تعرض موكب رئيس حكومة الوفاق الوطني المكلّف بموجب اتفاق الصخيرات الذي توصلت إليه أطراف النزاع الليبي فائز السرّاج، إلى هجوم من قبل مسلحين ليل الجمعة، أثناء محاولته مغادرة زليتن بعد تأديته واجب العزاء لأسر ضحايا التفجير الانتحاري الذي نفذه تنظيم "داعش" الخميس الماضي، ضد مركز لتدريب الشرطة في منطقة الفواتير (7 كيلومترات شرق وسط زليتن) وقُتل فيه نحو 70 متدربًا.
وذكر شهود عيان، أن "الهجوم قاده عضو مستقيل من المجلس البلدي في زليتن، غير أن الجهود التي بُذلت من قبل المجلسين البلديين في كل من مصراتة وزليتن مكنت من حلّ المشكلة ووفرت للسرّاج خروجًا آمنًا مكّنه من السفر الى تونس".
وقال رئيس مجلس مصراتة البلدي محمد شتيوي لوكالة الأنباء الليبية المقربة من الحكومة المعترف بها دوليًا ومقرها طبرق، إن "رئيس حكومة الوفاق المقترحة من بعثة الأمم المتحدة في حالة جيدة في مدينة زليتن"، نافيًا التصريحات التي أفادت بها بعض المصادر حول تعرضه للمحاصرة.
وأكد شتيوي أن موكب السراج تعرض لإطلاق رصاص أثناء عودته إلى مصراتة، ما اضطره إلى الرجوع إلى زليتن والبقاء فيها حتى اتخاذ التدابير الأمنية لخروجه.
وتمكن رجال الإطفاء في منطقة الهلال النفطي الليبي من التغلب الجمعة، على النيران التي تسبب "داعش" باندلاعها في 7 خزانات في حضيرة ميناء السدرة النفطي وخزان شركة الهروج في ميناء راس لانوف خلال يومي الإثنين والثلثاء الماضيين.
وأعلن مدير الإطفاء في شركة سرت الليبية للنفط مفتاح شويقي التي تتخذ من ميناء البريقة مقرًا لها، بأن فرق الإطفاء تمكنت "رغم تدني الإمكانات الناجم عن الوضع الاقتصادي السيئ في البلاد، ليل الخميس إلى صباح الجمعة، من إخماد النيران والقضاء على الحريق في الخزانات التي احترق أولها في راس لانوف عقب مهاجمة مسلحي داعش له الإثنين الماضي والبقية في ميناء السدرة التابعة لشركة الواحة رغم مسافة الـ25 كيلومترًا التي تفصل بين الميناءين، وذلك نتيجة للجهود التي بذلها العاملون في إدارة الإطفاء في شركة سرت، ومخاطرتهم رغم الحرب والقصف الذي شهده الميناءان". وقال قائد عسكري وأحد الموظفين في محطة رئيسية للكهرباء في بنغازي (شرق) أمس، أن مسلحين قصفوا المنشأة.
وقال الموظف أن القصف بدأ في وقت متأخر الجمعة، واستمر حتى صباح السبت ما أدى إلى إغلاق إحدى وحدات المحطة واندلاع حريق أُخمد في وقت لاحق.
ودان مجلس الأمن الجمعة التفجيرين الانتحاريين في زليتن وراس لانوف، مجددًا دعوته أطراف النزاع إلى الاتفاق سريعًا على حكومة وفاق وطني.
وقال المجلس في بيان رئاسي صدر بإجماع أعضائه الـ15، إن الاعتداء "عمل حاقد".
كما وعد الاتحاد الأوروبي بدعم ليبيا في مكافحة الإرهاب وتنظيم "داعش"، خصوصًا على المستوى المالي، فور قيام حكومة الوفاق الوطني.
وقالت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني بعد اجتماعات استمرت لساعات في تونس مع مسؤولين ليبيين على رأسهم السراج: "ما بحثناه مطولًا هو الدعم الذي يمكن أن يقدمه الاتحاد الأوروبي لحكومة وحدة وطنية بشأن الأمن". وأضافت أن هذا الدعم سيشمل "خصوصًا مكافحة الإرهاب وأساسًا داعش. هذه معركة مشتركة لليبيين والأوروبيين".
وأشارت موغيريني إلى أن الاتحاد الأوروبي "أعدّ خطةً لدعم ليبيا بقيمة مئة مليون يورو جاهزة فورًا، حال تولي حكومة الوحدة الوطنية الليبية مهماتها".
على صعيد آخر، ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أمس، أن ألمانيا تنوي إرسال أكثر من مئة جندي لتدريب القوات المسلحة الليبية.
ولن يتم التدريب على الأراضي الليبية، بل في تونس وذلك لأسباب أمنية.
وذكرت المجلة أنه "وفقًا للمشاريع الداخلية للحكومة قد يبدأ جنود ألمان إلى جانب جنود إيطاليين خلال بضعة أشهر تدريب القوات المسلحة الليبية".
وتابعت: "قد يتم إرسال 150 إلى 200 جندي من الجيش الألماني".
أرسل تعليقك