دمشق- خليل حسين
انضم حزب سوري جديد إلى قائمة الأحزاب والتجمعات والقوى السورية المقاطعة لانتخابات البرلمان السوري "مجلس الشعب" المقررة في 13 نيسان / ابريل الجاري للتنافس على 250 مقعدا يبدو أنه سيؤول غالبيتها إلى "قائمة الوحدة الوطنية" التي يتزعمها حزب البعث الحاكم.
وأعلن حزب "سورية الوطن" في بيان نشره ليلة الجمعة في دمشق "انسحاب جميع مرشحيه من الانتخابات التشريعية الثانية لعضوية مجلس الشعب لعام 2016". وبرّر الحزب انسحابه "ببقاء الحراك السياسي في سورية رهينة مخلفات الاحتكار الطويل للسلطة والذي لن نتعافى منه إلا من خلال بناء دولة ديمقراطية تؤمن بالمواطنة ومبنية في نظام حكمها على تعددية سياسية حقيقية".
وأضاف البيان أن قرار الحزب بسحب مرشحيه من الانتخابات لا يعني منع كوادره من المشاركة في الانتخابات حيث أكد "المشاركة عبر الاقتراع والتصويت فقط ودعم الفئات الشابة وذوي الشهداء والجرحى من المرشحين لعضوية المجلس عن كافة المحافظات السورية" بحسب تعبيره.وسبق لحزب سورية الوطن الذي تأسس في آذار / مارس 2012 أن خاض الانتخابات البرلمانية السورية في عام 2012 دون أن يتمكن أي من مرشحيه من الوصول إلى البرلمان. وتجدر الإشارة إلى أن رئيسة الحزب "مجد نيازي" هي إحدى الشخصيات السورية التي تواجدت في جولتي جنيف السابقتين تحت مسمى "وفد معارضة حميميم" الذي تشكل في القاعدة الجوية الروسية في حميميم باللاذقية.
وحدّد الرئيس السوري بشار الأسد في مرسوم تشريعي أصدره في شباط الماضي موعد انتخابات مجلس الشعب في 13 نيسان _ ابريل رغم حالة الفوضى والاقتتال التي تخيم على البلاد وخروج محافظتين "الرقة وإدلب" من سيطرة القوات السورية. وتعرضت القيادة السورية لضغط كبير من الخارج في محاولة لالغاء الانتخابات أو تأجيلها على اعتبار أنها تتعارض مع مبادئ مؤتمر فيينا وقرارات مجلس الأمن لحل الأزمة السورية إلا أنها رفضت بشدة على لسان العديد من مسؤوليها أي تراجع عن قراراتها مؤكدة أن ذلك استحقاق دستوري وإجراء سيادي لا يحق لأحد التدخل فيه".
ويعكس انسحاب المزيد من القوى والأحزاب السياسية من انتخابات مجلس الشعب بحسب محللين في دمشق حالة عدم الرضى لدى نسبة لا بأس بها من السوريين عن الانتخابات بسبب هيمنة "قائمة الوحدة الوطنية" على غالبية المقاعد المرشحة إلى المجلس لاسيما وأن القائمة المذكورة هي بديل عن "قائمة الجبهة الوطنية التقدمية" التي بقيت في سورية حتى انتخابات البرلمان الماضي والتي اعتاد السوريون على فوزها بسبب تبيّنها من حزب البعث الحاكم.
وتغلغلت حالة عدم الرضى لدى السوريين عن الانتخابات إلى صفوف الموالين للقيادة السورية بعد أن فوجئوا بقائمة الوحدة الوطنية والاسماء المدرجة فيها وذلك بعد أيام فقط من تأكيد عضو القيادة القطرية لحزب البعث خلف المفتاح بأن "حزب البعث لن يتبنى أي اسماء أخرى غير مرشحيه" الأمر الذي اعتبرته فئة كبيرة من الموالاة "تغييرا" في المواقف واساءة إلى التجربة الديمقراطية".
وتتضمن "قائمة الوحدة الوطنية" التي أصدرتها القيادة القطرية لحزب البعث أكثر من 200 مرشح من المستقلين والأحزاب المنضوية في "الجبهة الوطنية التقدمية" من اصل 11400 مرشح حيث من المنتظر أن تكتسح هذه القائمة الغالبية المطلقة لمقاعد البرلمان البالغ عددها 250 مقعدا.
وحاول العديد من الأوساط الداخلية والخارجية التشويش على انتخابات مجلس الشعب عبر بث أخبار عن تأجيل الانتخابات الأمر الذي نفته القيادة السورية بشدة حيث قالت في بيان صدر عن اللجنة القضائية العليا للانتخابات السورية الأربعاء الماضي "ننفي نفيا قاطعا ما تداولته بعض وسائل الاعلام حول تأجيل انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثاني وستتم في موعدها المقرر وفقا للأصول الدستورية والقانونية".
وسبق للحزب السوري القومي الاجتماعي أن أعلن الأسبوع الماضي مقاطعته الكاملة لانتخابات البرلمان السوري احتجاجا على عدم إدراج اسماء مرشحيه في "قائمة الوحدة الوطنية" التي يتبناها حزب البعث الحاكم.والمفارقة في انسحاب حزب سورية الوطن تكمن في أنه ولد من رحم السلطات السورية التي أصدرت قانونا للأحزاب عام 2011 وقامت بموجبه بمنح تراخيص لنحو 10 أحزاب بينما يثير الاستغراب انسحاب الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يقاتل مع القوات الحكومية السورية في العديد من جبهات القتال وبرز حضوره بقوة في معارك تدمر والقريتين عبر قوات "الزوبعة". كما قاطعت احزاب وتيارات سياسية داخل سورية ابرزها هيئة التنسيق الوطنية كبرى فصائل معارضة الداخل .
أرسل تعليقك