بحث ألكسندر لافرينييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سورية، ونائب زير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، مع الرئيس بشار الأسد في دمشق، تسريع تشكيل اللجنة الدستورية السورية.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية بأن الأسد بحث مع الوفد الروسي في «الجهود المتواصلة لإحراز تقدم على المسار السياسي، وخصوصاً ما يتعلق بتشكيل لجنة مناقشة الدستور وآليات وإجراءات عملها، والمراحل المهمة التي وصلت إليها؛ حيث كان هناك اتفاق حول مواصلة العمل والتنسيق المكثف من قبل الجانبين حول الخطوات التالية، وصولاً إلى تحقيق النتائج المرجوة في هذا الإطار، وعدم السماح للدول التي تحاول إطالة أمد الحرب الإرهابية على سوريا بوضع العراقيل أمام هذه العملية».
كما تناول اللقاء، بحسب «سانا»، مستجدات الحرب، و«الهجمات الإرهابية الأخيرة التي انطلقت من إدلب ضد المناطق الآمنة المحيطة بها. وأكد الجانب الروسي دعمه للجيش في رده على هذه الهجمات وعلى أي استفزازات تقوم بها المجموعات الإرهابية المتمركزة في إدلب، مجدداً موقف موسكو المؤيد لحق سورية في الدفاع عن مواطنيها، والحفاظ على سلامة أراضيها وتطهيرها بشكل كامل من الإرهاب».
وكان لافرينييف قد أجرى محادثات في أنقرة. وأشارت مصادر إلى أن موسكو تتوقع الإعلان بشكل رسمي عن تشكيل اللجنة الدستورية قبل حلول نهاية الشهر، كون النقاشات حول آليات عملها ستكون ضمن محاور البحث في جولة آستانة. كما لفتت إلى أن الاجتماع الأول للجنة قد يُعقد في سبتمبر (أيلول) المقبل، من دون إشارات إلى مكان انعقاده، علماً بأن الأمم المتحدة تؤكد ضرورة أن ينعقد في جنيف برعاية أممية، بينما يصر النظام على عقد الاجتماع في دمشق، ويتحفظ على الرعاية الدولية الكاملة.
أقرأ أيضا واشنطن وموسكو تجريان محادثات حول "مسار محتمل" لإنهاء عزلة سورية الدولية
وكانت دمشق قد أعلنت للمرة الأولى عن إحراز «تقدم كبير» نحو تشكيل لجنة دستورية تعمل الأمم المتحدة على تأليفها، وفق ما أفادت به وزارة الخارجية، إثر محادثات بين وزير الخارجية وليد المعلم والمبعوث الأممي غير بيدرسن.
وأفادت الخارجية في بيان نشرته على صفحتها بموقع «فيسبوك» إثر اللقاء، بـ«تحقيق تقدم كبير والاقتراب من إنجاز اتفاق لجنة مناقشة الدستور».
وشددت دمشق على أن «العملية الدستورية هي شأن سوري، وهي ملك للسوريين وحدهم، والشعب السوري هو وحده من تحق له قيادة هذه العملية وتقرير مستقبله دون أي تدخل خارجي، ووفقاً لمصالحه».
وأكد الجانبان، وفق البيان: «أهمية التنسيق المستمر لضمان نجاح مهمة المبعوث الخاص في تيسير الحوار السوري – السوري، وتسهيل عمل لجنة مناقشة الدستور».
من جهته، أشار بيدرسن في تغريدة على «تويتر»، مساء الأربعاء، إلى تحقيق «تقدم جيد»، عادّاً أن الطرفين باتا «أقرب إلى التوصل إلى اتفاق حول تشكيل لجنة دستورية».
وتابع الدبلوماسي النرويجي: «أعرب عن السرور إزاء فرص إجراء محادثات قريبة مع لجنة المفاوضات السورية» التي تضم ممثلين عن مجموعات المعارضة السورية.
وكان بيدرسن قد أكد في 1 مايو (أيار) الماضي أمام مجلس الأمن الدولي قُرب التوصّل لاتفاق على تشكيل اللجنة الدستورية، التي يرى فيها مدخلاً لعملية سياسية تنهي النزاع المستمر في البلاد منذ عام 2011.
وبحسب خطة الأمم المتحدة، يجب أن تضم اللجنة الدستورية 150 عضواً: 50 منهم يختارهم النظام، و50 تختارهم المعارضة، و50 يختارهم المبعوث الخاص للأمم المتحدة بهدف الأخذ في الاعتبار آراء خبراء وممثلين للمجتمع المدني.
ولم يتم الاتفاق بعد على الأسماء في اللائحة الثالثة التي تثير خلافات بين دمشق والأمم المتحدة، إلا أن الأخيرة تقول إنّه يتعيّن تغيير 6 أسماء فقط على هذه اللائحة.
وتطالب المعارضة السورية بوضع دستور جديد للبلاد، في حين ترغب الحكومة السورية بمناقشة الدستور القائم وإجراء تعديلات عليه. ويواجه بيدرسن، الدبلوماسي المخضرم، مهمة صعبة تتمثل في إحياء المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السوريتين في الأمم المتحدة، بعدما اصطدمت كل الجولات السابقة بمطالب متناقضة من طرفي النزاع.
وتأتي زيارة بيدرسن لدمشق بعد 4 أيام من لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو؛ حيث بحثا ضرورة التقدم نحو تشكيل اللجنة. وبينما كانت موسكو قد توقعت في نهاية الشهر الماضي قرب حدوث «اختراق» في ملف اللجنة الدستورية، عدّت واشنطن أن «الوقت حان» ليتخلى بيدرسن عنها، وقال نائب سفيرها لدى الأمم المتحدة جوناثان كوهين: «حان الوقت لكي ندرك أنّ هذا الملفّ لم يتقدّم، وأنّه لا يزال بعيد المنال؛ لأنّ هذا هو ما يريده النظام».
قد يهمك أيضا
واشنطن تُكشر عن أنيابها لنظام الأسد وتتوعد بـ"رد سريع" بعد الهجوم الكيماوي
بشار الأسد يفتتح مركز الشام الإسلامي لمواجهة التطرف
أرسل تعليقك