القاهرة -العرب اليوم
عند معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة، تنتظر قافلة طويلة من شاحنات المساعدات الإنسانية بصبر، لتخضع للتفتيش، قبل نقل حمولتها من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصَر والمهدَّد بالمجاعة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». وتحت رقابة الجيش الإسرائيلي، الذي نظّم زيارة للصحافة، تمكّن صحافيون، اليوم الجمعة، من الوصول إلى نقطة الدخول هذه التي فُتحت استثنائياً، للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية. وتدخل الشاحنات التي يقودها مصريون، الواحدة تلو الأخرى، إلى باحة انتظار كبيرة؛ للخضوع لعملية تفتيش البضائع.خلفهم الحدود المصرية القريبة، والأسلاك الشائكة العالية، وانتظروا لساعات قبل أن يتمكنوا من دخول المنفذ في الجدار العازل الإسرائيلي الضخم. يقول سعيد عبد الحميد، وهو يرفع الغطاء عن شحنة الدقيق التي ينقلها ليقوم الجنود الإسرائيليون بتفتيشها: «أنا فخور بتقديم المساعدة لإخواني الفلسطينيين». ويجري تدوين رقم لوحة تسجيل الشاحنة وهويته، ويجيب أيضاً عن بعض الأسئلة. من جهته، يقول محمد علي، وهو سائق آخر يأتي من القاهرة ويحمل مخزون بسكويت، إن «أجهزة الاستخبارات المصرية أعطت تعليمات بالتحدث بأقل قدر ممكن». ومقطورات الشاحنات، التي تحمل رمز الهلال الأحمر المصري، تنقل الفرش والبطانيات والمواد الغذائية، ويقوم كلب بوليسي بتفقُّد البضائع، برفقة جنود إسرائيليين مدجَّجين بالسلاح.ويدخل ما يعادل 80 شاحنة إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي، وفقاً للجيش الإسرائيلي. وجرى فتح طريق الإمداد الجديد، الأسبوع الماضي؛ لتخفيف الضغط عن نقطة رفح بين مصر وغزة، على بُعد كيلومترين فقط شمالاً. وأعلنت إسرائيل، في 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، إنشاء نقطة تفتيش إضافية في معبر كرم أبو سالم للمساعدات الإنسانية، ثم إعادتها إلى رفح، قبل أن تسمح بعد ثلاثة أيام، وبطريقة «مؤقتة»، بتفريغ بعض الشاحنات مباشرة في القطاع. لكن المساعدات الإنسانية غير كافية، كما تؤكد منظمات الأمم المتحدة باستمرار بالنسبة لهذه المنطقة المكتظة بالسكان والتي تبلغ مساحتها 362 كيلومتراً مربعاً، وحيث دمَّر القصف الإسرائيلي أحياء بأكملها وشرَّد 1.9 مليون نسمة؛ أي 85 في المائة من السكان.
سوء تغذية حادّ
يتوقع أن يكون نحو نصف سكان غزة في مرحلة «الطوارئ» - التي تشمل ارتفاع معدلات سوء التغذية الحادّ وزيادة الوفيات - بحلول 7 فبراير (شباط)، وفقاً لتقرير صادر عن نظام مراقبة الجوع، التابع للأمم المتحدة. وحذَّر رئيس العمليات الإنسانية للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، من أنه «مع حرمان ودمار بهذا الحجم، فإن كل يوم يمر سيجلب مزيداً من الجوع والأمراض واليأس لسكان غزة». وأقرّ «مجلس الأمن»، الجمعة، زيادة حجم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة. ومن هذا القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي منذ أكثر من 16 عاماً، شنّت «حماس» هجومها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على الأراضي الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل نحو 1140 شخصاً معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى حصيلة إسرائيلية.كما خطفت «حماس» نحو 250 شخصاً، لا يزال 129 منهم رهائن في غزة، وفقاً للسلطات الإسرائيلية. وردّاً على ذلك، توعدت إسرائيل بتدمير «حماس»، وتقصف غزة دون هوادة، حيث قُتل ما لا يقل عن 20057 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال، وأُصيب أكثر من 50 ألفاً بجروح، وفقاً لأحدث حصيلة صادرة عن حكومة «حماس» التي تولّت السلطة في القطاع عام 2007. وقال الكولونيل موشيه تيترو، رئيس هيئة وزارة الدفاع الإسرائيلية لغزة، الذي يشرف على الأنشطة المدنية في الأراضي الفلسطينية عند معبر كرم أبو سالم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «أكثر من 2500 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية، وأكثر من 50 ألف طن من المواد الغذائية، دخلت غزة منذ بداية الحرب». والخميس، أدّت غارة إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من المعبر، إلى مقتل أربعة أشخاص؛ من بينهم مدير المعبر باسم غبن، وفق «حماس».وقال الكولونيل تيترو: «رأى الجنود أسلحة على حدود كرم أبو سالم»، دون مزيد من التفاصيل. وفي هذه الأثناء ينتظر سائقو الشاحنات المصريون في موقف للسيارات ويُمضون الوقت بالاستماع إلى الموسيقى، حتى تسمح لهم السلطات بإدخال المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بايدن لا يتوقع إبرام صفقة رهائن في قطاع غزة قريباً
انقطاع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر
أرسل تعليقك