بيروت ـ فادي سماحة
أبلغ رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرانسوا جيرو، المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم الثلاثاء، في إطار مهمته العمل على إنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ 25 آيار/ مايو، أن التحرك الفرنسي لهذا الغرض مستمر على رغم أن الظروف ليست ناضجة لإتمام توافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وزار جيرو عددًا من القيادات، أبرزها رئيسا البرلمان نبيه بري والحكومة تمام سلام، وكرر القول إن تحركه ما زال يتمتع بدعم و "ضوء أخضر" من القوى الإقليمية والدولية المعنية، لا سيما طهران والرياض. وقالت مصادر الذين التقاهم إنه سمع من الجانب الإيراني أن "حلفاء طهران في لبنان هم أصحاب القرار في الشأن الرئاسي"، فضلاً عن تكرار موقفه بوجوب اتفاق القيادات المسيحية على الاستحقاق الرئاسي، الذي سمعه أيضاً من المسؤولين السعوديين.
وبينت مصادر أن جيرو أشار الى التأييد الإيراني والسعودي للحوارات الجارية بين قوى سياسية متعددة في لبنان، لا سيما حوار تيار "المستقبل" و "حزب الله"، وحرص على إبلاغ بري ثناء بلاده على هذا الحوار، لأنه يساعد على تجاوز أزمات تنشأ في لبنان، "ومن المهم استمراره ليصل إلى إيجابيات تُنضِج التوافق على الرئاسة".
وعُقدت الجولة الخامسة من الحوار بين "المستقبل" و "حزب الله" مساء في مقر بري، الذي مثله وزير المال علي حسن خليل، وحضور وفدي الفريقين، نادر الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن التيار، ومعاون الأمين العام للحزب حسين الخليل ووزير الصناعة حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله عن الحزب. وطرح ممثلو "المستقبل" تحفظاتهم على خطاب السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي، الذي أعلن فيه أن "قواعد الاشتباك مع إسرائيل لا تعنينا"، معتبرين أنه يزيد المخاطر على لبنان جراء تفرّد الحزب، في وقت يلتزم لبنان القرار الدولي 1701 الذي يرعى هذه القواعد.
وسبق جلسة الحوار بيان عن كتلة "المستقبل" النيابية استنكرت فيه ما سبق لرئيسها فؤاد السنيورة أن أدانه، لجهة إطلاق الرصاص وإطلاق القذائف الصاروخية بالتزامن مع خطاب السيد نصرالله، معتبرة أنه نموذج "لاستعراض القوة ولترويع المواطنين، ويتناقض مع كل ما يهدف إليه الحوار من خفض للتوتر المذهبي".
ورفضت الكتلة كلام نصرالله، معتبرة أنه تخلٍّ أحادي عن قرارات دولية. كما رفضت الكتلة "تحويل إيران لبنان إلى ساحة مواجهة مع إسرائيل لأغراض إيرانية لا تمت بصلة إلى المصلحة اللبنانية العليا أو الفلسطينية أو العربية". وانتقدت كذلك تصريحات مسؤولين إيرانيين.
أرسل تعليقك