بغداد - نجلاء الطائي
تستعد القوات العراقية للبدء بالهجوم على جنوب مدينة الموصل، بعد استعادتها الخميس، بلدة الشرقاط، آخر معاقل تنظيم "داعش" في شمالي محافظة صلاح الدين ، والتي كانت تشكل خط الدفاع الأول عن المعقل الرئيسي للتنظيم في الموصل، وباستعادة الشرقاط (60 كلم جنوب الموصل)، التي تعتبر طريق الإمدادات بين الموصل وناحية الحويجة، آخر معاقل "داعش" في محافظة كركوك، أصبح عناصر التنظيم في الحويجة، محاصرين من الجهة الشمالية لقوات البيشمركة ومن الجنوب في قوات الحكومة العراقية.
وتعّد الشرقاط، إحدى المناطق الإستراتيجية من الناحية العسكرية بالنسبة للقوات الحكومية، الذي بدأ الاستعداد للزحف نحو جنوب الموصل، انطلاقًا من الأولى، وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، "إن قضاء الشرقاط، يُعد من المناطق الاستراتيجية، ويمتد على مساحة 44 كم مربعا، ويربط ثلاث محافظات هي: صلاح الدين، وكركوك، ونينوى".
وأضاف رسول، أن "خطوط إمداد التنظيم من الموصل إلى ناحية الحويجة (جنوب كركوك)، تم قطعها بعد تحرير الشرقاط، التي تمثل حلقة الوصل بين الموصل والحويجة".وبين المسؤول العسكري أن "داعش"، وضع عددًا من الخطوط الدفاعية للموصل، أولها قضاء الشرقاط، لافتًا إلى أن التنظيم خسر خط دفاعه الأول عن الموصل.
وقضاء الشرقاط الذي يسكنه نحو 200 ألف نسمة، خضع لسيطرة "داعش" منذ صيف 2014، وشنّ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية غارات متواصلة على تحصينات التنظيم في القضاء على مدار الأشهر الماضية، من جهته، قال الضابط في قيادة عمليات صلاح الدين النقيب غسان العبيدي، إن "قوات الحكومة، بدأت منذ، الخميس، الاستعدادات للتقدم نحو جنوب الموصل، انطلاقًا من الشرقاط".
وأضاف العبيدي، في تصريحات صحافية، إن قوات الحكومة التي تمركزت، الخميس، في مركز الشرقاط، بدأت بالاستعدادات العسكرية للتقدم نحو جنوب الموصل"، مشيرًا إلى أن "توقيت بدء التقدم يخضع لقرار القيادات العسكرية العليا".فيما أوضح العقيد المتقاعد خليل النعيمي، أن "استعادة السيطرة على الشرقاط، خلال 72 ساعة، يشير إلى أن التنظيم سحب غالبية مقاتليه باتجاه الموصل".
وأضاف النعيمي، إن "جميع المناطق التي سيطر عليها التنظيم، واجهت قوات الأمن صعوبة في استعادتها، وخاضت معارك استمرت أيام عدة، كما حصل في تكريت، والرمادي، لكن بعض المناطق باتت لا تشكل أهمية استراتيجية لداعش، لذا أغلب المقاتلين الأجانب تم سحبهم من الشرقاط باتجاه الموصل، وتم الإبقاء على مقاتلين محليين".وتراجع نفوذ التنظيم في العراق بعد أن سيطر على ثلث مساحة البلاد قبل نحو عامين، نتيجة العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومية بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية وبمشاركة فصائل شيعية وسنية موالية لها.
أرسل تعليقك