بغداد ـ جعفر النصراوي
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من "تفاقم" حالة العنف في العراق، ودعا القوات الأمنية إلى "ضبط النفس" والحفاظ على القانون، وطالب المتظاهرين بـالحفاظ على الطبيعة السلمية للاحتجاجات.
وقال بان كي مون بحسب بيان صدر عن ممثلية الأمم المتحدة في العراق وتلقى "العرب اليوم" نسخة منه إننا "قلقون جدا من تفاقم حالة العنف في كل أنحاء العراق التي أدت خلال الأسبوع الماضي إلى مقتل الكثير وجرح المئات"، داعيًا الأجهزة الأمنية إلى "ضبط النفس والحفاظ على القانون والنظام".
وطالب كي مون المتظاهرين بـالحفاظ على الطبيعة السلمية لاحتجاجاتهم، معربًا عن ترحيبه باللقاء الناجح بين ممثلي المتظاهرين والمسؤولين المحليين والقوات الأمنية العراقية التي أدت إلى تهدئة التوترات في الرمادي محافظة الأنبار".
ودعا مون، القادة العراقيين إلى الدخول في حوارات بناءة وشاملة وبتصميم على إنهاء الأزمة السياسية العميقة التي تواجهها البلاد، معربًا عن ترحيبه بـالزيارة الأخيرة للوفد الرفيع من كردستان إلى بغداد واستئناف الحوار مع الحكومة المركزية للتوصل إلى حلول دائمة لمشاكلهم العالقة".
وبشأن قرار هيئة الإعلام والاتصالات بتعليق عمل قنوات فضائية أعرب كي مون عن قلقه منه، مؤكدًا أن حرية الصحافة هي عمود أساسي من أعمدة الديمقراطية، داعيًا في الوقت ذاته هيئة الإعلام والاتصالات إلى إعادة النظر بقرارها.
وتشهد البلاد منذ حادث اقتحام قوات الجيش العراقي في الـ23 من نيسان/ أبريل 2013، ساحة اعتصام الحويجة التي أسفرت، عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 163 من المعتصمين وفقدان واعتقال مئات آخرين، اضطرابات ومواجهات واسعة النطاق بين رجال العشائر والقوات الحكومية في كركوك والموصل وصلاح الدين وديالى وكان أبرز تلك الأحداث مهاجمة مسلحين، السبت 27 نيسان/ أبريل 2013، سيارة مدنية يستقلها خمسة من عناصر الجيش العراقي يعتقد أنهم كانوا في إجازة ومتوجهين إلى منازلهم قرب ساحة اعتصام الرمادي، ما أسفر عن مقتل أربعة منهم وإصابة الخامس بجروح متفاوتة.
وأثار حادث مقتل الجنود الأربعة ردود فعل كبيرة، إذ هدد رئيس الحكومة نوري المالكي، في اليوم ذاته، بعدم السكوت على ظاهرة قتل الجنود قرب ساحات التظاهر، داعيًا المتظاهرين السلميين إلى "طرد المجرمين" الذين يستهدفون قوات الجيش والشرطة العراقية مطالبا علماء الدين وشيوخ العشائر بــ"نبذ" القتلة، كان آخرها تخصيص قيادة عمليات الأنبار أمس الثلاثاء 30 من نيسان/ أبريل 2013، مكافأة مقدارها 100 مليون دينار لمن يلقي القبض على المتحدث الرسمي باسم ساحة اعتصام الرمادي سعيد اللافي والناطق الإعلامي باسمها قصي الزين ومحمد ابو ريشة ابن اخ زعيم مؤتمر صحوة العراق لاتهامهم بقتل الجنود الخمسة قرب ساحة الاعتصام قبل ايام، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من نفيها اتهامهم بحادثة قتل الجنود.
وكان المعتصمون في المحافظات ذات الغالبية السنية، أعلنوا في ـ26 نيسان/ أبريل 2013 الحاليعن تشكيل جيش "العزة والكرامة" لحماية مناطقهم، وطالبوا بـ"الإيقاف الفوري" للعمليات العسكرية من قبل الحكومة المركزية و"إحالة رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقائد القوات البرية" إلى المحاكم الدولية.
وأكدوا وجوب المحافظة على سلمية الاعتصامات، والسلم الأهلي، وعدم السماح لأي جهة مسلحة بـالنزول إلى الشارع، وتوجيه دعوة إلى عشائر الجنوب لسحب أبنائها من الجيش والشرطة الاتحادية في المحافظات الستة مهددين بـعدم تحمل مسؤوليتهم عشائريًّا، إذا تعرضوا لأي أذى.
يشار إلى أن معتصمي الرمادي أعلنوا، الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق بين قادة اعتصام الرمادي والحكومة المحلية وقيادة عمليات الأنبار على إنهاء كافة المظاهر المسلحة، من كلا الطرفين وعودة الشرطة المحلية لحماية ساحة اعتصام ، في حين أعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة مارتن كوبلر عن ترحيبه بالنتائج الناجحة للقاء الذي جرى بين قادة اعتصام الرمادي والمسؤولين الحكوميين وقادة الأجهزة الأمنية لإيجاد مخرج سلمي وإخماد التوترات.
أرسل تعليقك