البرلمان الموريتاني يدرس تعديلات دستورية تغير العلم وكلمات النشيد
آخر تحديث GMT14:41:46
 العرب اليوم -

البرلمان الموريتاني يدرس تعديلات دستورية تغير العلم وكلمات النشيد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - البرلمان الموريتاني يدرس تعديلات دستورية تغير العلم وكلمات النشيد

الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز
نواكشوط- الشيخ بكاي

ينتظر هذه الأيام أن تقدم الحكومة الموريتانية إلى البرلمان، من أجل الدراسة، تعديلات دستورية تلغي إحدى غرفتي البرلمان، وتغير كلمات النشيد الوطني، وألوان علم البلاد، وسط جدل سياسي ساخن، ورفض من قطاع عريض من الرأي العام.

واقترحت هذه التعديلات أخيرًا، بعد دعوة صدرت عن ثلاثة وزراء تحت قبة البرلمان، تحثّ على السماح للرئيس محمد ولد عبد العزيز بمأمورية ثالثة. وهو ما اعتبر دعوة صريحة إلى خرق الدستور الموريتاني، الذي يحدد للرئيس مأموريتين فقط، وتقول مادة "محصنة" فيه إنه يمنع تغيير المواد الخاصة بتحديد المأمورية عبر الاستفتاء أو أي طريقة أخرى. وهذا ربما ما كان له دوره في الرفض، الذي وجهت به التعديلات المقترحة في أوساط المعارضة وقطاع واسع من النخبة المثقفة.

وعلى الرغم من أن الرئيس - الذي تنتهي فترته بعد  نحو العامين، أعلن مرات أنه لا يريد مأمورية ثالثة، ولا يسعى إلى تغيير المواد الخاصة بالمأمورية، فإن مخاوف ظلت موجودة لدى البعض من أن يتم "التحايل على الدستور". واستجابت أحزاب معارضة للدخول مع السلطات في حوار مباشر بشأن هذه التعديلات، ووافقت عليها، وقاطع الحوار "المنتدى الوطني للديمقراطية" الذي يضم أحزابًا وازنة، و"تكتل القوى الديمقراطية" الذي يقوده أحمد ولد داداه وهو حزب المعارضة الرئيسي.

وقبل أيام تراجعت السلطة عن تمرير التعديلات عبر استفتاء شعبي، كما كان متفقًا عليه مع "الأحزاب المُحاوِرة"، ما قاد إلى رفض أبرز هذه الأحزاب، لما وصفته بـ"النكوص عن ما اتفق عليه". وتمنح القوانين الرئيس الموريتاني حق إجراء التعديلات عبر الاستفتاء الشعبي أو عبر غرفتي البرلمان مجتمعتين.

وكشفت السلطة أن التكلفة المالية للاستفتاء الشعبي كبيرة، فيما لا يكلف تمرير التعديلات عبر البرلمان الخزينة العامة أموالً، لكن الأحزاب "المُحاوِرة" تقول إن قوة الاستفتاء لا تقارن ببرلمان تسيطر السلطة على الغالبية فيه. ولم يعرف بعد ماذا سيكون قرار الرئيس عزيز، لكن البرلمان سيستعرض النصوص ويرفعها إلى الرئاسة في انتظار أن يقرر الاستفتاء أو اللجوء إلى البرلمان.

ويختلف الموريتانيون بشأن هذه التعديلات من نواح عدة، فإلغاء "مجلس الشيوخ" وهو الغرفة العليا في البرلمان، لم يجد معارضين إلا في أوساط المجلس نفسه، لكن الرفض لدى البعض جاء لِمَا ذكر الرئيس أنه سيحل محل الشيوخ وهو "المجالس الإقليمية".

وفي حين ترى السلطة أن تشكيل هذه المجالس يشجع اللامركزية التنموية، ويشرك المواطنين أكثر في إدارة شؤونهم، يرى الرافضون أن من شأن ذلك فتح باب التفكيك في بلد به أقلية عرقية يرفع متطرفوها الانفصال أحيانا، وبه قبائل قد تفتح المجالس باب الصراعات بينها. أما تغيير ألوان العلم والنشيد فيختلط في الجدل حوله السياسي بالرومانسي.

ويقول معارضو التغيير إن جرأة السلطة على تغيير الرموز أمر مرفوض، وأكد سياسي في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن هذا يعرض دستور البلاد، لأن يكون لعبة يغيرها الحاكم كما يريد". وفي الواقع وخارج التعلق الرومانسي بكلمات وألوان عرفها الناس منذ استقلال البلد، تنطلق معركة "الرموز" من خلفية خاصة ذات صلة بالتاريخ. فقد انغمس الرئيس الموريتاني قبل شهور في موضوع "المقاومة" الموريتانية للاستعمار الفرنسي، مطالبًا بإعادة كتابة تاريخها.

وأضاف في تصريح في مدينة الرشيد التي كان يزورها، وهي من بين مدن هدمها الفرنسيون على رؤوس أهلها، أنه ينبغي تصويب التشويه الذي لحق بتاريخ البلد بأيدي الفرنسيين، الذين هم من كتب هذا التاريخ. وقال "لقد كتب الاستعمار الفرنسي والمقتنعون بروايته تاريخنا، وشوه المقاومين، وعلينا إعادة الاعتبار للذين شوهوا ونعيد الاعتبار للذين ضحوا من أجل البلد واستقلاله".

ويريد الرئيس عزيز تغيير كلمات النشيد الوطني، لتكون بها إشادة بالمقاومة. وكلمات النشيد الحالي دينية، "كن للإله ناصرا..."، ويعارض البعض تغيير الصبغة الدينية للنشيد. وينطبق على العلم الوطني أيضا الأمر نفسه، ويتوقع أن تكون في ألوانه المقترحة إحالة باللون إلى "دماء الشهداء".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البرلمان الموريتاني يدرس تعديلات دستورية تغير العلم وكلمات النشيد البرلمان الموريتاني يدرس تعديلات دستورية تغير العلم وكلمات النشيد



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا
 العرب اليوم - وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab