غزة ـ محمد حبيب
أكّد وكيل وزارة الخارجيّة في حكومة غزة المُقالة غازي حمد، أن تكرار التهديدات الإسرائيليّة أصبحت سياسة مدروسة، وأن الاحتلال يريد وضع غزة تحت العقاب الجماعيّ ويزيد مراحل الحصار، بالإضافة إلى الضربات العسكريّة الجويّة والاستمراريّة فيها، والتي تهدف إلى خلق حالة من الإرباك والضغط والفوضى على غزة.
وأشار حمد، في تصريح صحافيّ، الأحد، إلى أن "هذه الأجواء يريد الاحتلال من خلالها ألا يترك فرصة لأهل قطاع غزة للراحة أو حتى التقاط الأنفاس، وبالتالي هناك سياسة عدوانيّة إسرائيليّة لا تتوقف تجاه قطاع غزة بسبّب وجود حكومة يمينيّة متطرّفة تؤمن بالقوة العسكريّة واستخدامها بصورة كبيرة، إلى جانب العقوبات الجماعيّة تجاه قطاع غزة"، مضيفًا "هذه السياسات أصبحت غير مجدية، وجرّبت لسنوات طويلة على قطاع غزة، ولم تصل إلى نتيجة وأثبتت فشلها، مع أنها تلحق أضرارًا جسديّة وماديّة هنا وهناك، ولكن عمومًا لم تصبح مؤثرة نتيجة القوة العسكريّة المُستخدمة ضد غزة".
وعن معبر رفح الذي يفتح لأيام معدودة ثم يتم إغلاقه لفترة طويلة، قال حمد، "للأسف هذا الوضع مؤلم ومحزن للغاية، وقلت أكثر من مرة إن إغلاق معبر رفح غير مبرّر في أكثر من صعيد، في ظل الوضع الإنسانيّ المتأزم في قطاع غزة، سواء من خلال وجود مرضى وطلاب على الجانب الفلسطينيّ يريدون الخروج، وحتى إذا لم يكن هناك حالات مثل هذه، يجب ألا يغلق المعبر لأنه لا يُشكّل أي مساس بالأمن القوميّ المصريّ، وخلال العمل اليوميّ ثبت أن فتح المعبر لا يسبّب أية مشكلة على الأمن المصريّ، وهناك اتصالات مع القاهرة، ونحن لا نخشى أي انتقاد لمصر حتى ترد علينا، وليس بالضرورة أن يكون هناك معركة إعلامية بين (حماس) أو حكومة غزة ومصر حتى نعبر عن احتجاجنا تجاه إغلاق المعبر، وهناك تبادل للآراء مع مصر، ونحن لسنا معنيين بتصعيد الأمور، بالعكس نحن معنيّون بأن تكون الأمور هادئة وطبيعيّة حتى نحلّ الأمور كافة العالقة بالقنوات المعروفة".
وبشأن ظهور جماعات أصوليّة في قطاع غزة تحمل فكر تنظيم "القاعدة" والتي خرجت أخيرًا بشريط فيديو مُسجّل تحت اسم "رجالات التوحيد في أكناف بيت المقدس"، أفاد وكيل وزارة خارجيّة غزة، "اعتقد أن هذا الكلام غير صحيح، هناك عمليات تشويه وتضخيم عن وجود جماعات لـ(القاعدة)، أو أخرى أصوليّة في قطاع غزة، ونحن لن نقبل أن يكون هناك جماعات للتنظيم في القطاع، لأن فكرنا وعقيدتنا ورؤيتنا الإسلامية تتناقض مع ما يطرحه، من تشويه للإسلام وصورته السمحة الحقيقية، ولا تُلبي طموحات شعبنا الفلسطينيّ، ودليل ذلك انظر إلى تجربة (القاعدة) في كل مكان هي غير ناجحة، وأدت إلى كثير من المواجهات والكثير من الدماء والأوضاع المأساوية التي لا تخدم الإسلام ولا المسلمين أبدًا في البلاد المجاورة".
وعن جهود المصالحة بين حركتي "حماس" و"فتح" المتعثرة، قال حمد "هناك أجواء إيجابية وقائمة للمصالحة، وعوامل نجاح المصالحة قائمة، ولكنها تحتاج إلى قرار قويّ وجريء من طرفي التصالح، والمصالحة وصلت إلى درجة من النضوج، وأنا شخصيًّا اعتقد أنها باتت قريبة جدًا".
أرسل تعليقك