بغداد – احمد العبيدي
أكد نوري المالكي ، نائب الرئيس العراقي ، أن استقلال إقليم كردستان عن العراق لا يمكن أن يتحقق واعتبر تطلعات الكورد في ذلك "ورقة ابتزاز" ، وقائلًا "إن مصالح الشعب الكوردي تتعرض إلى خطر ، لا اقبل أن تكون مصالح الكورد ورقة مساومة في سوق التبادل السياسي أو المماحكات السياسية هذا شأنهم إن أرادوا أن يقبلوا أو أن يرفضوا".
وينظر كثير من الكورد إلى المالكي بريبة ويتهمونه بأنه العقل المدبر في قطع حصة كردستان ولم يخف المالكي ميوله في العودة إلى رئاسة الوزراء مرة أخرى إذ سبق له أن شغل المنصب لفترتين امتدتا إلى ثمانية أعوام حافلة في الأزمات وانتهت بظهور داعش .
ويقول رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إنه سيعلن الاستقلال فورًا إن عاد المالكي مرة أخرى إلى السلطة وقال إنه "خان الكورد" ، كما قطعت حصة كردستان من الموازنة إبان فترة حكم المالكي.
المالكي ذكر خلال مقابلة تليفزيونية "أنا أريد مصلحة الشعب الكردي وأتعاون مع من اعتقد بأنهم الأقرب إلى مصلحة الكورد والعراق في المحصلة النهائية".
وعلى الرغم من الخلافات مع الكورد إلا أن المالكي لا يزال يتمتع بعلاقات جيدة مع أحزاب كوردية أخرى في السليمانية لاسيما الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير ، فيما يلقى الكثير من الأحزاب في كردستان والعراق باللائمة على سياسات المالكي والتي تقول إنها أدت إلى بروز "داعش" كما يُتهم بتهميش السنة والكورد وأحزاب شيعية وقمع المعارضين إلا أنه ينفي ذلك.
ويقول الزعماء الكورد إن الرجل الذي يقود ائتلاف دولة القانون أسهم في تدمير البلاد بسبب نهجه "الطائفي". وقال بارزاني انه لن يقبل البقاء عراق يحكمه المالكي.
وفي رده على سؤال بشأن استقلال كوردستان قال المالكي في المقابلة التي بثت مساء السبت "هذه ورقة دائما تطرح وهدفها الابتزاز.. الشعب الكوردي لا يقبل بالانفصال"مضيفا "الشعب الكوردي يريد حقوقا يريد امتيازات يريد خدمات يريد تحسين معيشة. أما لغة الانفصال فهي لغة سياسية بعيدة عن المنال".
ويقول منتقدون إن تجربة الحكم في عراق ما بعد إسقاط النظام السابق عام 2003 أقصت الكورد والسنة وجعلت دورهما هامشيا في البلاد.
يذكر ان المالكي تولى الحكم لثماني سنوات بعد إسقاط الرئيس الأسبق صدام حسين على يد تحالف دولي بقيادة واشنطن. وكانت فترة حكمه حافلة بعدم الاستقرار للفترة من عام 2006 حيث شهدت البلاد اقتتالا طائفيا قبل أن يسقط ثلثا الأراضي بقبضة داعش عام 2014.
أرسل تعليقك