رام الله - من وليد ابوسرحان
أكَّدَت مصادر إسرائيلية، الأربعاء، أن تل أبيب تُفضِّل بقاء نظام بشار الأسد خشية من سيطرة جهات إسلامية على الحكم في سورية.
وذكر رئيس أركان الجيش الإسرئيلي الأسبق دان حالوتس أن إسرائيل غير معنية بإسقاط الاسد رغم مقدرتها على فعل ذلك.
وأوضح حالوتس وفق صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن "النظام في سورية يقتل مواطنيه يوميًا، ولكن يجب الاعتراف بأن المعارضة في سورية مركَّبة أساسًا من مسلمين متطرفين جدًا، مثل القاعدة"، متسائلاً "ما هو الأفضل بالنسبة إلى إسرائيل؟ يجب أن نسأل أنفسنا ما إذا كنا نريد استبدال النظام السيئ الذي نعرفه بنظام أسوأ لا نعرفه ويجب دراسة ذلك بجدية".
وأكَّد "أن العبوة الناسفة الجانبية التي انفجرت على الحدود للمرة الأولى منذ 40 عامًا هي مؤشر صغير على ما سيحصل في حال وصل هؤلاء المتطرفون إلى السلطة".
وأوضح "أنه حتى اللحظة يبدو أن أن العالم أيضا يدرك أنه لا يستطيع استبدال نظام الأسد طالما لا يعرف من يستبدله" موضحًا أنه حتى اليوم يبدو أن البديل هو جهات تشكل خطرًا على استقرار المنطقة.
وتطرق حالوتس إلى المفاوضات الجارية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وعبَّر عن تشاؤمه من النتائج، وخلافًا لقادة الأجهزة الأمنية السابقين، مثل رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين، فقد ألقى حالوتس بالمسؤولية على الفلسطينيين، وقال إنه من الصعب التوصل إلى اتفاق معهم.
وانتقد حالوتس السياسة الأميركية في مصر، وذلك على خلفية تأخير المساعدات الأميركية لها في أعقاب عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وقال "يجب على العالم أن يدرك أن لا صلة لذلك بالديمقراطية، فلن تكون هناك ديمقراطية في مصر في الأجيال القريبة"، موضيحًا أنه يأمل أن تدرك الولايات المتحدة ذلك.
وأوضحت "معاريف" أن حالوتس تحدث عن "التدخل الأميركي العسكري في العراق" كمثال على سوء الفهم الأميركي، وأكَّد "سألت مسؤولا أميركيًا كبيرًا في العام 2003 عن المهمة في العراق، فقال إن الهدف تغيير العراق إلى ديمقراطية خلال بضعة سنوات، وعندها قلت له إن ذلك يستغرق 2000 عام لتحويلها إلى ديمقراطية"ـ كما يوضح حالوتس، ويؤكِّد أن "العراق يقتل أبناءه يوميًا، ولكن لا أحد يتحدث عن ذلك".
وعن علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة، على خلفية التوصل إلى اتفاق موقّت بين الدول العظمى الست وإيران، أكَّد حالوتس أن الولايات المتحدة تضعف وتتعب، ويجب على إسرائيل أن تستعد بجدية لليوم الذي يتراجع فيه الحضور والتدخل الأميركي في الشرق الأوسط بشكل كبير جدًا، موضحًا أنه يجب عدم الإساءة للعلاقات مع الولايات المتحدة، ولكن يجب التنبه وإدراك أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تستمر بذلك لأن مصالحها قد تغيرت، على حد قوله.
أرسل تعليقك