شاركت دولة الإمارات في أعمال الدورة الثانية عشرة لمنتدى التعاون العربي الصيني، التي عقدت الأربعاء في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على مستوى كبار المسؤولين لبحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين .
وترأس وفد الإمارات، مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية جاسم الخلوفي، وضم الوفد مسؤول الجامعة العربية في سفارة الدولة في القاهرة علي الشميلي، ومن إدارة الشؤون العربية فهد العتيبي.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إلى ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية، من اجل استئصال آفة "الإرهاب" التي تتنافى مع القيم الإنسانية والأديان السماوية، موضحا أن "هذا يتطلب مقاربة شاملة من أجل معالجة أسباب تفشي هذه الظاهرة السرطانية، واقتلاع جذورها ومكافحتها على كافة الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية والفكرية".
وأشار العربي في كلمته أمام افتتاح أعمال الدورة الثانية عشرة للمنتدى، إلى إنه لا يمكن وصف الأوضاع في سوريا أو ليبيا أو اليمن أو العراق، وما تواجهه المنطقة بأسرها من "إرهاب"، سوى بالتحديات الخطيرة التي تحدق بالمنطقة، وتهدد استقرارها ومستقبل شعوبها، معربا عن تطلعه لمواصلة الدعم من قبل الأصدقاء التقليديين في هذا الوقت الذي تشهد فيه القضايا والأزمات العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حالة من الجمود غير المسبوق.
وأضاف العربي أن هذه الدورة تكتسب أهمية خاصة كونها تعقد بعد مضي عام على انعقاد دورة تاريخية للاجتماع الوزاري للمنتدى، والذي افتتحه الرئيس الصيني، مما أعطى هذا المنتدى زخما جديدا ودفعة للأمام للارتقاء بمستويات التعاون بين الجانبين إلى مرحلة جديدة، ويفتح مجالات جديدة لعل أبرزها مجال العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي والطاقة والبنية التحتية وغيرها وصولا لشراكة كاملة تقوم على المصلحة المشتركة للطرفين.
ونوه العربي بالمبادرة الطموحة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينج، لإحياء طريق الحرير القديم البري والبحري كونه يعد بمثابة قناة لتعزيز التواصل الحضاري والثقافي وتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد العربي أن العلاقات العربية الصينية تشكل خيارا استراتيجيا بالنسبة للجانب العربي، ومن هنا جاء طرح فكرة الحوار السياسي الاستراتيجي مع الصين، الذي استضافت الأمانة العامة دورته الأولى الثلاثاء، موضحا أن هذه المبادرة جاءت في فترة دقيقة تمر بها منطقة الشرق الأوسط بتحديات بالغة الخطورة، على الصعيدين السياسي والأمني والاقتصادي وعلى الأمن الإنساني بأكمله.
وأشار إلى أن هذا الأمر يستدعي المزيد من التنسيق مع الشركاء الصينيين، وأضاف "إننا في جامعة الدول العربية نعتبر هذا المنتدى منبرا هاما لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولتعزيز التعاون والتنسيق على الساحة الدولية، بما يعزز الأمن والسلم الدوليين والاستفادة من المكانة السياسية والخبرة الاقتصادية للصين، وما حققته من انطلاقة كبرى على الصعيد التنموي من اجل النهوض بالمنطقة، التي تشكل جزءا هاما من الدول النامية والتي لا تزال الصين رغم تقدمها المبهر تعتبر نفسها جزءا منها ولا تتوانى عن دعمها والتضامن معها".
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عن تطلعه لعقد الدورة السابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى في دولة قطر العام المقبل، داعيا الأمانة العامة لمواصلة التنسيق مع الجانبين العربي والصيني من اجل الإعداد الجيد للدورة القادمة للاجتماع الوزاري، بما في ذلك إعداد البرنامج التنفيذي للمنتدى بين عامي 2016 و2018، ليشكل خطوة إلى الأمام في مسيرة هذا المنتدى الناجح.
وجدد العربي دعوته للرئيس الصيني لزيارة مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في أقرب وقت.
من جانبه، دعا مدير عام إدارة غرب آسيا وشمال إفريقيا في الخارجية الصينية، دنج لي، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى، إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الجانبين العربي والصيني خاصة في ظل الأحداث والمتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.
وأكد دنج لي أن الدورة الأولى للحوار السياسي الاستراتيجي العربي – الصيني، التي عقدت الثلاثاء، في الجامعة العربية فتحت منبرا جديدا للتعاون والحوار الجماعي بين الجانبين، مشيرا إلى استعداد بلاده لتقديم مساعدات للدول العربية في البنية التحتية وإنشاء منطقة تجارة حرة مع بلدان عربية وذلك لتوفير ظروف مواتية للدول العربية لتحقيق التنمية .
ولفت إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 251 مليار دولار بزيادة 73 في المائة خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، كما ارتفع حجم الواردات الصينية من النفط من الدول العربي إلى 146 مليار دولار بزيادة 46 في المائة.
ونوه إلى أن الدورة الوزارية القادمة للمنتدى ستعقد في قطر العام المقبل، وستكون أول اجتماع وزاري بين الجانبين في العشرية الثانية للمنتدى الذي انطلق عام 2004 ، مطالبا بالإعداد الجيد لهذه الدورة الوزارية في الدوحة.
من جهته دعا مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الآسيوية السفير ياسر مراد، "رئيس الجانب العربي في الاجتماع"، الجانبين العربي والصيني إلى تكثيف الجهود وتنسيق التشاور على جميع المستويات وخاصة حول القضايا الجوهرية التي تستأثر باهتمام الجانبين وعلى رأسها مكافحة "الإرهاب" .
وأكد السفير مراد أن البلدان العربية والصين تتمتعان بعلاقات تاريخية وعميقة، مشددا على أن الجانب على استعداد دائما لدفع مختلف أوجه العلاقات مع بكين .
وأشار إلى أهمية تفعيل آليات التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين، بما في ذلك التعاون في مجال الطاقة خاصة مشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة والبنية التحتية، فضلا عن تنفيذ مشاريع مشتركة في مجال الزراعة والأمن الغذائي ومكافحة التصحر .
وأشاد بالتعاون العربي - الصيني وتحقيقه نتائج طيبة "عززت العلاقات بين الجانبين وسمحت لنا بتقوية علاقاتنا السياسية وتكثيف مبادلاتنا الاقتصادية والتجارية، وتعميق التواصل الثقافي فيما بيننا، فضلا عن التشاور بشأن القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك إسهاما منا في تحقيق السلام العالمي وتعزيز التنمية المستدامة، معربا عن تطلعه إلى مواصلة الجهود المشتركة بين الجانبين العربي والصيني والمحافظة على آلية الاجتماعات الدورية في إطار المنتدى بما يكفل الاستمرار في تحقيق الأهداف المرجوة .
أرسل تعليقك