أعلن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، إن ما حصل من اقتحام لمؤسسات الدولة داخل المنطقة الخضراء والعبث بالمال العام لا يمكن القبول به او التهاون مع مرتكبيه، مؤكدًا إن القانون لابد إن يأخذ مجراه على كل متجاوز.
وقال العبادي في كلمة متلفزة، فجر السبت وتابعها "العرب اليوم"، إن هناك مندسين يقومون بجر البلاد الى الفوضى والهجوم على القوات الامنية في بغداد والظهور بمظاهر مسلحة داخل المدن بدلًا من مواجهة تنظيم داعش المتطرف في جبهات القتال في خطوة لتعطيل زخم الانتصارات التي تسطرها القوات الامنية من خلال اقتحام مؤسسات الدولة والعبث بالمال العام، مضيفًا ان هؤلاء المندسين يحاولون عرقلة الخطوات التي تقوم بها الحكومة في مجال الاصلاح وفي المجال الاقتصادي، فضلا عن الانجازات المتحققة في ساحات المواجهة، مشيرا الى ان تلك المحاولات تثبت بان الحكومة تسير بالاتجاه الصحيح، حسب قوله.
وجدد العبادي دعوته لأبناء الشعب العراقي الى الحذر واليقظة ممن يسعون الى اثارة الفوضى لتحقيق مطامحهم، فيما دعا ايضا المواطنين والقوى السياسية الى التكاتف من اجل التصدي الى مؤامرات المندسين والبعثيين المتحالفين مع تنظيم داعش المتطرف الذين يقومون بإعمال ارهابية في المدن لإيقاع الفتة بين المواطنين والدولة والقوات الامنية، لانقاذ الدواعش من جهة وتعطيل الخدمات كما حصل في تخريب لمنشآت الكهرباء والغاز وغيرها من جهة اخرى.
ووجه العبادي الجميع بالوقوف خلف القوات الامنية والحشد الشعبي لتحقيق الانتصار النهائي ونبذ الخلافات السياسية جانبًا، مؤكدا ان الحكومة كانت وماتزال مع مطالب المتظاهرين السلميين، ومع القوات الامنية التي تحلت بأقصى درجات ضبط النفس والاحترام.
ودعا الامين العام لمنظمة "بدر" هاي العامري، البدريين الى عدم الانجرار الى معركة شيعية–شيعية، مؤكدًا على ضرورة الاستعداد الى معركة تحرير الفلوجة وعدم الانجرار الى أي صِدام آخر، وقال العامري في بيان مقتضب اطلع "العرب اليوم"عليه، ان "البعض يحاول سحبنا الى معركة جانبية شيعية-شيعية وهو أمر محرم علينا"، داعيًا "جميع البدريين الى أخذ الحيطة والحذر وعدم الانجرار الى صدام آخر والاستعداد للمعركة الحقيقية التي هي ضد التطرف"، مؤكدًا على "الاستعداد لمعركة الفلوجة وعدم الانشغال بأي أمور أخرى"
واتهمت خلية الإعلام الحربي، الجمعة، "مجاميع الشغب" التي حاولت "التعرض" للمؤسسات الحكومية بمهاجمة "العديد من أبناء القوات المسلحة بالسكاكين"، وأعلنت العمليات المشتركة، الجمعة، السيطرة بشكل كامل على "الأحداث المؤسفة" التي حدثت في المنطقة الرئاسية الخضراء، فيما أشارت إلى استغلال "عناصر مندسة" لانشغال القوات الأمنية في معارك الفلوجة.
وتواصل الاجهزة الامنية في البصرة، اليوم السبت، اجراءات احترازية مشددة بالقرب من مباني الحكومة المحلية في منطقة الساعي وسط المدينة وذلك بعد ساعات من محاولة متظاهرين غاضبين اقتحام مبنى ديوان المحافظة، وتظاهر المئات من اتباع التيار الصدري والتيارات المدنية بمدينة البصرة في وقت متقدم من صباح السبت امام مبنى المحافظة تأييدًا للتظاهرات التي شهدتها بغداد وباقي محافظات الوسط والجنوب.
وعاشت المدينة حالة من التوتر إذ ابدى أولئك المتظاهرون غضبهم تجاه عدم تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها رئيس الحكومة الحالية حيدر العبادي، واستمرار تفشي الفساد المالي والإداري، والبطالة المستشرية بين الشباب، وتدهور الواقع الخدمي، وتضامن متظاهرو البصرة مع اقرانهم في بغداد، ونددوا تجاه ما تعرضوا له من عنف اثناء اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة، ودخولهم الى مجلسي النواب والوزراء.
وحاول المتظاهرون اقتحام مبنى محافظة البصرة غير ان محاولاتهم باءت بالفشل وجوبهوا بإطلاقات نارية، وقنابل مسيلة للدموع ممّا اسفر عن إصابة شخصين بجروح، وقد فرضت بعدها السلطات الامنية حظرًا للتجوال، وامر رئيس خلية الأزمة الأمنية في البصرة المحافظ ماجد النصراوي بفرض حظر للتجوال في جميع مناطق المحافظة، اعتبارًا من منتصف الليلة الماضية ولغاية الساعة الثامنة صباحًا، وفقًا لبيان مقتضب اصدره مكتبه .
وابلغت الاجهزة الامنية في البصرة المواطنين بفرض حظر التجوال في المحافظة بهدف السيطرة على الاوضاع ومنع تدفق المواطنين نحو مقري ديوان المحافظة ومجلس المحافظة، وذلك على خلفية الاحداث التي شهدتها العاصمة بغداد ومحافظة البصرة ومحاولة بعض المتظاهرين اقتحام مبنى ديوان المحافظة، ونفت سرايا السلام، التابعة للتيار الصدري، أي تحرك لقطعاتها داخل بغداد او قرب المنطقة الخضراء.
وقال المتحدث باسم السرايا صفاء التميمي في بيان له، ان مشاركة السرايا في الاحداث التي وقعت في بغداد واقتحام المنطقة الخضراء امس الجمعة تمثلت بإسعاف الجرحى الذين أصيبوا نتيجة رمي العيارات النارية على المتظاهرين وإطلاق الغازات المسيلة للدموع التي أدت الى حالات إختناق عديدة بين صفوف المتظاهرين.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، إحباط هجوم على العاصمة بغداد بقتل تسعة انتحاريين من عناصر" داعش"المتطرف قبل تحركهم من مدينة الفلوجة، وذكر بيان لقيادة العمليات المشتركة، ان "خلية الصقور اﻻستخبارية رصدت مجموعة من اﻻنتحاريين تجاوز عددهم 11 انتحاريا في موقع بالقرب من مدينة الفلوجة مع مجموعة اخرى لحماية الموقع"، وأضاف انه "وبعد عملية مراقبة معقدة استمرت لعدة ايام وفي الخميس وقبيل حركة هذه المجموعة باتجاه مدينة بغداد وبناءً على معلومات عناصر الخلية انطلقت طائرات القوة الجوية العراقية وباشراف مباشر من قيادة العمليات المشتركة ووجهت ضربة جوية دقيقة أسفرت عن تدمير المقر بالكامل ومقتل 13 متطرفا بينهم 9 انتحاريين وجرح اكثر من اربعة اخرين، وتفجير نحو 21 حزاما ناسفا وتدمير عجلة تحمل أحادية".
وأشار البيان الى ان "من بين القتلى المدعو حجي حامد الجميلي الهارب من سجن ابو غريب المسؤول عن نقل بعض العجلات الملغومة الى عامرية الفلوجة وبغداد و المدعو عبدالفتاح ابو اسحاق الذي نقل عدة انتحاريين الى بغداد والخبير في تصنيع الاحزمة والعبوات الناسفة وكان مكلف بنقل هذه المجموعة الى بغداد"، وتابع كما تم قتل "المتطرف المدعو ابو حارث الجميلي المسؤول عن مفارز اﻻنتحاريين في قاطع الفلوجة وهو عسكري سابق عمل مع المقتول عمر الحديد خبير صنع القنابل".
أرسل تعليقك