الخرطوم ـ جمال إمام
هدّدت القوات الحكومية في جنوب السودان بمحاربة أي قوات أجنبية تدخل أراضي البلاد من دون موافقة الرئيس سلفاكير ميارديت الذي أعلن رسميًا رفضه اقتراح الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بنشر قوات إقليمية في بلاده، واندلعت مواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين في منطقة الاستوائية واتهم أنصار نائب الرئيس رياك مشار قوات حكومية بقصف منطقة لاعتقادها بوجوده فيها.
وقال الناطق باسم الجيش الحكومي العقيد لول رواي كوانق في تصريح في جوبا الخميس، إن سلفاكير رفض رسميًا اقتراح دخول قوات إقليمية إلى جنوب السودان، مؤكدًا أن "الجيش يساند قرار الرئيس ومستعد لمحاربة أي قوة إقليمية تدخل إلى أراضي جنوب السودان بالقوة ما لم يتراجع الرئيس عن قراره الرافض للخطوة".
وفي السياق ذاته، قال الناطق باسم الرئاسة أتينغ ويك أتينغ في تصريحات بثها التفلزيون الرسمي، "إن الحكومة ترفض في شكل قاطع دخول أي قوة إقليمية إلى أراضي جنوب السودان من دون موافقة سلفاكير"، وشدّد على أن دخول القوات الأجنبية من دون موافقة الحكومة سيعتبر غزوًا لجنوب السودان.
وأوضح الناطق باسم الرئاسة أن هناك قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان قوامها 21 ألف جندي، وزاد: نريد أن نذكر المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي بأن القوات في الصومال لم تحل الأزمة، وبالتالي إرسال قوات إضافية إلى جنوب السودان ليس حلاً مجديًا".
وكشف أتينغ أنهم تقدموا باقتراح إلى المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي بإرسال قوة حفظ سلام قوامها ألفي جندي فقط لحماية نائب الرئيس رياك مشار بدلاً من إرسال قوات إضافية إلى جنوب السودان، مشيرًا إلى أن الحكومة ما زالت تطالب مشار بالعودة إلى العاصمة جوبا لمواصلة تنفيذ اتفاق السلام، وفي المقابل، تحدثت معلومات الخميس عن وصول مشار إلى قاعدة قواته الرئيسية في منطقة فقاك قرب الحدود الأثيوبية، واتهم الناطق باسم المعارضة المسلحة جيمس قاديت القوات الموالية لسلفاكير بأنها هاجمت بالمروحيات والدبابات موقعًا في منطقة باري التي تبعد 10 كيلومترات من مدينة مندري في ولاية شرق الاستوائية لاعتقادها أن مشار يتحصن فيها.
وأضاف أن قوات المعارضة كبدت الجيش الحكومي خسائر فادحة واستولت على ثلاث دبابات وخمس سيارات عسكرية واتهم جنود سلفاكير باستهداف المدنيين خلال قصف منطقة لانيا، وقال محافظ مقاطعة لانيا أغسطينو كيري "إن المواجهات بين مجموعة مسلحة والقوات الحكومية أدت إلى نزوح أكثر من 20 ألف مواطن، مشيرًا إلى أن النازحين يعيشون ظروفًا سيئة وسط الغابات واستمرار هطول الأمطار.
من جهة أخرى، أعلن مسؤولون في الأمم المتحدة أن ثلاث دول أوروبية قامت بإجلاء عدد من عناصرها في جنوب السودان من دون استشارة الأمم المتحدة مسبقًا، "ستواجه عقوبات".
وغادر حوالى 12 شرطيًا بريطانيًا وسويديًا وألمانيًا مراكزهم عندما كانت تدور معارك دامية في جوبا مطلع تموز/يوليو الماضي، وقال مساعد الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق "إن الشرطيين لم يظلوا في مراكزهم، وسيغادر هؤلاء الضباط بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ولن يتم استبدالهم بعناصر من الدول نفسها".
أرسل تعليقك