إدلب _ علي ليلا
كشفت مصادر مطلعة أن محافظة إدلب شهدت في الآونة الأخيرة تحركات نشطة لتنظيم "جبهة النصرة"، تتضمن نقل شحنات مواد كيميائية وتسليمها إلى مقاتلي "الحزب الإسلامي التركستاني" وسط إجراءات أمنية مشددة.
وتزامنت تحركات النصرة ،مع نشاط غير مسبوق لتنظيم "الخوذ البيضاء" في المنطقة وبخاصة في الأيام الأخيرة، ما يشير إلى احتمال تكرار مسرحية "المجازر الكيميائية" التي درجت الجماعات المسلحة على عرضها واتهام الجيش السوري بارتكابها، في أي منطقة يتحضر الأخير لخوض معركة تحريرها من التطرف.
وأكدت مصادر محلية أن مسلحي تنظيم "النصرة" الذي يتخذ من "هيئة تحرير الشام" واجهته الحالية، قاموا مساء السبت 11 أغسطس/ آب، بنقل شاحنتين محملتين ببراميل من أحد المعامل المتخصصة بإعادة تصنيع الكلور في محيط بلدة اطمة الواقعة على الحدود السورية التركية، وذلك تحت حراسة أمنية مشددة من قبل مسلحي الهيئة الذين قطعوا الطريق العام "أريحا - إدلب" لمدة ساعتين وحولوه إلى مسار آخر بعيدًا عن مسار الشاحنتين اللتين توجهتا إلى بلدة أريحا جنوبي إدلب.
وأفادت المصادر أن مسلحين يتبعون للحزب الإسلامي التركستاني "الصيني" استلموا الشاحنتين ونقلوهما بما تحملان من براميل باتجاه مواقعهم في منطقة جسر الشغور قرب الحدود التركية والمتاخمة لريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وأشارت المصادر أن تحركات مكثفة ونشاط غير اعتيادي يقوم به في الأيام الأخيرة عناصر من جماعة "الخوذ البيضاء" في مناطق مختلفة من محافظة إدلب تمتد بين مثلث الحدود التركية وبين منطقة جسر الشغور وصولًا إلى الحدود الإدارية مع اللاذقية غربا.
ووقع منتصف شهر يوليو/ تموز الماضي انفجار في معمل في بلدة اطمة عند الحدود السورية التركية بمحافظة إدلب، يختص بإعادة تصنيع مادة الكلور ويحوي براميل من الكلور ومواد كيميائية أخرى، وأسفر الانفجار عن مقتل أكثر من ستة فنيين أجانب تابعين لهيئة تحرير الشام، حيث قضوا اختناقا بمادة الكلور.
وكانت مصادر محلية في منطقة الانفجار أكّدت أن المعمل المذكور يقوم بإعادة تصنيع مادة الكلور التي يحوي على براميل منها، إضافة إلى مواد كيميائية أخرى، ويعمل داخله عدد من الفنيين الأجانب الذين أتوا عام 2015 إلى البلدة، مشيرة إلى أن سيارات مغلقة متوسطة الحجم تقوم بشكل أسبوعي بنقل البراميل ليلا إلى المعمل وتحت حراسة مشددة من قبل مسلحي "الهيئة"، وتعاود نقل براميل مختلفة من المعمل إلى مكان مجهول تحت حراسة ليلية مشددة، موضحة أنه لحظة الانفجار الذي ضرب المعمل تصاعدت ألسنة من النيران الكثيفة غير الطبيعية، مع انتشار رائحة الكلور في محيط المعمل، حيث تبين لاحقًا أن الانفجار وقع في القسم الذي يحوي براميل الكلور فقط.
وأشارت مصادر محلية في محافظة إدلب أن رتلًا عسكريًا تركيًا مؤلفًا من 80 شاحنة دخل عبر معبر كفرلوسن شمال إدلب وتوجه تحت حماية من عناصر هيئة تحرير الشام إلى نقاط المراقبة التركية لتعزيزها في ريفي إدلب وحماة، وأن 8 شاحنات من الرتل كانت محملة بخزانات بلاستيكية بيضاء صغيرة، تحمل مادة الكلور السائلة، التي تنقلها القوات التركية عادة إلى إدلب بحجة استخدامها في تعقيم مياه الشرب في المنطقة، وأشارت المصادر إلى أن الشاحنات المذكورة أفرغت حمولتها في معسكر للحزب الإسلامي التركستاني في قرية حلوز غربي جسر الشغور، فيما نقلت شاحنات أخرى بيوتا متنقلة مسبقة الصنع "كرفانات"، وجدران إسمنتية، إضافة إلى معدات فنية متنوعة إلى نقاط المراقبة التركية.
أرسل تعليقك