القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
هاجم مستوطنون، فجر أمس الثلاثاء، في جريمة جديدة، عائلة فلسطينية بالغاز السام في قرية بيتللو غرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وأصيبت العائلة بالاختناق، بينهم رضيع في الشهر التاسع من العمر، في حين اعتقلت قوات الاحتلال 15 فلسطينيًا بالضفة الغربية، و10 صيادين قبالة سواحل غزة.
وأكدت العائلة أن ما جرى هو جريمة جديدة كادت أن تقع لولا يقظة صاحب المنزل الذي استفاق لحظة تحطيم زجاج المطبخ، وبالتالي وجد وقتًا ليهرب قبل أن تقع الكارثة، ويلقى هو وزوجته وابنه الرضيع حتفهم خنقًا.
وأفاد ربَ العائلة حسين النجار (30 عامَا) فقد هاجم مستوطنون منزله عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، وألقوا ثلاث قنابل غاز سام داخل المنزل من إحدى النوافذ بعد كسرها، ما تسبب في اختناقه وزوجته وطفله كرم البالغ من العمر تسعة شهور.
وأضاف أن تدخل الجيران وقيامهم بإخراج العائلة بعد خلع الباب أنقذ حياتهم من الموت المحقق بعد أن فقدوا وعيهم نتيجة الغاز السام داخل المنزل، مؤكدا أن سكان بيتللو يعانون اعتداءات المستوطنين منذ مدة طويلة. موضحًا «كل ما نريده هو العيش بهدوء».
واستند في حديثه إلى قيام المستوطنين أكثر من مرة بالاعتداء على أهالي القرية، وحرق أشجار الزيتون القريبة من المستوطنة، ولكن لم تتوقف الاعتداءات، بل تزايدت واشتدت وطأتها، ولم يقدم أحد للتحقيق أو الاعتقال.
وقال رئيس المجلس المحلي بيتللو هشام البزار إن منفذي الاعتداء قدموا من ناحية مستوطنة «نحليئيل» المقامة على أراضي القرية، مؤكدًا أن العائلة وخصوصًا الرضيع «نجوا بأعجوبة» بعد أن انتشر الدخان بكثافة داخل المنزل.
وخط المستوطنون على جدران المنزل شعارات عنصرية باللغة العبرية منها «انتقام.. تحية من معتقلي تسيون»، في إشارة إلى المستوطنين الذين نفذوا جريمة حرق عائلة الدوابشة في قرية دوما جنوب نابلس.
وفي الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال، فتاة فلسطينية على أحد الحواجز العسكرية المؤدية إلى المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن. حيث قال شهود عيان إن جنود الاحتلال رشوا الفتاة بغاز الفلفل، قبل اعتقالها واقتيادها إلى جهة مجهولة، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن لأحد الجنود في المكان.
من جهة أخرى، اندلعت مواجهات متفرقة بين عدد من الفلسطينيين وجنود الاحتلال في الخليل وبيت لحم جنوب الضفة. حيث ذكرت مصادر مطلعة في المنطقة الجنوبية لمدينة الخليل، أن جيش الاحتلال أمطر محيط عدد من المدارس بقنابله الغازية، قبل أن تندلع مواجهات بين عدد من الفلسطينيين وقوات الاحتلال، فيما اندلعت مواجهات متفرقة مع جنود الاحتلال في منطقة النبي يونس في بلدة حلحول شمال الخليل.
واندلعت مواجهات مع جيش الاحتلال في مدخل بلدة الخضر جنوب بيت لحم، حشد خلالها جنود الاحتلال العشرات من جنوده قرب مفترق النشاش مدخل بيت لحم الجنوبي، وأطلق قنابله الغازية والصوتية خلال المواجهات. كما اعتقلت قوات البحرية «الإسرائيلية»، 10 من صيادي الأسماك الفلسطينيين قبالة ساحل شمال قطاع غزة.
وقال نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش، إن زوارق حربية «إسرائيلية» حاصرت ثلاثة قوارب تقل الصيادين الـ 10 بعد أن استهدفتهم بإطلاق نار قبل أن تعتقلهم جميعًا. مضيفًا في تصريحات صحافية أن الزوارق «الإسرائيلية» اقتادت المراكب الثلاثة إلى ميناء «أسدود الإسرائيلي».
وأضاف أن قوات البحرية «الإسرائيلية»، اعتقلت ليل الاثنين/الثلاثاء، صيادين اثنين قبالة بحر شمال قطاع غزة.
ودنس عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى، حيث ساد المسجد المبارك حالة من التوتر والغضب الشديدين عقب أداء مستوطنين شعائر وصلوات تلمودية بشكل علني خلال اقتحامهم للمسجد.
وأوضح الإعلامي المختص في شؤون القدس والأقصى محمود أبو العطا إن 42 مستوطنًا اقتحموا منذ الصباح المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة على مجموعات، وتجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته بحماية مشددة من قوات الاحتلال الخاصة.
أرسل تعليقك