بيروت ـ جورج شاهين
أكد رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل نجيب ميقاتي، إن لبنان سيبقى وطنًا ديموقراطيا ينعم بتداول السلطة وتبقى مؤسساته قائمة ولو تبدّل الأشخاص، مشيرًا إلى أن هذا هو النهج الصحيح للوسطية التي كان ولا يزال يلتزم بها، ويعمل لكي تصبح نهج التعاطي السياسي في لبنان، مشددًا على أن لبنان أهم من أي فرد وأهم من كل مؤسسة وأهم من كل وزارة.
وقال ميقاتي خلال الحفل الذي أقامه، ظهر الأربعاء، في السرايا تكريمًا للموظفين والعاملين في رئاسة الحكومة وممثلي وسائل الإعلام المعتمدين في السرايا، أن لبنان يبقى وطن التوازن والرسالة والعيش الواحد، وسيبقى وطنا ديموقراطيا يتم فيه تداول السلطة وتبقى مؤسساته قائمة ولو تبدّل الاشخاص".
وأضاف: " دخلت السرايا قبل أقل من سنتين والحذر ينتابني خوفا من نقل الانقسامات في البلد إلى داخل هذا الصرح ، لكنني أعترف اليوم أنكم كنتم خير مثال للمؤسسة الفريدة التي تعمل من أجل الدولة والمحافظة على المؤسسات والتقيد بالقانون من كل جوانبه الدستورية والمالية والإدارية، بوركتم على هذا العمل حيث أثبتم يوما بعد يوم أن ولاءكم الحقيقي، يتعدى الأشخاص، وهو ولاء لعملكم وبالتالي إخلاص للدولة.
وتابع: هناك فارق كبير بين العمل السياسي والعمل الإداري، فالعمل السياسي متحرك والعمل الإداري ثابت، فوجوه السياسيين تتغير وتبقى الإدارة تراكم خبرتها وتوظفها في خدمة الوطن، وأنا من موقعي أوصيكم بالمثابرة على تحصين الإدارة اللبنانية من الأهواء والأهوال والجنوح نحو الفساد، فثقة الناس في الدولة هي ثقتهم في الادارة، والإدارة هي العمود الفقري والأداة التنفيذية للدولة، فحصنوا الإدارة وإمنعوا كل محاولة عبث بأسسها وحاسبوا كل مرتكب لأن إرتكابه يصيبكم جميعا ، بل يصيبنا جميعا.
وقال: "يتساءل البعض اليوم ماذا حققت هذه الحكومة؟، منذ سنتين كنا على شفير حرب مذهبية مع صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذي صدر عندما كنا في أول جلسة لمجلس الوزراء ، ندرس البيان الوزاري ، أحسنا التصرف ومرت الأيام والبلد مستقر والمحكمة مستمرة ولبنان ينفذ التزاماته الدولية كاملة ليثبت مرة أخرى أنه ابن المؤسسات الدولية ، لا يعاكس قراراتها ، بل ينفذها كما فعل مع القرار 1701 الذي خرقه العدو الإسرائيلي مرارًا ولا يزال، والتزمت به الحكومة اللبنانية التزاما كاملًا ولا تزال، إضافة إلى الأحداث الأمنية التي حدثت والتي تعاملنا معها حينا بالروية وأحيانا بالحزم، اعتمدنا الصبر سبيلًا وتلقينا سهام اللوم عليه، لكننا كنا ندرك الأهوال ونعد العدة للأسوأ، ونمنع استدراج الجيش والقوى الأمنية إلى مستنقعات النزاعات المختلفة ونجحنا".
وتابع :" عقدنا مئة وإحدى عشرة جلسة لمجلس الوزراء، واتخذنا أربعة آلاف وتسعمائة وأحد عشر قرارًا، وأربعمائة الآف وأربعملئة واثنين وعشرين مرسومًا، ومن بين القرارات تحديد إحداثيات المنطقة الاقتصادية الخالصة، هذا المشروع الواعد للاقتصاد اللبناني باستخراج النفط والغاز من مياهنا الإقليمية، إعداد مشروع قانون سلامة الغذاء وتعديل قانون تشجيع الاستثمار ، توسيع المنطقة الحرة في مرفأ طرابلس وتلزيم الأشغال والصيانة للطرق في مختلف المناطق اللبنانية وإقرار سلسلة من المراسيم ومشاريع القوانين المتعلقة بالبيئة والأثر البيئي، وأقررنا مشروع قانون لاستعمال الغاز والمازوت للسيارات وتوسيع نطاق عمل النقل المشترك، كلفنا الجهات المختصة دراسة مستلزمات النقل الجوي عبر مطار رينيه معوض في القليعات ومطار رياق، كما أقررنا البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقرًا وخصصنا له الأموال اللازمة.
وقال: على الصعيد الاقتصادي استطعنا تحقيق حوالى اثنين في المئة من النمو، ونعد بأن يكون عام 2013 سيكون أفضل، قد يقول البعض إن هذا الرقم متواضع ولكن عندما نعلم ماذا يحصل في المنطقة والمحيط الاقتصادي الصعب الذي نحن موجودون فيه، يتبين أن هذا الرقم جيد، وبخاصة أننا حافظنا على وتيرة النمو المصرفي ونمو الودائع وعلى زيادة حركة التسليفات المصرفية.
وقال:مع تسمية الرئيس المكلف ومباشرته مرحلة الاستشارات أشعر بالطمأنينة الى مستقبل مؤسسة مجلس الوزراء كونها في أياد أمينة، ولا يسعني هنا إلا أن انوه بإدارة هذه المؤسسة، وللا يمكن أن أنسى الصديق الصدوق الذي كان دائما الى جانبي الدكتور سهيل بوجي ،الأمين بكل معنى الكلمة، حيث عشنا معا أياما صعبة، غلّفتها محبة وإخوة وإخلاص لم أشهدها من شخص في حياتي إلا من شقيقي.
وأضاف: "حقا يا سهيل ، لقد كنت دائمًا إلى جانبي، وأشكرك على كل ما عبرته لي من ثقة وإخلاص ومحبة، كما أن الطمأنينة رافقتني بوجود سرية رئاسة الحكومة بقيادة العقيد أحمد الحجار الذي كان دائمًا إلى جانبي مع ثلة من الضباط الذين ميزهم والتفاني، ولايفوتني أن اشكر الجهد الجبّار الذي بذله الفريق الإعلامي المواكب من كل المؤسسات الإعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة والإلكترونية، وأتمنى أن يبقى الإعلام على الدوام رسالة توحيد وجمع وتلاقي" .
وقال : لقد قرأت في إحدى الصحف مقارنة بين ما حدث معي في الأيام الماضية وما حدث مع آخر الخلفاء الأمويين الذي قيل إنه تسبّب في ضياع الخلافة في مسايرة أخصامه وعدم الاستجابة لحلفائه، ابتسمت وقلت نعم المقارنة لأن في الحالتين بقي الإسلام منتشرًا ويبقى لبنان وطن التوازن والرسالة والعيش الواحد، ولكن ليعرف القاصي والداني أن لبنان سيبقى وطنًا ديموقراطيًا.
أرسل تعليقك