دمشق ـ نور خوّام
أكد الرئيس المشترك لـ"مجلس سورية الديمقراطية"، هيثم مناع، أن تصل المحادثات السورية السورية في جنيف إلى الطريق المسدود ووصفها بـ"العبثية لأنها لم تبن على أسس صحيحة"، وأعرب ولأول مرة، عن استغرابه لدعوة الأمم المتحدة شخصيات معارضة من خارج الهيئة العليا للمفاوضات، بوصفهم "مستشارين" على الرغم من تلقيهم وعودا أممية بدعوة كوفد ثالث مستقل.
وانسحب مناع الثلاثاء من اجتماع مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في جنيف. وبين أن غاتيلوف طالب باستبدال الشخصيات الكردية في القائمة الروسية كي يتشكل الوفد الثالث من الشخصيات العلمانية الديمقراطية، وهو ما رفضه مناع، وأكد أن مفاوضات "جنيف 3" عبثية لأنها لم تبن على أسس صحيحة"، واعتبر أن العملية السياسية ستصطدم بالجدار عاجلا أم آجلا إن استمرت في خطها، ولفت إلى أن "القرار الآن ليس بيد السوريين والضغوط تمارس على الجميع، قبل وخلال مفاوضات جنيف 3، وستمارس لاحقا".
وطالب مناع، الذي يترأس "تيار قمح"، بعقد "اجتماعات موسعة تضم وفد الهيئة العليا (للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية وباقي الأطياف بهدف وضع منهج نسير عليه جميعنا إذا أردنا حلا سياسيا لقضيتنا السورية، لأن الوضع الحالي قائم على المراضاة وتبويس اللحى والشوارب على الطريقة العربية، وهو أسوأ ما يحدث في التاريخ"، على حد قوله.
وتساءل "لماذا لا يريد وفد الرياض (وفد الهيئة العليا للمفاوضات) أن يكون لمجموعة الديمقراطيين (العلمانيين الذين دعاهم المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا) وفدهم الثالث المستقل، ونحن نكرر أن الأمم المتحدة وعدتنا، وقلنا إننا لن نذهب من دون شركائنا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (الذي تصفه أنقرة بالإرهابي وتضع فيتو على مشاركته)؟ لكن الغريب أن الأمم المتحدة وغيرها من الأطراف قالوا لنا إننا وفد مستشارين".
وهاجم مناع الحكومة السورية والمعارضة قائلا "النظام لديه مشكلة أساسية وبنيوية تتلخص في أنه يعتبر الإرهاب أولى المشاكل وآخرها، وأصبح أسير خياراته، ومن ثم لم يستفد من تجاربه خلال كل هذه السنوات، والنظام مات في القلوب والعقول، ولذلك هو لا يقبل الخروج من منظومته الدكتاتورية إلى منظومة مدنية ديمقراطية ولا يستوعب حتى الآن، أنه أصبح جثة بلا روح، أما المعارضة فهي في حالة صعبة، ولا تملك استراتيجية واضحة وهذه طامة كبرى".
وأجاب مناع عن ما إذا كان يعتقد بأن الروس قد يتخلون عن الرئيس بشار الأسد، قائلا "لقد قلت للروس هل يعقل وأنتم دولة عظمى أن ترهنوا مصالحكم بشخص الرئيس بشار الأسد"، وبين أن "جوابهم كان: نحن لسنا محامين عن شخص، إنما ندافع عن المؤسسة العسكرية، وأرسلنا قواتنا لذلك"، وعن خلافاته مع "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، قال الرئيس المشترك لـ"مجلس سورية الديمقراطية": "لقد طلبنا بوقف تسليح الحزب للأطفال ونعتقد أنهم التزموا"، واستطرد قائلا: "نحن نحل خلافاتنا الداخلية بالحوار والتفاهم".
وأرسل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا دعوات لممثلي المرأة والمجتمع المدني بسورية، للمساهمة في المحادثات السورية التي تعقد تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة، وسيوفر انضمام منظمات المرأة والمجتمع المدني كثيرا من الأفكار الحيوية للمحادثات، من خلال طرح آراء وتوصيات تمثل قطاعات مهمة من المجتمع السوري، وللاستفادة من المساهمة المجدية للنساء السوريات في المحادثات واستجابة لدعوة عديدين منهن، وبموجب التوجيهات التي قدمها قرار مجلس الأمن 2254.
وأنشأ دي ميستورا مجلسا استشاريا نسائيا مستقلا يتبع مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية، وسيفسح المجلس الاستشاري للمرأة السورية المجال لتعبير النساء السوريات عن قلقهن وإيصال أفكارهن وكذلك توصياتهن، التي تغطي جميع الموضوعات التي تتم مناقشتها خلال المحادثات، إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة للنظر فيها، وفي البداية سيتألف المجلس من 12 امرأة تم اختيارهن من قبل عدة منظمات للمرأة السورية من خلال عملية تشاورية عرف منهم السيدتان ديانا جبور وإنصاف الحمد اللتان وصلتا إلى جنيف.
وأشار دي ميستورا إلى أن منظمات نسائية أخرى سوف تساعد في الجهود التي يبذلها المجلس الاستشاري من خلال آلية التناوب، وستقوم منظمات المجتمع المدني في سورية بدور مهم في هذه العملية، لما لديها من ثروة من المعرفة في المجالات الفنية ذات الصلة المباشرة بالمحادثات، وتمثل عدة منظمات مجتمع مدني سورية أصواتا كثيرة في سورية من مختلف الخلفيات، ويجب أن تتاح لهم فرصة وآلية لتبادل التوصيات والأفكار مع الأمم المتحدة، كما سيتم اعتماد آليات التناوب لإجراء مشاورات مع المجتمع المدني لتوسيع نطاق المشاركة، ووفر مكتب المبعوث الخاص قاعة اجتماعات لدعم المجلس الاستشاري للمرأة السورية ومنظمات المجتمع المدني، والتي ستوفر لهم مساحة عملٍ للتحضير لإجراء مشاورات مع المبعوث الخاص.
أرسل تعليقك