الخرطوم ـ جمال إمام
اتّهم وزير الدفاع السوداني عوض ابن عوف ميليشيا أجنبية "مرتزقة" بالتورط في الأحداث التي طاولت آثارها 4 قرى في ولاية شمال دارفور أخيراً، نافيًا علاقة القوات الحكومية بالهجمات التي تعرض لها سكان المنطقة، بينما قدّرت الخرطوم الخسائر التجارية التي ترتبت على إغلاق الحدود مع دولة جنوب السودان بـ7 بلايين دولار.
وأوضح ابن عوف أمام البرلمان أن قوات من المرتزقة قادمة من خارج الحدود، اشتبكت مع الجيش في منطقة انكا في محافظة كتم، في ولاية شمال دارفور ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة 4 آخرين. وجاءت توضيحات الوزير في معرض رده على سؤال في البرلمان في شأن اعتداء قوات عسكرية على مواطنين في مناطق بريديك وانكا وامراي ودونكي الحوش في ولاية شمال دارفور، حيث نفى علمه بالحادثة أو أن يكون الجيش السوداني يملك ميليشيات أو قوات غير رسمية. ونبّه الى أن ميليشيات مرتزقة من خارج الحدود، كانت تتحرك في المناطق ذاتها التي شهدت الهجوم قبل أن تشتبك مع قوات الفرقة السادسة.
وطالب برلمانيون الحكومة بحسم الخلاف مع مصر في شأن مثلث حلايب وشلاتين الحدودي ومع اثيوبيا حول منطقة الفشقة والنزاع على 4 مناطق حدودية مع جنوب السودان، في شكل نهائي والتخلي عن سياسة «الطبطبة» التي اعتبروا انها استمرت ردحاً من الزمان، والتعامل بالمثل مع دول الجوار حفاظاً على كرامة السودانيين. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية كمال اسماعيل إن الحكومة «لا تبيع مواقف ولا تخضع لضغوط ولا تبكي على اللبن المسكوب»، وقدّر الخسائر التجارية التي ترتبت على إغلاق الحدود مع دولة الجنوب بـ7 بلايين دولار.
وأعلن الناطق باسم الجيش السوداني العميد أحمد خليفة الشامي، أن قوة من متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» هاجمت حامية مزلقان العسكرية في ولاية جنوب كردفان، مؤكداً أنه تم صدهم ومطاردتهم وقتل أكثر من 13 منهم وإصابة آخرين.
ونفى اتهام المتمردين القوات الحكومية بقصف منطقة جنوب النيل الأزرق، مؤكداً التزام إعلان الرئيس عمر البشير وقف النار لمدة شهر، وفي الوقت ذاته عدم التواني في الدفاع عن النفس. لكن الناطق باسم «الحركة الشعبية» أرنو نقوتلو لودي، قال إن قواتهم دمرت 5 سيارات واستولت على آليات عسكرية وقتلت أكثر من 30 عنصراً من القوات الحكومية»، مشيراً الى أن انسحابهم بعد تنفيذ المهمة بنجاح. واعترف بمقتل 4 من قوات التمرد وجرح 11 آخرين. كما اتهم لودي الطائرات الحكومية بشن غارات، في ولاية النيل الأزرق، الأمر الذي نفاه الناطق العسكري السوداني.
وكشفت الحكومة السودانية عن تسلمها دعوة من الاتحاد الأفريقي لحضور محادثات غير رسمية يعقد بينها وبين اثنتين من الحركات المتمردة في دارفور في أديس أبابا.
وقال مسؤول دارفور في الحكومة أمين حسن عمر إن الوساطة لم تحدد موعداً لجولة المفاوضات التي ستضم "حركة تحرير السودان" برئاسة مني أركو مناوي و «حركة العدل والمساواة» برئاسة جبريل إبراهيم.
أرسل تعليقك