القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
دعت جماعات يهودية متطرفة تطلق على نفسها "الائتلاف من أجل الهيكل" صباح الثلاثاء إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك الخميس المقبل، وتنظيم مراسيم احتفالية بمناسبة عيد "نزول التوراة".
وقال المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا لوكالة "صفا" إن جماعات يهودية دعت إلى اقتحام الأقصى الخميس، وتنظيم احتفالية في مناطق مجاورة للمسجد بمناسبة اختتام العيد تحت عنوان "احتفال الأولاد في جبل الهيكل".
وأوضح أن الدعوة مخصصة أكثر للأطفال الإسرائيليين، وأن "احتفال تدريبي بمراسم العيد داخل جبل الهيكل" سيقام قبالة المسجد الأقصى عند جبل الزيتون بمشاركة حاخامات يهودية وعضو الكنيست موشيه فيجلين، وسيبدأ من الساعة الثامنة صباحًا حتى 12 ظهرًا.
وأشار إلى أن اقتحام المتطرفين للأقصى سيبدأ عند الساعة الثامنة ويستمر حتى العاشرة صباحًا، لافتًا إلى أن عضو الكنيست عن حزب البيت اليهودي "نفتالي بنط" نشر مقالًا اليوم دعا فيه إلى بناء كنيس يهودي في الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى.
ودعا أبو العطا إلى المزيد من التحركات الفاعلة على المستوي العالمي والإسلامي والعربي والفلسطيني للتصدي لمخططات الاحتلال واعتداءاته المتواصلة، والمزيد من شد الرحال للأقصى، مؤكدًا أهمية الحماية البشرية في مثل هذه الظروف.
وأكد أن هناك تواجد ورباط دائم بالأقصى، خاصة في أوقات الصباح عبر مسيرة البيارق ومشروع "مصاطب العلم"، معتبرًا أن هذا التواجد يشكل مدا بشريا مستمرا على أقل تقدير للتقليل من مستوى الاقتحامات اليهودية.
وشدد على ضرورة وجود حراك عربي إسلامي فلسطيني يرتق لمستوى الأحداث التي يمر بها الأقصى والقدس بشكل عام.
وفي السياق، اقتحم مستوطنون متطرفون بشكل جماعي صباحًا باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وسط حراسة شرطية مشددة.
وأوضح المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى أن نحو 140 مستوطنًا يتقدمهم الناشط اليهودي المتطرف يهودا كليج اقتحموا الأقصى منذ ساعات الصباح، ولا زالوا يتجولون في باحاته ويؤدون بعض الصلوات التلمودية بداخله.
وأشار أبو العطا إلى أن أصوات التكبيرات تعالت من قبل المصلين وحراس الأقصى وطلاب العلم داخل المسجد منددين بالاقتحام ورافضين له.
وثمنت مؤسسة الأقصى كل جهد يصب في نصرة القدس والأقصى، لكنها نبّهت إلى أن الحراك يجب أن يتواصل حتى يصل الى مستوى الأحداث المتصاعدة بحق القدس والأقصى.
بدوره، اعتبر نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال الخطيب الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للأقصى تصعيدًا نوعيًا غير مسبوق في كمه ونوعه وتقارب أيامه.
وقال الخطيب في تصريحات صحفية إن ما يميز هذه الاقتحامات أن فيها تناسبًا وتوافقًا بين المؤسسات الإسرائيلية والتوجه الشعبي، أي "التقاء الإرادة السياسية والشعبية في عمليات الاقتحام."
وأشار إلى أن التهديد الإسرائيلي المستمر والدعوات باقتحام الأقصى وأداء صلواتهم التلمودية داخله من قبل أعضاء الكنيست كموشيه فيجلين، ورئيسة لجنة الداخلية في الكنيست ميري ريجيف، يؤكد أن الاقتحامات بغطاء سياسي لخلق واقع جديد.
وبيَّن وجود تنافس بين أعضاء الكنيست لاقتحام الأقصى بعد أن تمَّ في السابق تحريم دخوله من قبل الحاخامات، مضيفًا "أصبح المتدينون الإسرائيليون يتنافسون فيما بينهم لإصدار الفتاوى باقتحام الأقصى"، داعيًا أبناء الأمة العربية والإسلامية لوقفة جادة والدفاع عن المسجد وتحريره، لأنه مسؤولية الجميع
أرسل تعليقك