السويد تعطي أولوية لحقوق الانسان على مصالحها في علاقتها مع السعودية
آخر تحديث GMT15:04:23
 العرب اليوم -

السويد تعطي أولوية لحقوق الانسان على مصالحها في علاقتها مع السعودية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السويد تعطي أولوية لحقوق الانسان على مصالحها في علاقتها مع السعودية

وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم خلال مقابلة صحفية في ستوكهولم
ستوكهولم - العرب اليوم

اعطت الحكومة السويدية اليسارية اولوية لمبادئها في مجال حقوق الانسان من خلال وقف تعاونها العسكري مع السعودية التي تعد من اهم الشركاء الاستراتيجيين للدول الغربية في الشرق الاوسط.

وكانت ستوكهولم اعلنت الثلاثاء انها لن تجدد اتفاقية وقعت عليها عام 2005 للتعاون العسكري مع السعودية، ما سمح حينها لشركة ساب ببيع رادارات للمملكة.

وليس من المرجح ان تحذو اي دولة غربية اخرى حذو السويد ازاء السعودية التي تعتبرها هذه الدول نظاما مستقرا وموثوقا وسط منطقة تعمها الفوضى.

وافادت الحكومة السويدية ان السعودية عبرت عن استيائها من القرار السويدي من خلال استدعاء سفيرها لدى ستوكهولم. 

وقال سعود السرحان المحلل في مركز الملك فيصل للابحاث والدراسات الاسلامية لوكالة فرانس برس ان المراقبين في السعودية نظروا الى القرار السويدي على انه تحرك يعكس "الانقسامات داخل الحكومة السويدية اكثر من العلاقات الدولية".

ولم يدل رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوففن الذي يزور اوكرانيا باي تفسير لقرار حكومته.

وقال رئيس الوزراء للصحافيين في كييف "انها مسألة خطيرة ويجب التعامل معها بجدية".

اما وزير الدفاع بيتر هولتكفيست فاعتبر ان وقف التعاون العسكري فرض نفسه لانه "لا تنبثق عنه اي نشاطات من جهة، ومن جهة اخرى لانه لا يحظى بالدعم" داخل الائتلاف الحكومي.

الا ان زميلته وزيرة الخارجية مارغوت فالستروم غردت عبر تويتر في وقت متأخر الثلاثاء انها "فخورة بالوضوح ازاء الديموقراطية وحقوق الانسان".

وقال المحلل السياسي والباحث في جامعة غوتنبرغ ثورد يانسن لوكالة فرانس برس "ان هذا القرار لم يكن مفاجئا في الواقع بعد الجدل المحموم الذي شهدناه. ما يفاجئني في الواقع هو ان تكون هذه الاتفاقية قد وقعت في الاساس قبل عشر سنوات في وقت كانت المملكة تبدو الى حد ما كبلد عادي".

وما ان وصل الائتلاف اليساري الاخضر الى السلطة في تشرين الاول/اكتوبر، حتى بدأ باتباع دبلوماسية جريئة تتعارض تماما مع الطابع الحذر لدبلوماسية يمين الوسط الذي كان حاكما وكان يركز كثيرا على العلاقات الجيدة مع الشركاء الاوروبيين الغربيين الاساسيين، لاسيما المانيا وبريطانيا.

وسرعان ما اعترفت السويد بالدولة الفلسطينية، وهو قرار اثار غضب اسرائيل التي استدعت سفيرها لدى ستوكهولم طوال شهر.

 وتؤكد وزيرة الخارجية فالستروم انها تتبنى "سياسة خارجية مؤيدة لحقوق المرأة" دون الاشارة بشكل مباشر الى وضع المراة في السعودية.

الا ان فالستروم اثارت حفيظة السعودية عندما نددت ب"الاساليب التي تعود الى القرون الوسطى" في اطار توصيفها للحكم بالجلد الصادر على المدون رائف بدوي بتهمة الاساءة للاسلام، وبالتالي لم تتمكن من القاء كلمة امام الجامعة العربية الاثنين في القاهرة.

وقال ثورد يانسن "من الصعب جدا بالنسبة للسويديين ان يقبلوا فكرة ان المواطنين السعوديين يدعمون النظام السياسي والقضائي، لاسيما قطع يد السارق والحكم على النساء بسبب علاقات خارج الزواج، والجلد وغيرها من الامور".

واضاف "بالتالي فان الحكومة لا تريد ان يكون لديها اي صلة عسكرية مع هذا البلد. ان هذا المنطق هو الذي يسود في العقلية السويدية".

وكتب المفكر الليبرالي فريدريك سيغيرفلدت ان الهدف بالنسبة للسويد هو ان "تصبح قوة اخلاقية" في العالم.

وتجلى هذا الطموح خصوصا في السياسة الخارجية لرئيس الوزراء اليساري السابق اولوف بالمي في السبعينات والثمانينات عندما اعتمدت السويد سياسة متشددة ازاء جنوب افريقيا اثناء نظام الفصل العنصري، واسبانيا ابان حكم فرانكو، وتشيلي تحت حكم الجنرال بينوشيه.

الا ان السويد تواجه خطر خسارة عقود مهمة بحسب دوائر رجال الاعمال والشركات الكبرى اضافة الى جزء كبير من المعارضة اليمينية.

وكتبت صحيفة سفينسكا داغبلاديت في افتتاحية لها ان "السياسة الدبلوماسية ليست مسألة خارجية فقط. ان الاهم هو عامل المصلحة الوطنية. ان السويد بحاجة الى صناعتها ... والتخلي عن اتفاقية التعاون سيكون له ثمن".

وبحسب معهد ايه اتس اس جينس المتخصص في شؤون التسلح، فان السعودية تخطت الهند لتصبح في 2014 اكبر مستورد للسلاح في العالم.

والسعودية هي ثالث اهم بلد يستورد الاسلحة السويدية خارج الدول الغربية.

أ.ف.ب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السويد تعطي أولوية لحقوق الانسان على مصالحها في علاقتها مع السعودية السويد تعطي أولوية لحقوق الانسان على مصالحها في علاقتها مع السعودية



GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab