تنظم فرنسا، الخميس، مؤتمراً يجمع 20 دولة من بينها الولايات المتحدة ودول خليجية وأوروبية، لتأمين مساعدات طارئة للجيش اللبناني الذي يعاني من أزمة اقتصادية غير المسبوقة.وأوضحت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي في اجتماع لمجلس الوزراء، الأربعاء، أن "حوالي 20 دولة من بينها الولايات المتحدة ودول الخليج وعدة دول أوروبية ستشارك في المؤتمر الافتراضي فضلاً عن ممثلين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي".
ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن مصادر في وزارة الجيوش الفرنسية قولها: "منذ أشهر عدة يواجه الجيش اللبناني صعوبات في تأمين حاجاته الأساسية" المتعلقة بالغذاء وصيانة العتاد.
وأشارت المصادر الفرنسية إلى أن "ما يزيد من خطورة المشكلة هو أن الجيش اللبناني مؤسسة أساسية تحول دون تدهور الوضع الأمني في البلاد بشكل كبير".
وأوضحت أن الجيش اللبناني فصّل "حاجات محددة جداً" على صعيد المواد الغذائية من حليب وطحين وغيرهما، والأدوية وقطع الغيار لصيانة العتاد تقدر قيمتها "بعشرات ملايين اليورو".
وأضافت المصادرأنه "يجب حشد المساعدة في أقرب فرصة ممكنة، مشيرةً إلى "خطورة الوضع وطابعه الملح"، ولافتةً إلى أن الحاجات تشمل "الوقود والزيوت والإطارات والبطاريات ما يظهر الطابع الحرج للوضع".
أشكال المساعدات
وسيناقش المجتمعون افتراضياً، الخميس، الشكل الذي ستتخذه المساعدات من تحويل أموال أو إرسال سلع فضلاً عن قسائم غذائية وغير ذلك، بحسب ما ذكرته وكالة "فرانس برس".
وستفتتح وزيرة الجيوش الفرنسية المؤتمر مع نظيرها الإيطالي لورنزو غيريني في روما ونظيرتها اللبنانية زينة عكر في بيروت، فيما وعدت واشنطن بمساهمة خلال لقاء جمع الفرنسية بارلي، الثلاثاء، في بروكسل بنظيرها الأميركي لويد أوستن.
وتوقعت "فرانس برس"، أن تعلن باريس التي سبق أن قدمت للجيش اللبناني مساعدة تفوق قيمتها مليون يورو (1.2 مليون دولار) في مطلع السنة الحالية، إرسال مستلزمات طبية مضادة لـ"كوفيد-19" وقطع غيار للآليات المصفحة والمروحيات.
وقالت الوكالة الفرنسية إن المساعدة لن تشمل شراء عتاد أو دفع أجور، إذ أن الأسرة الدولية تشترط لتوفير أي دعم اقتصادي ومالي للبنان إجراء إصلاحات بنيوية لم تتبلور حتى الأن مع غياب تشكيل حكومة.
الدعم "حل مؤقت"
ونقلت وكالة "رويترز"، عن مسؤول في وزارة الجيوش الفرنسية (رفض الكشف عن هويته) قوله، "الجيش اللبناني هو العمود الفقري للبنان، ويضمن عدم تدهور الوضع الأمني في البلاد لذا تمثل مساعدته على القيام بمهمته مصلحة مباشرة".
وبشأن النتائج المتوقعة للمؤتمر الدولي، أكد المسؤول الفرنسي أن "الدعم المتوقع هو مجرد حل مؤقت، وأن المؤتمر لن يسعى لدفع رواتب، وإنما لتقديم مواد غذائية وإمدادات طبية وقطع غيار لعتاد الجيش وحتى الوقود".
المطالبات اللبنانية
من جهته، أفاد مصدر عسكري لبناني لـ"فرانس برس"، بأن الجيش اللبناني يعوّل على الحصول على مساعدات طارئة، وأضاف: "نحن بحاجة إلى مواد غذائية إلى طبابة ودعم العسكريين في رواتبهم".
وشدد المصدر على أهمية الدعم "حتى يستمر الجيش في ظل هذه الأزمة الاقتصادية"، مشيراً إلى أن "تدهور قيمة الليرة يؤثر على العسكريين، إذ لم تعد رواتبهم تكفيهم".
وتسعى باريس التي تقود جهوداً لمساعدة مستعمرتها السابقة، لزيادة الضغوط على السياسيين المتشاحنين في لبنان بعد محاولات فاشلة لدفعهم للاتفاق على تشكيل حكومة جديدة وإطلاق إصلاحات من شأنها السماح بتدفق النقد الأجنبي.
ومنذ اندلاع احتجاجات مناهضة للحكومة في أكتوبر 2019، فقدت العملة اللبنانية نحو 90% من قيمتها، ما دفع الملايين إلى الفقر، وبلغ معدل التضخم 84% العام الماضي، فيما سجّلت أسعار الأغذية تضخماً بنسبة 402% في ديسمبر الماضي.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك