تتابع مصر عن كثب تطورات الأوضاع في سوريا، وفي هذا السياق كثفت القاهرة اتصالاتها مع أطراف إقليمية ودولية، وأجرى وزير الخارجية، الدكتور بدر عبد العاطي، محادثات هاتفية مع نظرائه في تركيا وإيران والإمارات وسوريا، إضافة إلى الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي.
وجاءت اتصالات القاهرة بناء على توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، الذي أشار إلى أن عبد العاطي أجرى سلسلة من الاتصالات الهاتفية، مساء الأربعاء، مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، والسوري بسام صباغ، والإيراني عباس عراقجي، والإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، «تناولت التطورات المتسارعة في سوريا».
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية: إن «عبد العاطي ناقش مع نظرائه المستجدات الميدانية في شمال سوريا، والتداعيات الخطيرة لهذه التطورات على أمن واستقرار المنطقة»، مشيراً إلى أنه «شدد على موقف مصر الثابت والداعم للدولة السورية وأهمية احترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، مع التأكيد على الأهمية البالغة لحماية المدنيين».
وأكد وزير الخارجية المصري «ضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لوقف التصعيد والعمل على تهدئة الموقف حتى لا تنفلت الأوضاع بما يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي»، مجدداً «رفض القاهرة الكامل لإثارة النعرات الطائفية أو المساس بسيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها».
وبحسب متحدث «الخارجية المصرية»، الخميس، فإن هذه الاتصالات «تأتي في سياق متابعة القاهرة الحثيثة للتطورات في سوريا مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة»، لافتاً إلى أن «عبد العاطي تبادل الرؤى، في وقت سابق، مع نظرائه الأميركي أنتوني بلينكن، والروسي سيرغي لافروف، إزاء سبل وقف التصعيد في سوريا واستعادة الأمن والاستقرار».
في سياق متصل أجرى وزير الخارجية المصري اتصالاً هاتفياً، الخميس، مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، «تناول التنسيق الوثيق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والمستجدات في سوريا»، حيث شدد عبد العاطي على موقف مصر الثابت والداعم للدولة السورية.
وكانت القاهرة قد أعربت عن «قلقها» إزاء تطورات الأحداث في مدينتي إدلب وحلب، مؤكدة في إفادة رسمية، السبت الماضي، دعمها مؤسسات الدولة السورية وأهمية دورها في «مكافحة الإرهاب».
وعلى مدى الأيام الماضية، شنت فصائل مسلحة في شمال غربي سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» هجوماً عسكرياً سيطرت خلاله على مناطق واسعة في محافظتي حلب وإدلب.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) فإن عراقجي أطلع وزير الخارجية المصري خلال الاتصال على نتائج المحادثات التي أجراها مع المسؤولين السوريين والأتراك خلال زيارتيه الأخيرتين لكل من دمشق وأنقرة.
وحذَّر عراقجي من أن نشاط الفصائل المسلحة في سوريا وانتشارها في المنطقة «يشكلان خطراً جاداً على السلام والاستقرار والأمن في المنطقة»، مشدداً على ضرورة مواصلة الجهود والمشاورات الدبلوماسية بين الأطراف الفاعلة بالمنطقة للتصدي لهذا الخطر.
قد يهمك أيضــــاً:
وزير الخارجية المصري يؤكد أن مصر لن تدخر جهدا في دعم السودان خلال محنته الحالية
عبد العاطي يؤكد لبلينكن على ضرورة احترام السيادة السورية ودعم مؤسساتها الوطنية وأهمية حماية المدنيين
أرسل تعليقك