بغداد - نجلاء الطائي
نعى العراق في بيان من رئاسة الجمهورية المعمارية العراقية العالمية زها حديد، التي توفيت بنوبة قلبية في أميركا. وكشف رئيس الوزراء حيدر العبادي، أنه بفقدان المعمارية العراقية زها حديد، خسر العالم كله أحد الطاقات الكبيرة التي خدمت المجتمع.
وأوضح رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في بيان رئاسي ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، قائلًا " ننعي بأسف وألم عميقين المهندسة المعمارية العراقية العالمية المكانة زها حديد، التي انتقلت إلى جوار ربها، الخميس، إثر نوبة قلبية، وأن رحيلها وهي في ذروة عطائها وحيويتها الفنية خسارة كبيرة للعراق والعالم لا يعوضها إلا دوام ذكرها الطيب".
وأضاف "حديد رفعت اسم العراق عاليًا في العالم بفضل عبقرتها المعمارية ومثابرتها الاستثنائية التي مكنتها من نيل أرفع الأوسمة العالمية كأشهر معمارية بفضل تصميمها العديد من المعالم العمرانية العالمية وعملها الأكاديمي في اشهر جامعات الفنون والعمارة العالمية فضلًا عن مشاركاتها في معارض أهم المتاحف الفن المعاصر، كما ظلت المعمارية الفقيدة حتى آخر لحظات حياتها وفية لشعبها العراقي ولبلادها التي شهدت تفتح عبقرتها الفنية، وللتراث العريق لعائلتها الوطنية المعروفة".
وأبدى رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، في بيان له، اسفه البالغ، مضيفًا "تلقينا نبأ وفاة ابنة العراق المعمارية زها حديد، التي كانت مثالًا للإبداع والتفرد بالإنجازات المعمارية التي يشهد لها بعبقرية قل نظيرها في العالم" مضيفًا "لقد قدمت الفقيدة صورة مشرقة للإبداع المعماري في صوره الجميلة التي تمثلت بصروح معمارية بارزة هي الشاهد الأمثل على إبداعها في مجالها، مؤكدة من خلالها شخصيتها كمعمارية عصرية بارزة".
ولفت إلى أن العراق والعالم كله خسر شخصية بارزة أكدت حضورها فيما قدمت على مدى سنوات طويلة رفعت معها اسم العراق عاليًا، مؤكدًا أن وفاة حديد ليست خسارة للعراق وحده فحسب، وإنما للإنسانية جمعاء وهي التي قدمت لها شواهد ستخلد اسمها على مدى الزمان". وأضاف الجبوري "ندعو الله العزيز القدير أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وغفرانه، ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان".
وتوفيت المعمارية العراقية زها حديد إثر نوبة قلبية في أميركا، عن عمر يناهز 66 عامًا. وولدت حديد في بغداد 31 تشرين الأول/أكتوبر 1950 وهي أبنة وزير المال الأسبق محمد حديد، الذي اشتهر بتسيير اقتصاد العراق خلال الفترة 1958 - 1963، وظلت تدرس في بغداد حتى انتهائها من دراستها الثانوية، حاصلة على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت 1971. وللمعمارية العراقية شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية، حاصلة على وسام التقدير من الملكة البريطانية، تخرجت عام 1977 في الجمعية المعمارية "AA" أو "Architectural Association" في لندن.
وعملت كمعيدة في كلية العمارة 1987، انتظمت كأستاذة زائرة أو أستاذة كرسي في عدة جامعات في أوروبا في أميركا منها هارفرد وشيكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل. وتسنى لحديد أن تحصل على شهادات تقديرية من أساطير العمارة مثل الياباني كانزو تانك، قفز اسمها إلى مصاف أساتذة العمارة العالمية. وحصلت على جائزة بريتزكر المشهورة في مجال التصميم المعماري، وتعادل في قيمتها جائزة نوبل، وبذلك تصبح زها أول امرأة تفوز بها منذ بدايتها التي يرجع تاريخها لنحو 25 عامًا، كما أنها أصغر من فاز بها سناً وكان ذلك عام 2004.وفازت المهندسة العراقية بأرفع جائزة نمساوية عام 2002، حيث حصلت على جائزة الدولة النمساوية للسياحة.
واختيرت زها كرابع أقوى امرأة في العالم في 2010 حسب تصنيف مجلة التايمز. وحاصلة على وسام التقدير من الملكة البريطانية، واختيرت كأفضل الشخصيات في بريطانيا عام 2012، وأعلن المعهد الملكي البريطاني للهندسة المعمارية عن فوز المعمارية زهاء حداد بالميدالية الذهبية للعمارة لعام 2016. وأصبحت المعمارية العراقية زهاء أول امرأة تحصل على هذه الجائزة التي هي أعلى تكريم يقدمه المعهد الملكي البريطاني اعترافًا بالإنجاز التاريخي في مجال الهندسة المعمارية.
أرسل تعليقك