بيروت ـ جورج شاهين
امتد التوتر الليلي على الحدود اللبنانية السورية الشمالية، فجرًا، وتعرضت بلدة العريضة اللبنانية الواقعة على الشريط الساحلي من الحدود الشمالية مع سورية، فجر الإثنين، إلى قصف من الجانب السوري، طال مسجد البلدة والأحياء المجاورة، ما أدى إلى إصابات في المنازل والمسجد، كما طال بلدات حدودية أخرى، حسب ما أفادت تقارير أمنية وردت من شمال لبنان.
وقد عمد الاهالي إلى نصب خيمة كبيرة وقطعوا الطريق الدولية الساحلية بين لبنان وسورية في اعتصام قالوا انه سيبقى مفتوحا استنكارا لما يحصل من اعتداءات. وطالب الاهالي الجيش اللبناني بحمايتهم.
وجاءت اجواء التوتر على الحدود الشمالية لترفع من نسبة القلق لدى اهالي القرى اللبنانية وللتغطية على العمليات العسكرية التي يخوضها حزب الله في القرى الشيعية في القصير وضواحي حمص في مواجهة الجيش السوري الحر. بعدما تحدثت المعلومات عن عدد غير قليل من القتلى اللبنانيين وعدد آخر من الجرحى نقلوا ليلا إلى المستشفيات اللبنانية في البقاع ومنهم من نقل إلى مستشفيات الضاحية الجنوبية.
وأوضحت مصادر امنية لـ "العرب اليوم" أن القتال بين حزب الله والجيش السوري الحر اندلع بعد ظهر السبت في بلدة القصير السورية الحدودية. حيث تعرضت قرى سورية لقصف من الجانب اللبناني، وتحديدا من قرية القصر جنوب غربي سهل القصير على الجانب اللبناني. وقالت المصادر إن القتال اشتد ليل السبت – الأحد داخل الأراضي السورية، وبدأ القصف المضاد مستهدفا الطرف اللبناني من الحدود فجر الأحد.
وأشارت المصادر الحدودية إلى أن المواجهات استخدمت فيها أسلحة رشاشة متوسطة، وقذائف من عيار ثقيل وصواريخ، لافتة إلى أن القصف من الجانب اللبناني انكفأ بعد منتصف الليل، واقتصرت المعركة على اشتباكات متفرقة، بينما دوى صوت قذائف عند الفجر. وأضافت أن صوت سيارات الإسعاف سمع في المنطقة منذ مساء الأحد، حيث عبرت سيارات الإسعاف إلى مستشفيات الهرمل داخل الحدود اللبنانية.
وللمرة الأولى تتحدث قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" عن العمليات العسكرية في المنطقة أن صاروخين من عيار 107 استهدفا قرية القصر الحدودية فجر الأحد، سقط أحدهما على سور المسجد في القرية، من غير تقديم المزيد من التفاصيل لكن ما تجدر الإشارة اليه ان هذه البلدة تشكل القاعدة الأساسية لحزب الله في المنطقة وسبق ان انطلقت وحدات منها لمهاجمة مواقع الجيش السوري الحر..
وقبل ظهر الإثنين حضرت الأزمة السورية والوضع على الحدود اللبنانية – السورية في اللقاء بين السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي ووزير الخارجية عدنان منصور من دون ان تتكشف اية تفاصيل حول اللقاء وما دار فيه.
وتحدث السفير علي بعد لقائه منصور عن "أمل كبير بحلول سياسية" تدعو لها سورية وفقا لرؤية الرئيس الأسد لتفعيل الانتقال إلى "حوار سوري - سوري".
والإثنين دان عضو كتلة نواب المستقبل عن دائرة عكار الإنتخابية النائب معين المرعبي في بيان، "تدخل حزب الله في المعارك الدائرة في سورية"، واعتبر أن "ما يقوم به الحزب هو توريط للبنان في الازمة السورية واستجلاب للكوارث والمآسي، ولن يكون تأثيرها على هذا الفريق وحده بل سيدخل البلد وبشكل مباشر في أتون هذه الحرب القائمة ما بين الشعب السوري المظلوم والنظام الاسدي المجرم".
ودعا إلى "تطبيق القرار الدولي 1701 تحت الفصل السابع ونشر قوات اممية على الحدود مع سورية من أجل تطبيق فعلي للنأي بالنفس".
اضاف :"ان حزب الله وكما اصبح معلوما للجميع وبحسب الواقع واعترافات قادته، يجتاح بمقاتليه بآلياته وعتاده العسكري الاراضي السورية كما يقوم بقصفها من مواقع له داخل الاراضي اللبنانية ثم يقوم باحتلالها، مما استدعى قيام المجلس الوطني والجيش الحر السوريين بتحميل الحكومة اللبنانية التبعات وتحذيرها بالرد على الاعتدءات بالمثل".
وسأل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، "بعد وضوح تورط الحكومة اللبنانية بتزويد نظام الاسد بالديناميت والمحروقات اللازمة لآلة القتل التي يستخدمها، هل اتخذتم قرار المشاركة بالقتال إلى جانب نظام الاسد بعد مناقشتكم هذا الأمر في المجلس الأعلى للدفاع خصوصا أن فخامة رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة اللبنانية"؟
اضاف :"اذا كان الجواب بالايجاب فأي من الثلاثة، الشعب أم الجيش أم المقاومة، ورطتموه بهذه الجرائم والمجازر، وما هي الاجراءات التي اتخذتموها، وعلى الاصعدة كافة لحماية الشعب اللبناني الانعكاسات المتوقعة جراء هذه الاعمال الحربية. وعندها لا بد أن نبارك لكما أنه وفي عهدكما الميمون تطور لبنان ليصبح دولة معتدية قاتلة على شاكلة العدو الاسرائيلي".
وتابع :"أما اذا كان الجواب سلبيا، فهل ترون أن هذه الاعمال المجرمة والارهابية التي يرتكبها حزب الله تحت نظر الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية، هي تعد سافر على كرامة هذه المؤسسات كافة، وبالتالي تستوجب قيام القوة الضاربة، وكما فعلت في عرسال باقتحام المراكز العسكرية ومواقع المدفعية التي تشارك بهذه الاعمال غير الأخلاقية والقاء القبض على من فيها، مع الرجاء بعدم اغتيالهم كما حدث بالشهيد خالد حميد في عرسال، أم سيتم التذرع بعدم وجود غطاء سياسي، ولا ندري ان كان هناك من غطاء للعملية التي نفذت أخيرًا في عرسال أم لا؟.
وسأل :"كذلك ما الذي منعكما حتى الآن من اتخاذ الموقف الذي ينسجم مع مصلحة لبنان والدفع بالجيش اللبناني للقيام بواجبه بالانتشار الفعلي والحقيقي والفاعل على المناطق الحدودية الساخنة الشمالية والشرقية من أجل منع الاطراف كافة من التدخل بالشأن السوري؟ ما الذي يؤخركما عن القيام بالطلب من الامم المتحدة ومجلس الامن تطبيق القرار 1701 تحت الفصل السابع ونشر قوات اممية على الحدود مع سورية لمساندة الجيش اللبناني، وبامكانها أن تكون من الجنسيات الموجودة في الجنوب أو غيرها، علما أنه لو قامت الحكومة بتلبية مطالبتنا هذه (منذ حزيران/ يونيو 2012) لما كنا قد وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم".
وختم المرعبي :"المطلوب اليوم حماية لبنان واللبنانيين من خلال لجم حزب الله بأي وسيلة كانت منعا لتوريط البلد بما لا يحمد عقباه، وقبل خراب البصرة وعندها لن ينفع الندم".
أرسل تعليقك