الجزائر ـ ليلى بلحاج
أعلن حزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم في الجزائر، عن تنظيم لقاء تشاوري غير مسبوق، يجمع قياداته مع قادة "حركة مجتمع السلم" (الإخوان) بزعامة عبدالرزاق مقري، والتي تبنت خطًا معارضًا للسلطة في الأعوام الثلاثة الأخيرة.
وفاجأ هذا الإعلان مراقبين كثرًا، نظرًا للغموض المحيط بهذا التقارب المفاجئ، إذ لم يعد شكل المشاورات التي تجري بين الأحزاب الجزائرية واضحًا، لاسميا بعد اللقاءات التي أجراها حزب المعارضة التقليدي "جبهة القوى الاشتراكية" مع أحزاب في السلطة والمعارضة، والاجتماعات الثنائية التي يقودها حزب الغالبية.
وأثار هذا الوضع سجالًا سياسيًا بين أطراف تدّعي أن لا علم لها أصلًا بلقاءات مفترضة، حيث نفى رئيس "حركة مجتمع السلم" عبد الرزاق مقري، الخميس، علمه بلقاء مفترض لحركته مع الأمين العام لـ"جبهة التحرير الوطني" عمار سعداني، على الرغم من أنَّ حزب الغالبية أرسل دعوات، لتغطية اللقاء، السبت في مقر الجبهة.
وتفجّر خلاف داخل "حركة مجتمع السلم" نفسها، إذ هاجم رئيسها مقري، سلفه أبو جرة سلطاني، بسبب لقاء الأخير مع قادة "جبهة القوى الاشتراكية"، وكتب في حسابه الرسمي على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، "طالعتنا وسائل الإعلام بانتقال السيدين أبو جرة سلطاني وعبد الرحمن سعيدي (رئيس مجلس الشورى السابق) إلى مقر جبهة القوى الاشتراكية تجاوبًا مع مبادرتها السياسية".
وأضاف "بعد أن تأكدنا من صحة الخبر، نفيد الرأي العام بأن المعنيَين قاما بهذه الخطوة دون استشارتنا، ولم يُتخذ أي قرار في مؤسسات الحركة بهذا الشأن، وأن عملهما لا يمثل الحركة من قريب أو من بعيد، ولا علاقة له بقرارات المؤسسات، وأن مؤسسات الحركة ستنظر في الموضوع".
وتفاجأ سلطاني ببيان مقري، واعتبر، في تصريح صحافي أنه "بيان مؤسف لأن الذي أعرفه أن الحركة لا تدار عبر فيسبوك وتويتر".
إلى ذلك، نشب خلاف بين "جبهة القوى الاشتراكية" وحزب "العدالة والتنمية" الإسلامي المعارض بزعامة عبد الله جاب الله، بسبب وضع الأخير شروطًا على الجبهة الاشتراكية قبل أي لقاء.
وأبدى جاب الله موافقة مبدئية على اللقاء لكنه وضع عراقيلاً أمام أي مسعى للاشتراكيين للحديث عن مبادرة الإجماع الوطني، فيما لم يمانع من عرض الوضع السياسي العام على طاولة النقاش، ما دفع هؤلاء لإلغاء اللقاء.
وفي سياق آخر، أعلن وزير الصحة الجزائري عبد المالك بوضياف، الخميس، أنَّ كل جرحى اصطدام قطارين في الضاحية الشرقية للعاصمة، الأربعاء، غادروا المستشفى إلا 5 فقط، بينهم 2 في حالة خطرة.
من جهة أخرى، أعلنت قيادة الدرك الجزائري أنها ستعزز الأمن على حدودها مع المغرب للتصدي للتهريب والهجرة غير الشرعية.
وأضافت، أنَّ وحدات حرس الحدود عكفت على تشديد تدابير الحراسة والمراقبة بالاعتماد على الدوريات الراجلة والآلية والطلعات الجوية بواسطة الحوامات (الهليكوبتر).
يذكر أنَّ الحدود الطويلة، والمغلقة رسميًا منذ عقدين بين الجزائر والمغرب، تعتبر مكانًا لتهريب المخدرات والنفط.
أرسل تعليقك