عززت مصر وقطر من تقاربهما على مستويات عدة، عبر فعاليات احتفالية ومشاورات وزارية خلال اليومين الماضيين، في إشارة للمضي في مسار المصالحة التي شهدتها مدينة العلا السعودية، مطلع العام الماضي، عبر توقيع اتفاق لإنهاء الخلاف بين الرياض والقاهرة والمنامة وأبوظبي من جهة، والدوحة من جهة أخرى، وكان ذلك بعد نحو 4 سنوات من قطع العلاقات.
وشهد رئيس الوزراء المصري، مساء الخميس «احتفالية بمناسبة مرور 50 عاماً على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين مصر وقطر، حيث استقبله السفير سالم مبارك آل شافي، سفير قطر لدى مصر».
وشهدت الاحتفالية حضور عدد من الوزراء والمسؤولين، وسفراء عدد من الدول لدى مصر.
وألقى مدبولي كلمة، استهلها بـ«الإعراب عن سعادته بحضور هذه الاحتفالية بمناسبة مرور خمسين عاما على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية مصر العربية ودولة قطر الشقيقة، التي طالما جمع مصر بها وبشعبها الشقيق علاقات أخوة وتعاون على مختلف الأصعدة، حيث تتزامن هذه المناسبة مع الاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر الشقيقة» بحسب بيان مصري.
وأكد مدبولي أن العام الذي يوشك على الانتهاء «ذو خصوصية للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فقد شهد استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لشقيقه الشيخ، تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، في مصر خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي، ثم قيام الرئيس المصري بزيارة إلى دولة قطر في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي». منوهاً كذلك بزيارة لاحقة للسيسي إلى الدوحة للمشاركة في افتتاح بطولة كأس العالم في قطر.
وأشار مدبولي إلى أن «هذه الزيارات، وما واكبها من زيارات عديدة متبادلة للمسؤولين ورجال الأعمال من مصر وقطر، حملت إشارة واضحة لمتانة العلاقات بين البلدين، ومثلّت دليلاً عملياً واضحاً على عزم قيادتيهما على دفع تلك العلاقات قُدماً إلى آفاق جديدة، وعلى تنسيق الرؤى والمواقف من أجل تعزيز قدرات البلدين، والقدرات العربية عموماً، في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية القائمة».
كما لفت إلى أن «التحديات المتزايدة، وما تلقيه من أعباء، وما تحمله من تهديدات متنوعة وغير مسبوقة، تفرض على دولنا العربية تقديم أولويات التعاون وتنسيق القدرات وتوحيد الجهود، ونبذ الخلاف، والعمل بجد وهِمّة من أجل إعلاء قيم السلام والأمن والاستقرار، وفق قواعد الاحترام المتبادل، والسعي من أجل تحقيق التنمية ورخاء الشعوب والحرص على الإسهام الإنساني بمختلف صوره وأشكاله، حتى يمكننا الدفاع عن أمننا العربي المشترك، وتحقيق تطلعات الشعوب في احتلال مكانتها المُستحقة على الساحة الدولية».
كما دعا مدبولي إلى «جعل الاحتفال بمرور 50 عاماً مضت على العلاقات المتميزة بين البلدين، يقترنُ بالعزم الصادق على جعل القادم منها أكثر تميزاً، من خلال النهوض بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق جديدة، تتعزز فيها الاستثمارات المشتركة، والتجارة البينية والسياحة والتعاون في المشروعات الاستراتيجية وقطاعات النقل والخدمات المالية وغيرها من مجالات لدى البلدين فرص وإمكانات واعدة بها، وعلى النحو الذي يدعم قاطرة التنمية والتقدم فيهما».
وفي السياق، التقت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية على هامش زيارتها لقطر بعدد من الوزراء، كان أولها اللقاء بالشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس جهاز قطر للاستثمار ووزير الخارجية القطري.
وبحسب بيان مصري، فإنه تم خلال اللقاء «بحث عدد من ملفات التعاون المشترك ومتابعة عدد من الاتفاقات، التي وقعت خلال الفترة الماضية، كما التقت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية بالشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة، وخلال الاجتماع، تمت مناقشة إطلاق (منتدى قطر للاستثمار)، ومشاركة مصر بدور فعال في المنتدي وتعزيز التعاون بين المؤسسات الاستثمارية في البلدين، وعلي رأسها صندوق مصر السيادي»، كما عقدت الدكتورة هالة السعيد اجتماعا مع علي بن أحمد الكواري، وزير المالية.
واستعرضت السعيد ما قامت به مصر خلال السنوات الأخيرة من استثمارات كبيرة في البنية الأساسية التحتية جاذبة للاستثمار الخاص المحلي والأجنبي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك