غزة - محمد حبيب
أكد مسؤول ملف الأسرى في "حماس" وعضو مكتبها السياسي والأسير المحرر ضمن صفقة "وفاء الأحرار" روحي مشتهى، أن حركته ستعمل جاهدة على تحرير باقي الأسرى في سجون الاحتلال بـ"القوة، كونها الخيار الوحيد". وأعلن مشتهى في تصريح صحافي، الأربعاء: "كما خرجنا بقوة المقاومة، سيُحرر الأسرى من سجون الاحتلال، ويرون النور قريبًا"، مشددًا على أن خيارات المقاومة مفتوحة؛ لإطلاق سراحهم.
وذكر أن خطف الجنود الإسرائيليين واحدة من تلك الخيارات، معتبرًا إياها "واجبة" في ظل ازدياد أعداد المعتقلين. وأوضح أن الأسرى يعوِّلون على جهود المقاومة وقوتها، في مقدمتها "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لـ "حماس".
ونجحت "القسام" في الاحتفاظ بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ما يقرب من خمس سنوات، بعد أسره في عملية "الوهم المتبدد"، وأبرمت صفقة مع الاحتلال برعاية مصرية، خرج بموجبها 1050 أسيرًا فلسطينيًا.
وعَّد مشتهي ما جرى في الضفة المحتلة من عمليات قنص ومحاولة خطف لجنود الاحتلال "دليلاً على أن الشعب الفلسطيني صاحب قضية يسعى إلى تحقيق أهدافه على الرغم من التسيق الأمني".
ورأى أن عمليات الضفة الأخيرة مقدّمة حقيقية لإعادة البوصلة إلى نهج المقاومة، بعيدًا عن طريق المفاوضات "الفاشل"، على حد تعبيره.
وجدّد مسؤول ملف الأسرى في "حماس" تأكيده بأن خطف جنود الاحتلال خيار إستراتيجي لدى حركته، مشددًا على أن قضية الأسرى على سلم أولوياتها. وقال: "الخيار العسكري الذي تتبناه حماس كفيل بتمريغ أنف قادة الاحتلال في التراب، وأثبت نجاعته على مدار تاريخ طويل من المقاومة"، مشيرًا إلى أسر شاليط وإنجاز "وفاء الأحرار".
وأوضح: "خطف الجنود عنوان أساسي وطموح لجميع فصائل المقاومة، وملف الأسرى ما زال في موقع المتقدم من أهداف حماس"، منوهًا إلى أن المعركة مع الاحتلال قائمة، "ومن حق الشعب الفلسطيني والمقاومة أن تتخذ كل الأسباب لتحرير الأسرى".
وفي الوقت ذاته، رفض مشتهي استغلال قضية الأسرى كـ"ورقة رابحة" للسلطة في رام الله من أجل تبرير عودتها إلى المفاوضات.
وتابع: "لا ينبغي أن تستغل ورقة الأسرى التي لها قيمة كبرى، في تمرير المفاوضات"، منوهًا إلى أن مسارات تحرير الأسرى "كثيرة، بعيدًا عن خيار المفاوضات".
وخاطب مسؤول ملف الأسرى في حماس، السلطة بالضفة، قائلًا: "خذوا وقتكم فلن تحصلو على شيء". واستهجن تصريحات رئيسها محمود عباس بشأن التنسيق الأمني، عندما قال: "العالم كله شهد بأننا حققنا نسبة 100% في التنسيق الأمني مع إسرائيل".
وعلّق مشتهى قائلًا: "أبو مازن يتباهي بالتنسيق الأمني الذي هو وصمة عار على جبين السلطة، وخدمة مجانية للاحتلال".
وأعرب عن استيائه من تجاهل قيادة السلطة والسفارات الفلسطينية في الخارج لقضية الأسرى، معقبًا بالمثل المشهور: "لقد أسمعت لو ناديت حيًا.. ولكن لا حياة لمن تنادي".
ومضى يقول: "لا نعوِّل كثيرًا على موقف السلطة وتحرّكها في هذا الشأن". داعيًا في الوقت ذاته إلى تكثيف الجهود لنصرة الأسرى داخل سجون الاحتلال، لا سيما المضربين منهم عن الطعام، وذوي الحاجات الخاصة والمرضى.
وأوضح أن تعاظم التضامن الشعبي مع الأسرى حقق إنجازًا تاريخيًا للمعتقلين، ومكّنهم من انتزاع حقوقهم من المحتل "الذي يمارس في حقهم شتى أنواع العذاب".
وناشد الأسير المحرر شعوب الأمة العربية والإسلامية بضرورة التحرك العاجل لإنهاء معاناة الأسرى داخل السجون، واستهجن "الصمت المطبق" الذي تنتهجه الأنظمة العربية تجاه قضية المعتقلين الفلسطينيين.
وحُكم بالسجن مدى الحياة على الأسير المحرر روحي مشتهى، قبل أن يطلق سراحه ضمن صفقة وفاء الاحرار، في تشرين الأول/ أكتوبر العام 2010.
أرسل تعليقك