واشنطن ـ يوسف مكي
أرسلت الولايات المتحدة قبيل بدء القمة الخليجية الأميركية المقررة في الرياض في 23 من الشهر الجاري، قاذفات «بي- 52» إلى قاعدة العديد الجوية في قطر؛ لتنضم إلى المعركة ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية، وهذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها واشنطن هذه القاذفات في الشرق الأوسط منذ نحو 25 عاما حين انتهت حرب الخليج في 1991.
وانطلقت القاذفات الأميركية من عدد من القواعد الجوية بينها قاعدة «فيرفورد» الجوية البريطانية وقاعدة «براكسديل» الأميركية في ولاية لويزيانا؛ لتحط في قاعدة العديد في قطر. وقالت القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية إن المرة السابقة التي أرسلت فيها هذه القاذفات كانت في أيار/ مايو 2006 في إطار حرب أفغانستان، ثم خلال تدريبات عسكرية قادتها الولايات المتحدة في الأردن في أيار/ مايو الماضي.
وأعلن قائد القيادة المركزية للقوات الجوية الجنرال تشارلز براون ، أن إرسال قاذفات «بي- 52» يؤكد «عزمنا على مواصلة الضغط على تنظيم داعش، والدفاع عن المنطقة خلال أي طارئ قد يحدث في المستقبل». وقال المتحدث باسم القيادة المركزية كريس كارنس إنه لا يستطيع أن يحدد عدد القاذفات التي ستنشر في قاعدة العديد الجوية "لأسباب أمنية تشغيلية".
جاء قرار واشنطن بإرسال القاذفات طويلة المدى إلى قاعدة العديد في وقت تصعّد القوات الأميركية معركتها ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية. وقال براون إن القاذفات يمكنها حمل أسلحة موجهة وتنفيذ عدد متنوع من المهام، منها الهجمات الاستراتيجية والدعم الجوي واعتراض الطائرات والعمليات البحرية.
ومن المقرر أن يبدأ الرئيس باراك أوباما زيارة إلى السعودية في 21 من الشهر الجاري ضمن جولة خارجية تشمل أيضا بريطانيا وألمانيا. وأوضح البيت الأبيض أن أوباما سيعقد قمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي يستضيفها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وأشار إلى أن القمة ستكون فرصة للزعماء للبحث في تقدم التعاون الأمني بين الولايات المتحدة ودول المجلس منذ القمة التي استضافتها أميركا في كامب ديفيد العام الماضي. وأوضح المسؤولون الأميركيون أن القمة تمثل أيضا فرصة للمنافشة حول تكثيف جهود مواجهة تنظيم «داعش» والصراعات الإقليمية بهدف تقليل حدة التوتر في المنطقة.
وكان البيت الأبيض قال أمس إن أوباما سيجتمع مع مجلس الأمن القومي الأسبوع المقبل في مقر وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) للبحث في الحرب ضد «داعش». ويأتي الاجتماع الذي سيعقد الأربعاء المقبل في ما تبحث الإدارة الأميركية خطة زيادة عدد أفراد القوات الخاصة التي تنشر في سورية لتعزيز المكاسب التي تحققت في الفترة الأخيرة على حساب التنظيم.
وسبق لرئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، القول إنه يعكف على بحث خيارات لتقديمها إلى أوباما بغرض زيادة القوات الأميركية في العراق لتعزيز جهود القوات العراقية التي تستعد لشن هجوم واسع على تنظيم «داعش» في الموصل.
وعقد أوباما اجتماعات مماثلة في وزارتي الدفاع (بنتاغون) والخارجية لبحث المعركة ضد التنظيم.
أرسل تعليقك