الخرطوم – محمد إبراهيم
انتظمت مجموعة من السياسيين السودانيين المشاركين في الحوار الوطني ومقاطعيه في ندوة أقامها "الإخوان المسلمون" في السودان في قاعة الشارقة في الخرطوم مساء السبت، بعد خمسة أيام من الجلسة الختامية للحوار الوطني، وجاءت الندوة تحت عنوان "مستقبل السودان بعد الحوار الوطني"، وشارك فيها عدد من قادة الأحزاب تحدثوا عن مستقبل الحوار والفرص المُتاحة لمستقبل السودان، وفي بداية الندوة رحب المراقب العام للإخوان المسلمين في السودان يوسف نور الدائم بالحضور، مُشدداً على أهمية الحوار، وأن منهج الإخوان المسلمين قائم على الحوار بالحسنى، للوصول إلى أفضل الحلول لمشاكل السودان.
ودعا رئيس حزب العدالة القومي أمين بناني بتصحيح ما أسماه بالمفهوم الخاطئ لدى السودانيين بظنهم أن الحوار الحالي، الغرض منه وحدة الإسلاميين المُنشقين في البلاد، وقال "إن هدف الحوار هو وحدة كل السودانيين، وحدة الشعب والتراب"، ووصف الحوار بأنه مشروع صلح والصلح خير، وأشار إلى أن مخرجاته تمثل أرضية لمصالحة وطنية شاملة، وعدّها المدخل لبداية الحكم الراشد حيث العدالة الاجتماعية وسيادة القانون، وفي ختام كلمته دعا أن يكون الحوار مشروع دعوة وليس دعاية ومشروع شعيرة وليس شعار .
وقال رئيس حركة شهامة المسلحة المنضمة للحوار، محمد بحر "إنهم متفائلون بمستقبل الحوار، وأكد أنه ارتمى في حضن الحوار لأنه وحركته لم يجدوا طريقة للتراضي بين كل فئات المجتمع منذ الاستقلال، ودعا الجماهير بعدم التسرع في الحكم على المخرجات دون الاطلاع عليها، موضحًا أنه ليس من حق الممانعين للحوار أن يكيلوا الاتهامات للمتحاورين بأنهم ارتضوا الذل والهوان بمشاركتهم للحكومة، وأكد أنهم لا يبتغون منصب ولا جاه جراء هذه المشاركة التاريخية على حد وصفه .
من جانبها عرفت نائب رئيس حزب الأمة القومي المعارض الدكتورة مريم الصادق، الحوار بأنه عملية شاملة لها أهداف ورؤية واضحة تُخرج نتائج أكثر إيجابية، وقالت "إن ما تم ليس حوارًا بل ضياع زمن وموارد" على حد وصفها، مبررةً ذلك بأنه لا يوجد مناخ هادئ للعمل السياسي حاليًا في السودان، وأن السودانيين يعانون من الملل والغضب والإحباط النفسي من المشهد السياسي منذ عشرات الأعوام، وأضافت "مهما كان حجم الصرف المالي وإجبار الناس على الحشود والتهويل الإعلامي فهذا لن يجدي نفعًا مالم يحدث التغيير لدى نفسية المواطن المحبطة ". وشددت على أن الحوار الحقيقي هو القادر على تغيير هذا الشعور السائد ورفع مكانة السودان خارجيًا.
وقالت الدكتورة مريم مواصلةً حديثها : كان الأحرى على الحكومة أن تقبل بخارطة الطريق الموقعة من قوى نداء السودان لأن لها ضمانات خارجية وسند حزبي وحركي وهو مالم يتوفر في مخرجات الحوار الداخلي على حد قولها، واختتمت الدكتورة مريم التي طالت فترة مُداخلتها أكثر من غيرها، كونها الطرف الوحيد الممانع للحوار في المنصة، حديثها بأنهم في حزب الأمة على الاستعداد للنظر في هذه المخرجات ولكن بشروط أهمها وقف الحرب كأولوية وليس كتابة دستور وعمل انتخابات وغيره، ثانياً إجراء تحقيقات شاملة في الدعاوى الخارجية كاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في غرب السودان، والفساد الذي يعتبر المُهدِّد الأساسي لتطوُّر إقتصاد السودان، وأخيرًا أخذ خارطة الطريق الموقعة من قبل قوى نداء السودان في الحسبان .
وأوضح رئيس الحركة الشعبية جناح السلام عبد العزيز دفع الله أن مخرجات الحوار ظهرت حتي في هذا الندوة وأضاف "من مخرجات الحوار أنني انا الآن أتحدث في منبر للإخوان المسلمين و لم أتخيل في حياتي أن أتحدث في منبر للإخوان المسلمين ".
وأرجع سبب مشاركته في الحوار لنفاد كل الحلول الأخرى، وفنّد الدعاوى القائلة أن الحوار كان بين حكومة ومعارضة بل قال "إنه بين كل فئات المجتمع السوداني وعزا رفض الممانعين لأسباب شخصية بينهم وبين المتحاورين، واختتم حديثه بأنه يأمل في تنفيذ مخرجات الحوار على أرض الواقع، وقال "إنها خطوة أساسية تمكّن السلطة من اقناع المجتمع بضرورة الانتخابات المقبلة والاحتكام للدستور".
وبدأ رئيس منبر السلام العادل المهندس الطيب مصطفى، في الحديث عن نظرية المؤامرة موضحًا أن هنالك مؤامرات تُعْد وتُحاك ضد السودان، مشيرًا إلى شر وصفه بالمستطير قال إنه الكونغرس الأميركي، ونوه إلى أنه يتربص بالمنطقة العربية بما فيها السودان، ووضّح مصطفى أن مشاركته وحزبه في الحوار جاءت في الأيام الأخيرة بعد الإطلاع على المخرجات التي وصفها بالعظيمة وقال "إن المسؤولية الكبرى في هذا الوطن تقع على عاتق القيادات السياسية لحقن الدماء ولم شمل السودانيين".
وأشار إلى تعليق للسياسي المعارض البارز إبراهيم الشيخ، الذي وصفه بأشد الناس عداوة للمؤتمر الوطني "الحزب الحاكم" بقوله : "إبراهيم الشيخ صرح أن مخرجات الحوار هي غاية ما تتطلع إليه القوى الحديثة "، ثم واصل انتقاداته للحركات المسلحة خاصة موقف رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور ورئيس التجمع الوطني المعارض فاروق أبوعيسى وأوضح أنهم يريدون إسقاط النظام حتى لو كان البديل هو الشيطان الرجيم وفي ختام حديثه، جددّ الدعوة رئيس حزب الأمة القومي المعارض للإمام الصادق المهدي من خلال منبر الإخوان المسلمين بالعودة إلى البلاد للمشاركة في صناعة مستقبل السودان وكتابة تاريخه .
أرسل تعليقك