رام الله ـ وليد أبوسرحان
يعقد الاتحاد البرلماني العربي، جلسة طارئة على هامش اجتماعات اتحاد البرلمان الدولي في جنيف، للبحث في ملف القدس، وما تتعرض له المدينة المقدسة من اعتداءات إسرائيلية، وصلت إلى استباحة المسجد الأقصى من قِبل المستوطنين، وأداء طقوس تلمودية فيه، فيما دعت جماعات يهودية متطرفة، الإثنين، إلى تنظيم اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى، الخميس المقبل، لإقامة صلاة "الشحاريت" داخله، والقيام بجولة داخل ساحاته، في ذكرى ما يُسمى بـ"الصعود إلى جبل الهيكل".
وكشف عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ورئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد، في تصريح صحافي الإثنين، أن "الاتحاد البرلماني العربي سيعقد جلسة طارئة، لبحث المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى المبارك، بسبب الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأن الوفد الأردني تولى تقديم الاقتراح على اجتماع البرلمانيين العرب، مشددًا على اعتداءات المستوطنين المتكررة على الأقصى ومحذرًا من النوايا الخبيثة تجاه القدس والأقصى، والتي نلاحظ ترجمتها الفعلية بمواصلة هذه الاعتداءات".
وأكد الأحمد، أن "رئيس مجلس الأمة الكويتي الذي يتولى رئاسة الاتحاد البرلمان العربي، أبلغنا بأن الكويت ستستضيف الاجتماع الطارئ"، معربًا عن أمله بأن يتحرك البرلمانيون العرب على الصعيد الدولي، لتوفير الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني لحماية القدس والمقدسات.
وقد أقرّ الاجتماع التنسيقي للبرلمانات العربية، الذي عُقد الأحد الماضي، في جنيف، على هامش اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، بمشاركة الوفد البرلماني لدولة فلسطين، عقد جلسة طارئة للاتحاد البرلماني العربي، لمناقشة ما يجري في المسجد الأقصى المبارك من اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية، ومناقشة سبل حمايته من هذه الاعتداءات المتواصلة، على أن يكون إحدى نتائج تلك الجلسة الطارئة تشكيل وفود برلمانية عربية رفيعة المستوى لتفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية، للتواصل وحشد الدعم والتأييد من الاتحادات البرلمانية الأوروبية وغيرها من الاتحادات والمنتديات، لمواجهة الخطر الذي يهدد المسجد الأقصى وباقي المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
ودعت "منظمات الهيكل" المزعوم اليهودية، ونشطاء في حزب "الليكود" اليميني الحاكم في إسرائيل، إلى أكبر مشاركة في الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، التي تستمر أسبوعًا كاملاً بدءًا من الخميس المقبل، في ذكرى ما يُسمى "الصعود إلى جبل الهيكل".
وأفادت مصادر عبرية، الإثنين، أن "هذه المنظمات نشطت في نشر إعلانات خاصة في مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية ومواقع التواصل الاجتماعي، لحث المستوطنين على المشاركة في فعاليات خاصة لهذه المناسبة، كما دعت منتسبيها كافة وجموع اليهود المستوطنين إلى الاقتداء بـ(الرمبم) والصعود إلى (جبل الهيكل)، أي اقتحام الأقصى في ذكرى الصعود، الموافق العاشر من الشهر الجاري، منذ الساعة السابعة والنصف صباحًا، لإقامة (صلاة الشحاريت) داخل الأقصى، والقيام بجولة داخل ساحات المسجد الأقصى، وفي محيط مسجد الصخرة فيه".
وأضافت المصادر ذاتها، أنه سيتم الخميس المقبل افتتاح "المؤتمر السنوي الخامس للـباحثين عن صهيون"، وسيتم إطلاق فعاليات هذا اليوم من داخل الأقصى خلال فقرات الاقتحام، يتبعه عقد "المؤتمر التلمودي الخامس" غرب القدس العتيقة مساءً، فيما وجّه نشطاء في حزب "الليكود" المتطرف نداءً إلى أعضائه كافة، للانضمام إلى هذا الاقتحام في اليوم ذاته، موضحين أنهم "سينظمون نشاطًا خاصًا داخل الأقصى احتفالاً بذكرى الصعود، بقيادة الحاخام المتطرف يهودا غليك.
ومن المقرر أن يستمر الاحتفال بهذه الذكرى لمدة أسبوع كامل، سيكون فيها الأقصى مسرحًا لعمليات استهداف مباشرة، في حين يُقصد بـ"الصعود"، أي صعود موسى بن ميمون في العام 1175م، كما تنص الرواية التلمودية، وكما نسبت له رواية قيل إنه كتبها بالعبرية في تأملاته.
ويعتبر اليهود موسى بن ميمون، من كبار حاخاماتهم، بل يصفه البعض بأنه "مجدد للدين"، ومن أهم فلاسفتهم وكبار المُنادين بهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، على الرغم من أنه يصف الأقصى دائمًا بـ"البيت الكبير والكريم"، التي يُؤولها اليهود اليوم إلى مصطلح "جبل المعبد".
أرسل تعليقك