلى أنّها تحض السلطات على احترام الحريات المدنية وحق التجمّع السلمي، لافتة إلى أنّها "تلقّت تقارير مؤسفة عن إصابات بليغة وأضرار بعدما اخذت الاحتجاجات منعطفا عنيفاً".
وقال بيان صادر عن السفارة : "في هذه الفترة الصعبة، من الضروري للجميع التزام الحذر وضبط النفس".
واصدرت الشرطة بيانا مساء الاربعاء تحدث عن عمليات تخريب واسعة تعرضت لها المنشات والمرافق وحدثت العديد من المحاولات لاحراق مرافق الكهرباء وأقسام الشرطة ومراكز خدماتها كالمرور والسجل المدني بجانب البنوك وتحطيم الصرافات، واكدت الشرطة أنها ستتعامل مع هؤلاء بالحسم القانوني اللازم ولن تتوانى عن فرض الاستقرار وحماية الناس وممتلكات المواطنين والمنشآت والمرافق العامة .
من ناحية اخرى أصدرت لجنة أمن ولاية الخرطوم بياناً الاربعاء أكدت فيه "أنها ظلت تتابع وترصد التطورات والأحداث المتلاحقة، ورصدت ممارسات سالبة تمثلت في الجنوح نحو التخريب للمنشآت العامة وقفل الطرق واستهداف مواقع الخدمات ووسائل المواصلات وتجاوز التعبير السلمي الى نهب ممتلكات المواطنين الشخصية وتعطيل مصالحهم".
واضاف البيان أن "الأجهزة المختصة رصدت أيضاً عناصر مدربة ومنظمة وعلى اتصال مباشر بجهات أخرى وظهر ذلك في طريقة استهداف هذه المجموعات لأهدافها وتحديدها بدقة وترويعها للمواطنين".
وأكدت لجنة تنسيق شؤون أمن الولاية " وحيث أن الأمر قد تجاوز حدود التعبير السلمي الى التخريب المتعمد ، فلقد تلقت قوات الشرطة والقوات المساندة تعليمات مشددة بالتصدي الصارم والحسم القانوني لكل أنواع التفلتات ". وكشف مصدر مطلع في ولاية الخرطوم فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريحات ل"لعرب اليوم" ان القوات المسلحة السودانية ستتولي حراسة محطات الوقود والمرافق الحيوية في المدينة ضمن محاولتها لوقف عمليات التعدي على محطات الوقود ". وقال شهود عيان ان "حركة النقل تعطلت بعد ان تجمع المئات في مداخل الطرق والكباري الرئيسية ".
من ناحية أخرى أكد النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان طه أن "الحكومة لاتخشي الاحتجاجات لكنها ترفض العنف والتعدي على ممتلكات المواطنيين وحالات النهب والتسلح وتخريب المنشات العامة"، وقال طه ان "هذا الامر مرفوض وسيواجه بالقانون" ، واضاف ان "الحكومة عازمة على تنفيذ قرارات الاصلاح الاقتصادي" ، مضيفا ان "حكومة تعجز عن اتخاذ القرارالصحيح في موضعه وعن الدفاع عن سياساتها ليست جديرة بالبقاء أو بثقة وتأييد الجمهور" ، وحيا النائب الاول للرئيس السوداني وعي الشعب وادراكه لاهمية الاجراءات المعلنة.
من ناحية ثانية، اعلنت ولاية الخرطوم اغلاق المدارس وتعطيل لدراسة حتى يوم الثلاثين من اكتوبر ، وقال وزير التربية والتعاليم المعتصم عبد الرحيم في تصريحات له "ان المدارس ستفتح ابوابها عندما يحين موعد امتحانات الفترة الاولى"، ودان اقتحام البعض لمدارس ولاية الخرطوم وإجبارالطلاب على الخروج في التظاهرات، واتلاف الاسس المدرسية.
من ناحية أخرى وجه نائب رئيس الجمهورية الحاج ادم يوسف بالاسراع في تنفيذ القرارات الخاصة بمعالجة اثارالقرارات الاقتصادية على الطبقات الفقيرة ، وجدد ادم في إجتماع الاربعاء إهتمام الحكومة بالطبقات الضعيفة في المجتمع . وعادت في السودان ظهرالخميس بعد انقطاع للانترنت دائم لأكثر من اربع وعشرين ساعة اثر موجة من المظاهرات للاحتجاج على رفع الدعم عن السلع الضرورية والوقود اجتاحت البلاد خلال الأيام الثلاثة الماضية.
أرسل تعليقك