الخرطوم – محمد إبراهيم
انتقد المبعوث الأميركي المنتهية ولايته إلى السودان وجنوب السودان دونالد بوث، رفض الحركة الشعبية قطاع الشمال المتمردة ضد حكومة الخرطوم للمقترح الإنساني الذي تقدمت به بلاده، وشدد على أنها يجب أن تضع مصلحة شعبها أولًا وليس طموحها السياسي.
وأضاف بوث في كلمة ألقاها في معهد السلام الأميركي، الأربعاء، ينبغي أن نحرص على ألا نضع الحركة الشعبية المتمردة في السودان في مكانة رفيعة ليست محل شك، ومن المهم أن نتوخى الحذر تجاه من نتعامل معه. وتابع "جدت أن بعض زعماء المعارضة السودانية، خاصة المسلحة منها على أتم الاستعداد لتجاهل مصالح ومنافع المواطن العادي من أجل مطامحهم السياسية الطويلة".
ووفقاً لاتفاقية خارطة الطريق التي توسطت فيها الآلية الأفريقية رفيعة المستوى فإنه يتوجب على الحكومة وجماعات المتمردين في المنطقتين ودارفور، الوصول إلى هدنة إنسانية أولاً قبل الانتقال للمرحلة الثانية لمناقشة تدابير بناء الثقة وعقد عملية سياسية شاملة، لمناقشة الإصلاحات الدستورية من أجل استعادة الديمقراطية في السودان.
وجه المبعوث الأميركي انتقادًا لقيادات في الحكومة السودانية، قائلًا "كما أن هناك متشددين داخل الحكومة السودانية يتمسكون بأفكار خاطئة بأنه يمكن تحقيق نصر عسكري، وبالمقابل هناك أيضا زعماء الجماعات المسلحة الذين يعتقدون أن من الصواب أن يواصلوا القتال مهما كانت التكلفة بالنسبة لشعبهم حتى يحصلوا على ما يريدون سياسيًا".
والتقى بوث ومبعوثي دول الترويكا والمبعوث الفرنسي، الأثنين الماضي، بالحركة الشعبية قطاع الشمال في باريس لإقناعها بقبول المقترح الإنساني، مشددًا عليها أن لا تفوت هذه "الفرصة الذهبية" للوصول إلى المدنيين في جميع المناطق المتأثرة في المنطقتين. ولفت بوث "حتى ونحن نطالب الحكومة بالوفاء بالتزاماتها إزاء السلام علينا أيضا أن نطالب المعارضة بأن تنحي المطامح السياسية الشخصية جانبًا وتعطي الأولوية لشعبها".
ولفت مبعوث الولايات المتحدة إلى أنه سعى خلال العام الماضي إلى تجاوز عدم الثقة والاتهامات بسوء النية في العلاقات بين واشنطن والخرطوم، مشيرًا إلى أن هذا الانخراط قد بدأ فعلياً فبراير/شباط 2015 عندما دعا مساعد الرئيس حينها إبراهيم غندور، وأعلن أن الإدارة الجديدة للرئيس دونالد ترامب أطلعت على الملف السوداني بشكل كامل بما في ذلك التطورات الأخيرة. ويعتبر بوث أول دبلوماسي أميركي ينتقد الجماعات المسلحة السودانية علنًا، متهمًا إياها بعرقلة السلام في السودان.
أرسل تعليقك