شيع «حزب الله» اللبناني، الاثنين، في مأتم حاشد، عميد الأسرى اللبنانيين المحرَر سمير القنطار، الذي قضى في قصف صاروخي استهدف مبنى سكنيًا كان فيه، في بلدة جرمانا السورية ليل السبت الماضي. واتهم «حزب الله» "إسرائيل" بالوقوف ورائه فيما لم تعترف "إسرائيل" بذلك.
وأجريت مراسم الدفن في ضاحية بيروت الجنوبية ووري جثمان القنطار في مدفن تابع للحزب استحدث منذ مشاركة الحزب في القتال داخل سورية وخصصه لقتلاه الذين يسقطون في سورية. وهو يقع في محيط روضة الشهيدين في محلة الغبيري. وأطلق عليه «روضة الحوراء زينب».
ووصل جثمان القنطار إلى بيروت أول من أمس، ولف نعشه براية «حزب الله» وسجي في قاعة تابعة للحزب لإلقاء النظرة الأخيرة قبل أن يحمل على الأكف ويشق طريقه بين الحشود في الشارع المجاور لروضة الشهيدين.
ورفع المشيعون رايات الحزب وأعلامًا لبنانية وفلسطينية إلى جانب راية للحزب السوري القومي الاجتماعي وراية «يا حسين». ورددوا هتافات «الموت لأميركا والموت لإسرائيل»، و «يا شهيد حزب الله». ونثر النساء الورود على النعش. حيث شارك رجال دين من السنة والشيعة في تشييعه، علمًا أن القنطار درزي المذهب. كما لفتت أرملته وقريباته أعناقهن براية «حزب الله» وأفسحت لهن الطريق للوصول إلى موقع الدفن. وبدت النسوة في حال تماسك.
وأطلقت المفرقعات في مناطق تواجد «حزب الله» في بيروت لدى انطلاق موكب التشييع. وأدت مجموعة من مقاتلي الحزب باللباس العسكري التحية العسكرية للقنطار أمام نعشه. حيث وتقدم المشيعين النائب أيوب حميد ممثلًا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وممثل السفير الإيراني لدى لبنان محمد فتحعلي، القائم بالأعمال محمد صادق فضلي، ونواب من كتلة «الوفاء للمقاومة»: محمد رعد، علي عمـــار، علـــي المقداد ونوار الساحلي، ومن كتلة «التنمية والتحرير» علي بــزي وقاسم هاشم، المفتي الجعفري الممتـــاز الشيخ أحمد قبلان، رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين، وفد من قيادة حركة «أمل» وأعضاء مـن قيــادة الحركة وشخصيات حزبية وسياسية، وممثلــون عن الفصائل الفلسطينية.
وصلَى هاشم صفي الدين على جثمان القنطار وقال «جمع عناوين وصفات وخصال ليقول لنا بصدقه وشجاعته وعزمه أن نهج المقاومة واحد وطريقها واحد هو طريق فلسطين والقدس». مضيفًا "القنطار ابن الجبل ولبنان كله وابن فلسطين والجولان وبكلمة واحدة هو ابن المقاومة»، ونبه إلى أنه «إذا كان ال"إسرائيلي" يتخيل بأنه أقفل حسابًا باغتيال القنطار فإنه مخطئ جدًا لأنه يعلم وسيعلم أنه فتح على نفسه حسابات، فنحن إخوة سمير وأبناء هذه المقاومة التي يفتح لها الشهداء أبوابًا لا تخطر على بال، فإن لم يتعلم "الإسرائيلي" من كل تجاربه الفاشلة من اغتيال القادة فانه سيدرك بأنه ارتكب حماقة جديدة».
واتصل رئيس الحكومة تمام سلام هاتفيًا بعائلة القنطار معزيًا. وكان عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري أكد «أن القنطار سقط بالأمس شهيدًا على يد العدو "الإسرائيلي"، أما الخلاف الكبير حول تفاصيل تتعلق بأسباب وجوده في سورية والموقف المنحاز مع النظام ضد الشعب السوري فأمر آخر».
وأضاف «إن ما نشر وقيل الكثير حول منظومة أس 300 وأس 400 أنها تغطي أي حركة للطائرات لمئات الكيلومترات ويصل مداها إلى 700 كلم يطرح عدة علامات استفهام، منها هل أن التنسيق الروسي – "الإسرائيلي" وصل إلى هذا الحد؟، لكن اللافت ما نقل عن الإعلام السوري أن الطائرات لم تخرق الأجواء السورية، ما يعني أن الصواريخ أطلقت من خارج المجال الجوي السوري».
وذكر مكتب «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) في بيروت، أن «السفير السوري علي عبد الكريم علي، وبتكليف من الرئيس بشار الأسد، قدَم التبريكات والتعازي إلى «حزب الله» وأسرة الشهيد المقاوم». وأكد أن «العملية المتطرفة التي أودت بحياة القنطار جاءت بعد انتصارات سورية والمقاومة ومحورها، على التطرف بوجهيه "الإسرائيلي" والتطرفي».
وقدم رئيس مجلس الشوری الإسلامي علي لاريجاني في رسالة وجهها الى الامين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله تعازيه باستشهاد القنطار، منددًا «بهذا العمل التطرفي للكيان المحتل».
ونفذت وحدات من «يونيفيل» والجيش اللبناني دوريات منفصلة في منطقة القليلة الجنوبية التي انطلقت منها صواريخ على شمال "إسرائيل" ليل أول من أمس، وذلك بعد ساعات على الإعلان عن مقتل القنطار، بحثًا عن قواعد الصواريخ الثلاثة، حيث مشطت بساتين سهل رأس العين القريبة من مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوب صور، كما جرى تسيير دوريات في سهل القليلة الحنية رأس العين. في حين سيرت قوات «يونيفيل» والجيش دوريات مؤللة ومكثفة على طول الخط الأزرق من الناقورة وصولاً إلى القطاع الشرقي.
وانتشر شريط فيديو على «يوتيوب» يتضمّن إعلان «الجيش السوري الحر» مسؤوليته عن اغتيال القنطار. حيث جـــاء فـــي الشريط أن «لواء المــــهام السرية في العاصمة دمشق التـــــابع لغرفة عمليات دمشق وريفها قــام وبالاشتراك مع لواء فرسان حوران التابع لفرقة الشباب السنة باغتيال سمير القنطار ومرافقيه». ونفى ما يقوله «حزب الله» عن استهدافه من قبل الطيران الصهيوني».
أرسل تعليقك