دمشق - جورج الشامي
جدد بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم رفض الجلوس إلى طاولة واحدة مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بزعامة أحمد الجربا، الذي يعتبره الغرب الممثل الشرعي للشعب السوري، مهددًا بذلك بتقويض انعقاد مؤتمر السلام "جنيف2"، المزمع انعقاده أواسط تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، في حين تباينت المواقف داخل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سورية، بشأن المشاركة في هذا المؤتمر.
وأكد الأسد، الأحد، تمسكه بعدم التحاور مع الائتلاف، وقال، في مقابلة مع تلفزيون "راي نيوز 24" الإيطالي، "لا نستطيع التحدث إلى منظمات تابعة لـ(القاعدة) أو إلى إرهابيين، لا نستطيع التفاوض مع أشخاص يطلبون التدخل العسكري في سورية"، كاشفًا عن أنه "لم يتخذ قراره بعد بشأن الترشح للانتخابات الرئاسية، المقررة العام المقبل"، وأكد "رفضه مشاركة كل أطياف المعارضة المسلحة في مؤتمر جنيف 2"، وأضاف أنه "إذا شعر بأن الشعب السوري يريده أن يترشح للانتخابات الرئاسية فإنه سيترشح، وإذا شعر بأنه لا يرغب بذلك فلن يفعل".
ورأى الأسد أن "التقارب الأميركي الإيراني، الذي تجلى هذا الأسبوع، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، سيكون له أثر إيجابي على الأزمة السورية"، موضحًا أن "إيران حليف لسورية، ونحن نثق بالإيرانيين، والإيرانيون كالسوريين لا يثقون بالأميركيين".
وبشأن دور محتمل لدول أوروبية في لقاء "جنيف 2" المقبل، قال الرئيس السوري أن "معظم البلدان الأوروبية ليست قادرة على القيام بهذا الدور، لأن تلك البلدان تبنت الممارسة الأميركية"، مشيرًا إلى أن "مشاركته الشخصية في لقاء جنيف 2 تعتمد على إطار المؤتمر، الذي لا يزال غير واضح حتى الآن"، لافتًا إلى أن "حكومته لا تستطيع التفاوض مع أشخاص يطلبون التدخّل الخارجي، والتدخل العسكري في سورية"، رافضًا بذلك مشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سورية، دون أن يسميه.
وكشف الأسد عن أن "أي شيء سيتم الاتفاق عليه في أي اجتماع بشأن مستقبل سورية سيعرض على استفتاء، للحصول على موافقة الشعب السوري".
من جانبه، قال المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي أنه "لا يعود للنظام السوري تحديد الطرف الذي سيحاوره في جنيف2"، معتبرًا تصريحات المعلم، بشأن رفض الحوار مع "الائتلاف"، وإنهاء الأسد لولايته الرئاسية (منتصف العام المقبل)، بمثابة "نعي مبكر لمؤتمر جنيف قبل انعقاده".
فيما لفت ممثل الائتلاف الوطني السوري المعارض في تركيا خالد خوجة إلى أن "الائتلاف لم يقرر بعد المشاركة في مؤتمر جنيف 2"، موضحًا أن "قرار المشاركة من عدمها تتخذه الهيئة العامة للائتلاف"، موضحًا أن "مشاركة الائتلاف في المؤتمر، الذي تدعو إليه دول غربية، مرهونة بأن يكون الهدف الرئيسي منه نقلاً كاملاً للسلطة، من النظام القائم إلى المعارضة".
وتوقع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن "يعقد مؤتمر جنيف الثاني، أواسط تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، الذي تريده الولايات المتحدة وروسيا، تكملة لمؤتمر جنيف الأول، الذي انعقد في حزيران/ يونيو 2012"، لكن ممثل الائتلاف الوطني السوري لدى تركيا استبعد أن يعقد في هذا التاريخ.
وكان عضو الائتلاف كمال اللبواني قد أكد أن "حديث رئيس الائتلاف أحمد الجربا عن حضور مؤتمر جنيف 2 هو موقف شخصي منه، بسبب ضغوط دولية عديدة"، معتبرًا أنه يتعارض مع اتفاق تأسيس الائتلاف".
وأضاف اللبواني أن "اتفاق الائتلاف، الذي وصفه بأنه لم يعد سيد نفسه، تنص على عدم الدخول في أي حل سياسي قبل رحيل نظام الأسد"، مشيرًا إلى أن "قرار الجربا بالتوجه إلى جنيف يتطلب تعديل اتفاق الائتلاف".
ورأى اللبواني أنه "لا توجد ضمانات لتحقيق أهداف الثورة في الوقت الراهن"، معتبرًا أن "الشروط القائمة مخزية، في ضوء وجود اتفاق إيراني روسي أميركي إسرائيلي على إيجاد حل سياسي مهين وتقسيم سورية".
وبينما عقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اجتماعًا مع الجربا، في إطار المساعي لعقد مؤتمر "جنيف"، قال الصافي أن "رئيس الائتلاف تحدث (خلال اللقاء) عن غطاء عربي، بمعنى أن الائتلاف سيتحرك انطلاقًا من اعتراف جامعة الدول العربية به، ممثلاً شرعيًا للشعب السوري، وحصوله على مقعد فيها، أي أنه يريد أن يتحرك ضمن المجموعة العربية".
أرسل تعليقك