عدن - حسام الخرباش
سيطرت مليشيات "الحوثيين" على عزلتي الشرم العالي والشرم السافل، في مديرية عتمة، في محافظة ذمار، بعد معارك عنيفة خاضتها مع أفراد القبائل. وأعلن مصدر قبلي بأن المليشيات تقدمت تحت قصف مدفعي كثيف، ما أجبر القبائل على الانسحاب، منوهًا بأن المليشيات تكبدت خسائر عسكرية في كمائن قامت بها القبائل.
وأكد الناشط حافظ مطير، أن معارك عنيفة تدور بين القبائل والحوثيين في مختلف الجبهات بعتمة، منوهًا بأن الحوثيين يمتلكون سلاح جيش، بينما القبائل سلاحها متواضع. وأشار مطير بأن منتسبي الجيش اليمني من أبناء عتمة طلبوا من قيادات حكومة وقوات الرئيس عبدربه منصور هادي، جمعهم وإقناع التحالف بأن يقوم بعملية إنزال لهم بعتمة، ليدافعوا عن أرضهم إلى جانب قبائلهم.
ولفت مطير، إلى أن قبائل مديرية انس بذمار، رفضت حضور اجتماع دعا له الحوثيين بهدف التحشيذ العسكري لعتمة، موضحًا أن المليشيات تسعى إلى جر القبائل المجاورة لعتمة لحرب مع أبناء محافظتهم في عتمة، وإشعال ثارات سيدفع ثمنها رجال القبائل مستقبلًا. وطالب مطير الحكومة اليمنية للتنسيق مع التحالف لتكثيف غاراته على مواقع الحوثيين بعتمة وإنزال أسلحة للقبائل ورشاشات ثقيلة عبر الجو، كون القبائل تعاني من شحة السلاح والذخيرة. ويأتي ذلك في حين تجري اتصالات للوصول إلى اتفاق قبلي، لوقف الحرب ولازالت المفاوضات دائرة حول ذلك.
وتشهد مديرية عتمة، مواجهات عنيفة بين القبائل ومليشيات "الحوثي"، منذ أسبوعين، وذلك بعد قيام مليشيات "الحوثيين" باستحداث نقاط أمنية، واختطاف المدنيين من أبناء عتمة، وذلك بعد رفض البرلماني والشيخ البارز، عبدالوهاب معوضة، اختطاف المليشيات الحوثية للمواطنين والناشطين، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفع "الحوثيين" إلى اعتقال ابن البرلماني، معوضة، وبعض أقاربه في صنعاء، وتسبب هذا العمل في اندلاع مواجهات متواصلة بين "الحوثيين" وقبائل عتمة منذ الأسبوع الماضي. ومنذ اندلاع المعارك فجرت مليشيات الحوثيين خمسة منازل لوجهاء عتمة وتقوم مليشيات الحوثيين، بتفجير منازل خصومها السياسيين والعسكرين في عدد من المحافظات اليمنية.
وكانت قبائل عتمة، اشتبكت مع الحوثيين قبل نحو عام، حين حاولت مليشيات الحوثيين فرض سلطة الأمر الواقع في المديرية، وهو ما قوبل برفض أبناء المديرية التي اختارت رفع السلاح، وصمدت في وجه الآلة العسكرية للحوثيين، لتفرض فيما بعد اتفاق يقضي بإخراج جميع المليشيات منها، مع بقاء أبنائها ممن اختاروا موالاة "الحوثيين"، آمنًا على نفسه وماله.
وفرضت مليشيات الحوثيين حصارًا على قرى عتمة، ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى أطراف المديرية بهدف اقتحام المديرية، وتفادي اتساع رقعة المقاومة التي تعارض "الحوثيين" عسكريًا، وتعد ريمة المحاذية لعتمة من المناطق المؤهلة لمواجهة الحوثيين، بسبب رفض عدد كبير من سكانها للحوثيين، إضافة إلى ممارسة الحوثيين للاعتقالات والانتهاكات بريمة. وتقع عتمة على بعد مركز محافظة ذمار بنحو 55 كم، غربًا وتبلغ مساحتها 441 كم²، ويصل عدد سكانها إلى نحو 195249 نسمة.
أرسل تعليقك