تونس ـ أزهار الجربوعي
أكد مصدر أمني تونسي لـ "العرب اليوم" أن السلطات الأمنية تراقب عن كثب الوضع الميداني في البلاد، عقب ورود معلومات تفيد بداية تشكل مجموعة "بلاك بلوك"، أو ما يعرف بالكتلة السوداء، وانتقالها من مصر إلى تونس.
وبدأت أجهزة الأمن التونسي تحرياتها بشأن مجموعة "بلاك بلوك" بعد أن باشرت التحقيق مع أحد العناصر المشتبه في انتمائه لهذا التنظيم، يأتي ذلك فيما ظهرت مجموعات افتراضية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ترفع شعار إسقاط حكومة "الترويكا" التي تتزعمها حركة "النهضة" الإسلامية، وتطلق على نفسها لقب "حركة القناع الأسود، فريق بلاك بلوك في تونس".
وكانت مجموعة "البلاك بلوك"، أو الكتلة السوداء، قد ظهرت في ثمانينات القرن الماضي خلال احتجاجات حركات الاستقلال الذاتي الأوروبية ضد عمليات إخلاء وضع اليد، وسياسات الطاقة النووية وفرض قيود على الإجهاض وغيرها من القضايا، كما اكتسبت الكتل السوداء اهتمامًا أوسع من وسائل الإعلام العالمية، لتتجاوز حدود القارة الأوربية خلال المظاهرات المناهضة لمنظمة التجارة العالمية العام 1999.
واعتمد تنظيم "بلاك بلوك" تكتيكًا خاصًا في المظاهرات والمسيرات يرتدي فيه أفراده الملابس السوداء والأوشحة والنظارات والأقنعة وخوذات الدراجات النارية المبطنة، أو غيرها من الأشياء التى تخفي هوية صاحبها.
وتتخذ مجموعة "بلاك بلوك"، تدابير هجومية مثل قتال الشوارع وتخريب ممتلكات الشركات، وأعمال الشغب، والتظاهر من دون تصريح، ولكنها تتكون بشكل رئيسي من تكتيكات للدفاع مثل تضليل السلطات، والمساعدة في تهريب الأشخاص الذين يتم القبض عليهم من قبل الشرطة.
ويشار إلى أن الأهداف التي تهاجمها الكتل السوداء، تتخذ بعدًا رمزيًا، وتشمل أماكن عامة على غرار البنوك، والمباني الحكومية، ومنافذ للشركات المتعددة الجنسيات، ومحطات البنزين، وكاميرات فيديو المراقبة.
وقد شغلت الـ "بلاك بلوك" الرأي العام المصري والعربي عقب ظهورها على الساحة المصرية، كتكتيك لمعارضة "الإخوان المسلمين"، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى تورطهم في مهاجمة مقرات حزب "الحرية والعدالة" الحاكم، إلى جانب شل حركة المرور وخطوط المترو في أكثر من 8 مدن مصرية.
كما أعلنت النيابة العامة المصرية أنها تجري تحقيقات موسعة في شأن ضبط متهمين بالانتماء لتنظيم "بلاك بلوك" داخل أحد العقارات المطلة على ميدان التحرير، وفي حوزته "مخطط يستهدف شركات البترول والمواقع الحيوية للبلاد، مصنفة التنظيم في بوتقة الجماعات الإرهابية المنظمة.
أرسل تعليقك