طرابلس ـ فاطمة السعداوي
حاصر محتجون غاضبون مقر البرلمان في طبرق شرق ليبيا أمس الثلاثاء، مطالبين باستقالة رئيس الحكومة المؤقتة عبدالله الثني بعدما اتهموه بالتقصير والفساد.
وحمل المتظاهرون الذين نسبوا أنفسهم إلى المجتمع المدني، بنادق وعصيًا وأضرموا حرائق أمام مقر مجلس النواب، وذلك خلال جلسة برلمانية لمساءلة الحكومة.
ودفعت التظاهرة التي أحرق فيها أحد المواطنين سيارته، إلى تعليق جلسات البرلمان، الذي وصل إليه الثني تحت حراسة مشددة. وأفاد شهود بأن دوي إطلاق نار سمع أمام المقر، فيما سعى نواب دون جدوى إلى التحاور مع الذين يحاصرون المقر.
ولاحظ مراقبون أنَّ قوات الجيش التابعة للفريق خليفة حفتر لم تتدخل لتفريق المحتجين، ما فتح الباب أمام تكهنات بوجود خلافات قوية بين أركان السلطة المعترف بها دوليًا والتي تتخذ من طبرق مقرًا لها.
وصرَّح فرج بو الخطابية وهو أحد أعيان طبرق لمجموعة من النواب حاولت التوسط مع المحتجين، قائلًا: "لا نريد تنمية ولا إعمارًا، نريد أن نأكل فقط، أسقطوا الحكومة التي جوعتنا"، وذلك في إشارة إلى التأخر في دفع الرواتب والذي كان سببا مباشرا في تصاعد الاستياء.
وسرت إشاعات عن تعرض بعض المسلحين لرئيس الحكومة لدى خروجه من بوابة خلفية، لكنّ أيا من الجانبين لم يؤكد صحة ذلك، ويواجه الثني انتقادات متزايدة في شرق البلاد بسبب الفوضى السياسية والفساد والأزمات الاقتصادية التي تشمل التأخر في دفع الرواتب والانقطاع في التيار الكهربائي.
ويتخذ الثني من مدينة البيضاء الساحلية المجاورة مقراً له، منذ خروجه من طرابلس بعد تشكيل حكومة وبرلمان موازيين هناك، في الوقت ذاته، ألغت ثلاثة مطارات ليبية رئيسية رحلاتها الجوية أمس، بسبب إضرابات أفراد طاقم العمل الأرضي احتجاجًا على عدم حصولهم على رواتبهم منذ شهرين.
وأكد مدير قسم الإعلام والتوثيق في مطار معيتيقة (طرابلس) عبدالسلام بوعمود، أن أفراد طاقم العمل الأرضي بدؤوا إضرابًا لأنهم لم يحصلوا على رواتب منذ شهرين وهم يطالبون بحلول سريعة، وأضاف أن مطار مصراتة شرق طرابلس، ألغى كل رحلاته الجوية للأسباب ذاتها.
وبيّن مدير مطار الأبرق الرئيسي في شرق ليبيا والذي يقع تحت سيطرة حكومة الثني أبو بكر العبيدي، أنه أغلق بسبب مطالب لطاقم العمل تتعلق بالرواتب والمعدات، وذكر محتجون أن استئناف الرحلات الجوية في مطاري الأبرق وطرابلس لن يحصل، بل ستتصاعد الإضرابات إلى أن تلبى مطالب العمال.
أرسل تعليقك