الرباط ـ عمار شيخي
عاتب العاهل المغربي، الملك محمد السادس، احزاب الأغلبية والمعارضة في المغرب، وقال، صباح السبت، في خطاب موجه الى الشعب، بمناسبة عيد العرش: "أقول للجميع، أغلبية ومعارضة، كفى ركوبًا على الوطن، لتصفية حسابات شخصية، أو لتحقيق أغراض حزبية ضيقة". ودعا الملك محمد السادس الناخبين كافة إلى ضرورة تحكيم ضمائرهم، واستحضار مصلحة الوطن والمواطنين، خلال عملية التصويت في الانتخابات التشريعية المقبلة.
وأضاف الملك: "أوجه النداء لكل الناخبين، بضرورة تحكيم ضمائرهم، واستحضار مصلحة الوطن والمواطنين خلال عملية التصويت، بعيدًا عن أي اعتبارات أخرى". كما دعا الأحزاب لتقديم مرشحين تتوفر فيهم شروط الكفاءة والنزاهة، وروح المسؤولية، والحرص على خدمة المواطن.
كما شدد الملك على أن أحزاب الأغلبية مطالبة بالدفاع عن حصيلة عملها، خلال ممارستها للسلطة، في حين يجب على أحزاب المعارضة تقديم النقد البناء، واقتراح البدائل المعقولة، في إطار تنافس مسؤول، من أجل إيجاد حلول ملموسة للقضايا والمشاكل الحقيقية للمواطنين، وقال: "بصفتي الساهر على احترام الدستور، وحسن سير المؤسسات، وعلى صيانة الاختيار الديمقراطي، فإنني لا أشارك في أي انتخاب، ولا أنتمي لأي حزب، فأنا ملك لجميع المغاربة، مرشحين وناخبين، وكذلك الذين لا يصوتون، كما أنني ملك لكل الهيئات السياسية، دون تمييز أو استثناء، وكما قلت في خطاب سابق فالحزب الوحيد الذي أعتز بالانتماء إليه، هو المغرب"، مضيفًا: "لقد تمكنا، خلال السبعة عشرة سنة الماضية، من إنجاز إصلاحات سياسية واقتصادية عميقة، ومشاريع للتنمية البشرية، غيرت وجه المغرب".
وأضاف الملك بالقول: "إن شخص الملك يحظى بمكانة خاصة في نظامنا السياسي، وعلى جميع الفاعلين، مرشحين وأحزاب، تفادي استخدامه في أي صراعات انتخابية أو حزبية، فنحن أمام مناسبة فاصلة، لإعادة الأمور إلى نصابها، من مرحلة كانت فيها الأحزاب تجعل من الانتخاب آلية للوصول لممارسة السلطة، إلى مرحلة تكون فيها الكلمة للمواطن، الذي عليه أن يتحمل مسؤوليته في اختيار ومحاسبة المنتخبين". واعتبر أن المواطن هو العامل الأهم في العملية الانتخابية، وليس الأحزاب والمرشحين، وأنه مصدر السلطات، التي يفوضها لهم، وله أيضا سلطة محاسبتهم أو تغييرهم، بناء على ما قدموه خلال مدة توليهم للمسؤولية".
أرسل تعليقك