انتهاء معركة تل أبيض بشكل مفاجئ وتحريرها من داعش
آخر تحديث GMT05:10:29
 العرب اليوم -

انتهاء معركة تل أبيض بشكل مفاجئ وتحريرها من "داعش"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - انتهاء معركة تل أبيض بشكل مفاجئ وتحريرها من "داعش"

معركة تل أبيض
دمشق ـ نور خوّام

انتهت معركة تل أبيض سريعًا وعلى نحو مفاجئ، إذ أن الجميع كان يتوقع أن "داعش" سيقاوم بشراسة وحتى النهاية في الدفاع عن المدينة، نظرًا لأهميتها الإستراتيجية للتنظيم وكذلك لتداعيات خسارتها على بقية المناطق التي يسيطر عليها.

وتقع المدينة على بعد 100 كليو متر من مركز محافظة الرقة عاصمة "داعش"، وتتصل شرقًا بمدينة رأس العين التي تشكل جسرًا لمحافظة الحسكة والمناطق الكردية المفتوحة على إقليم كردستان العراق، وتربط غربًا محافظة حلب في محافظتي الحسكة والرقة، وكانت تشكل بوابة إستراتيجية للتنظيم مع تركيا.

وأوضحت التقارير أن معظم المقاتلين القادمين عبر تركيا للالتحاق بالتنظيم في محافظتي الرقة ودير الزور كانوا يستخدمون منطقة تل ابيض معبرًا للدخول، مع الإشارة إلى أن طول الحدود الإدارية لمناطق تل أبيض مع تركيا هي بحدود 70 كليو متر، كما أن المعبر يشكل بوابة اقتصادية لـ "داعش" الذي يتحكم بطرق التجارة ونقل البضائع وتهريب النفط وفرض الضرائب.

ولعل ما كان يدل على أهمية تل أبيض لـ "داعش" منذ سيطرته على المدينة قبل نحو عام، هو فرضه لطوق أمني محكم على المناطق الشرقية والغربية للمدينة بغية قطع التواصل أمام الوحدات الكردية والقوى المتعاونة معها من "غرفة بركان الفرات" التي تضم مجموعة من فصائل الجيش الحر والتي قاتلت إلى جانب الوحدات الكردية في كوباني، وأن التنظيم أعد تحصينات دفاعية وحفر أنفاقًا وخنادق وفخخ العديد من المساحات للحؤول دون خسارتها مستقبلًا.

 وخسر التنظيم هذا المعقل المهم وفي شكل فاجئ الجميع بما في ذلك القوى المهاجمة التي دخلت المدينة، وعليه يمكن القول أن الدرس الذي ينبغي استخلاصه من معركة تل أبيض هو أن تنظيم "داعش" بقدر ما هو قوي في الهجوم من خلال الكثافة النارية والسيارات المفخخة بقدر ما هو فاشل ولديه ثغرات في الدفاع.
واحتلت معركة تل أبيض مكانة كبيرة لدى الأكراد، ودليل ذلك الاستعدادات الكبيرة والمسبقة لوحدات حماية الشعب، وكذلك طريقة الهجوم من الشرق "رأس العين" ومن الغرب "كوباني"، إذ كان الأكراد يرون أن بقاء المدينة تحت سيطرة "داعش" يعني أن المناطق الكردية أو ما يعرف بالكانتوتات الثلاثة "الجزيرة - كوباني - عفرين" ستبقى مقطوعة الأوصال ولا يمكن الانتقال عبرها كرديًا، بل إن الرؤية الكردية تتجاوز الانتقال إلى قضية جوهرية تتعلق بصلب الدفاع عن المناطق الكردية شرقًا وغربًا، حيث من المعروف أن الهجمات التي نظّمها "داعش" ضد المناطق الغربية من محافظة الحسكة، خصوصًا رأس العين نفذها عناصر التنظيم المهاجمة من ريف تل أبيض المؤلف من قرابة 400 قرية وبلدة، والأمر نفسه ينطبق غربًا على كوباني، وعليه كانت في صلب الإستراتيجية الكردية إزالة هذا العنصر الأمني المهدد لعمق المناطق الكردية، ولعل ما جرى يزيد من ثقة الأكراد بقدراتهم، وربما التفكير بربط هذه المناطق بمنطقة عفرين في أقصى الشمال، كي يصبح الشريط الحدودي السوري مع تركيا بمعظمه مترابطًا في شكل قطعة جغرافية واحدة تحت سيطرتهم، ولعل ما يشجعهم على هذا الأمر الحماية الجوية للتحالف الدولي، لاسيما الأميركي.

ويؤجج ذلك المخاوف التركية من إقامة إقليم كردي في شمال سورية على غرار إقليم كردستان العراق، يتمتع بمواصفات البقاء ويمتلك عناصر الديمومة، وهو ما يزيد من القناعة بأن مقدمات إقامة دولة كردية في المنطقة باتت ترسم ملامحها على وقع الرغبة المعلنة لإقليم كردستان العراق في نيل الاستقلال، والصعود الكردي في تركيا في مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتهاء معركة تل أبيض بشكل مفاجئ وتحريرها من داعش انتهاء معركة تل أبيض بشكل مفاجئ وتحريرها من داعش



GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 07:12 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إيران تدين بشدة اعتراف إسرائيل "الوقح" باغتيال هنية في طهران

GMT 06:53 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تكشف نتائج تحقيق جديد حول مقتل 6 رهائن قبل تحريرهم

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab