هاجم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حليفه الانقلابي في صنعاء "جماعة الحوثيين"، على إثر الخلافات التي تعصف بين الطرفين. واتهم صالح في خطابه الذي القاه، الأحد، أمام مناصريه في العاصمة صنعاء، مليشيات الحوثي، بعرقلة احتفالية الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام.
وجاء خطاب صالح، الأحد، بعد أقل من 24 ساعة على خطاب زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، الذي دعا لحشد مماثل في العاصمة صنعاء ندا لحشد حزب المؤتمر، وقال "إن جماعته تعرضت لطعنات في الظهر". ودعا صالح مناصريه للصبر على تمزيق صوره، التي تعرضت للتمزيق والإهانات من قبل الحوثيين، السبت، في ميدان السبعين. وقال "إن اللجنة الثورية التابعة للحوثي تسيطر على المجلس السياسي الأعلى"، مضيفا بسخرية "عينا محافظ فعين الحوثيين فوقه مشرف، عينا وزير فعينوا فوقه مشرف".
وأضاف "اتفقنا أن تورد الإيرادات للخزينة العامة، لكن ذلك لم يحصل والمكتب التنفيذي التابع لجماعة الحوثي حكومة فوق الحكومة". وخير صالح الحوثي ولأول مرة بصورة واضحة ومباشرة بين الشراكة أو فضها، وقال مطمئنا مناصريه إن المليشيا المتواجدة في صنعاء ستساعد المؤتمر للحفاظ على أمن الاحتفال، كما أتهم الحوثي بأنه الطابور الخامس.
وتابع صالح قائلا "اتفقنا على الشراكة وأن يعمل المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ طبقاً للدستور والقوانين واللوائح المنظمة، وهذا الدستور والقوانين المنظمة ليست من صنع علي عبدالله صالح، وهي من صنع الشعب ومؤسساته الدستور واللوائح والأنظمة ليست ملزمة خاصة بي كنت أدرس بها في المؤتمر الشعبي العام"، بإشارة إلى ملازم الحوثيين.
وأردف "اتفقنا على شراكة حقيقية في مواجهة ما اسماه "العدوان"، وإدارة شؤون البلاد سياسياً وثقافياً واجتماعياً، ولكن للأسف الشديد هناك لجان إشرافية فوق الجميع تابعة للمليشيا". وعن تدخلات اللجنة الثورية قال صالح "اللجنة الثورية التي اتفقنا إنها تنتهي مهمتها بتشكيل المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ، لكن الذي يُمارس أن اللجنة الثورية تسيطر على المجلس السياسي الأعلى في الميدان".
وقال "إن أي قرارات يصدرها المجلس السياسي ولم تتفق مع اللجنة الثورية تلغى"، مضيفا "هناك حكومة فوق الحكومة وهي المكتب التنفيذي التابع للحوثيين". ودعا صالح مناصريه إلى الابتعاد عن الاحتكاك مع الحوثيين، وقال "لا يجروكم إلى الاحتكاك يشططوا الصور يشططوها، شططوا اليافطات شططوها، ما عندنا مشكلة ما تشكل مشكلة، إحنا ضد الخلاف بين المؤتمر والحوثيين".
واتهم صالح جماعة الحوثيين بعرقلة ومنع حشود حزب المؤتمر، وقال "مسيرتنا سلمية ليست موجهة ضد أحد هذا فيه الطابور الخامس، وأنا أتفق مع عبدالملك الحوثي أن فيه طابور خامس بس الطابور الخامس نقيّمه من هو الطابور الخامس؟ من هو؟". وقال "الدعوة إلى حشد في الصباحة في شارع المائة ليش؟ لمنع المتوافدين من المحافظات والمديريات كي لا يحضروا إحياء فعالية وحشد الحزب".
ويعتزم الرئيس السابق صالح إقامة احتفال وحشد عملاق في 24 أغسطس/آب الجاري في ذكرى تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، ويحضر حزب المؤتمر منذ أسابيع للفعالية المرتقبة التي من المتوقع أن تكون الاستعراض الشعبي الأكبر للرئيس اليمني السابق، والذي يسعى من خلالها لتقديم رسائل للداخل والخارج عن مدى قوته الشعبية ويعزز من حضوره في أي حل سياسي في اليمن.
وأعلن رئيس اللجان الثورية التابعة للحوثيين محمد علي الحوثي، أن جماعته تنوي إقامة فعاليات حشد عسكري للجبهات على مداخل العاصمة صنعاء، بالتزامن مع فعالية ذكرى التأسيس لحزب المؤتمر الشعبي الموالي لصالح والمتحالف مع الحوثيين، وحدد أماكن الاحتشاد الذي ستنظمه جماعته في مداخل صنعاء الأربعة ما يعني قطع مداخل صنعاء على القبائل التي تحتشد لفعالية الرئيس السابق علي صالح في ميدان السابعين في 24 من أغسطس/آب، وإعلان محمد علي الحوثي حشد مجاميع مسلحة في مداخل صنعاء، يوم فعالية المؤتمر رسالة حرب وتهديد بإفشال الفعالية وتحدي بالمواجهة وغلق المداخل بالقوة.
وأطلقت مليشيات الحوثي رسائل حرب عبر كبار قياداتها، وقال عضو المكتب السياسي للحوثيين ضيف الله الشامي إن تحركات صالح هدفه خلخلة الجبهة الداخلية وإضعافها، مؤكدا أن تحركاته في هذا الوضع لن يمر على الشرفاء، ونتمنى منه أن يعي خطورة المرحلة والتوقف عن إشغال الشعب اليمني عن الهدف الرئيسي بالتحشيد لدعم الجبهات بالحشود لأهداف أخرى.
وتحدث حسن زيد القيادي الحوثي ووزير الشباب والرياضة في حكومة صنعاء، على صفحته قائلا "يتهيبوا تفجير الصنفور مع أن ألم التخلص منه أقل مليون مرة عن ألم الصبر عليه". وأكّد مراقبون أن زيد أعلن تحريضاً واضحاً لجماعته على التخلص من صالح الذي يتخوّف الحوثيون من مهرجانه الأخير في صنعاء، وأضاف حسن زيد، أنّ "الحجامة قد تؤلم لكنها تخرج الدم الفاسد، هذا ما عملته اليوم لأول مرة، أنصحكم بتجربتها ومنظر الدم الفاسد مزعج"، وكان للرئيس اليمني السابق علي صالح موقف مرحب بأي حل سياسي وتسليم المنافذ الجوية والموانئ لطرف محايد في تناغم الموقف، مع مبادرة المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ.
ويتهم الحوثيون على مواقع التواصل الاجتماعي، حزب المؤتمر بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري على الحوثيين في صنعاء من خلال الحشود الكبيرة التي ستدخل بحجة الاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر، كما يتهمونه بالتخطيط والتنسيق مع دول التحالف لإسقاط الحوثيين، وأطلق البرلمان اليمني الذي يمثل حزب صالح أغلبية فيه مبادرة لوقف الحرب مراعاة للوضع الإنساني، وتؤكد على الحوار ووقف العمليات العسكرية وإشراف أممي على المنافذ البحرية والبرية والجوية في اليمن، وتتكون المبادرة من اربع نقاط ، تتصدرها دعوة جميع الأطراف لوقف الحرب وكافة الأعمال العسكرية، ورفع ما أسماه المجلس " الحصار" البري والبحري والجوي المفروض على اليمن.
أرسل تعليقك